مختبر الأنسجة في غزة ينجح بإنتاج أصناف نخيل ذات جودة عالية
دأب مختبر زراعة الأنسجة النباتية، بوزارة الزراعة في غزة اليوم، بتطبيق تقنية زراعة الأنسجة على العديد من أصناف النباتات، و نجح في التوصل لبروتوكول مثالي لإنتاج أشتال ودرنات زراعية ذات إنتاجية أعلى، رغم قلة الإمكانات وتشديد الحصار على قطاع غزة، إلا أن مختبر زراعة الأنسجة يعتبر هو الأول والوحيد في قطاع غزة، ويهدف إلى الإكثار الخضري لنباتات خالية مــن الأمراض وخاصة الفيروسية وبأعــداد كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة.
قالت الزراعة، حسب ما وصل "سوا": "بعد أن سجل المختبر انجازات سابقة في إنتاج أشتال من الأناناس، والكينيا، ونبات "الاستفيا"المحلى الطبيعي "بديل السكر"و إنتاج تقاوي البطاطس صنف الديزيريه المستخدمة لصناعة "الشيبس".
وأضافت: " حقق اليوم مختبر الأنسجة بوزارة الزراعة نجاحاً جديداً بإنتاج صنف نخيل "خازندار" ذات الجودة العالية، هذا الانجاز المتميز والمتمثل بالوصول الى المرحلة النهائية قبل مرحلة (الأقلمة) لإنتاج فسائل "نخيل" من خلال زراعة النورات "ميريستيميا" لشجرة نخيل من أصل بذرة تعود لأحد أبناء عائلة "الخزندار" والتي تمتاز زراعة النورات فيها بالحفاظ على الشجرة "الأم"
وبدورها، قالت مسؤولة مختبر الأنسجة منال صبح :" إن إطلاق اسم "الخزندار"على هذا الصنف نسبة لمالك الشجرة الأم ضياء الخزندار التي تمت عليها التجربة، لافتة إلى أنه تم إجراء الفحوصات بمختبر كيمياء الأغذية بوزارة الصحة على ثمار بلح النخلة".
وأوضحت أنه ثبت تميزها بصفات ذات جودة عالية من حيث حلاوة الثمرة وسماكة اللب، علاوة على نضجها المتأخر حيث تنضج في شهر يناير حيث لا يتوفر فيه ثمار البلح بقطاع غزة، إضافة إلى ملائمة الصنف للمناخ والبيئة المحلية من حرارة ورطوبة
بداية القصة
وتوضح صبح أن تسمية صنف النخيل بالخزندار كانت عندما جاء ضياء الخزندار الذي يقطن غرب مدينة غزة إلي مقر وزارة الزراعة حاملاً بيده "عرجونا" قنو" من البلح الأصفر في وقت لا يوجد فيه بلح ، مع بداية شهر يناير 2013.
و طلب مقابلة وزير الزراعة الأسبق محمد رمضان الأغا، وقد رحب بمقابلته، و اخبره بأنه لديه شجرة بلح أصلها بذرة وأخرجت عدة فسائل تم توزيعها، ولم يعد إلا هذه الأم التي تتميز بصفات نادرة، كحلاوة الطعم، ونضجها في وقت متأخر شهر "يناير" الأمر إلي جعله يتحدث بحرقة وحرص شديد على إيجاد سبيل لإكثارها.
وأردفت: "إن وزارة الزراعة قد تلقفت الأمر بجدية حيث كنا قد بدأنا بتجهيز مختبر"الأنسجة، وبدأ فريق العمل في البحث عن سبيل إكثار هذه النخلة"خازندار" بطرق تحافظ على الأم، وقد تم إجراء عدة محاولات بعد التواصل مع مركز البحوث الزراعية بالقاهرة، وإرسال فريق للتدريب، وبتوفيق من الله تم تسجيل أول نجاح في فلسطين لإنتاج فسائل "النخيل" من الاغريض للحفاظ على صنف كاد أن يندثر لولا فطنة وحرص فريق العمل الذي توصل بعد 4 سنوات من البحث والتجريب لإنتاج أول فوج من صنف "الخازندار" والذي أصبح جاهزا لعملية الأقلمة بعد 6 شهور".
وتابعت: "ان بداية الزراعة كانت فىي شهر ابريل للعام 2015 لنورات اغريضين من النخلة المذكورة، حيث تم الحصول على الكالس وهي عبارة عن خلايا غير متمايزة ليتم إكثارها والحصول على كميات كبيرة من الكالس، لتزرع بعد ذلك على بيئات خاصة تحتوي على هرمونات محفزة للحصول على مجموع خضري وتم الحصول على أعداد كبيرة من هذه المرحلة ليتم بعد ذلك زراعتها على بيئات خاصة بمرحلة التجذير وقد تمت العملية بنجاح، مشيرة الى أنه هذا الصنف (الخزندار) سيساهم في حل مشكلة النخيل في القطاع، إذ إن الأصناف المتوفرة من الصنف الحيانى بنسبة 95% وهو من الأصناف الرطبة وتنضج في وقت واحد مما يؤدى إلى عدم جدواها الاقتصادية لتدنى سعرها ولا تخضع لعمليات تصنيع .
إنجازات المختبر
وأوضحت أن مختبر زراعة الأنسجة النباتية قد حقق إنجازات تُحسب له رغم شح الإمكانات والمعوقات المفروضة بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، خاصةً في تجهيز مكوناته وتوفير المواد الكيميائية اللازمة للعمل داخل المختبر.
وقالت: "بجهود وإصرار وعزيمة فريق العمل وعلى مدار أربع سنوات في مختبر الأنسجة والمتمثل في سعدة المجدلاوي والتي غادرت العمل في التجربة بعد عامها الأول ليكمل باقي الفريق المتمثل في المهندستين منال صبح و وفاء غبن العمل وصولا لهذه المرحلة المتقدمة في التجربة وبتوفيق من الله، وبدعم من الإدارة والمسؤولين بالوزارة الذين احتضنوا الفكرة منذ البداية".
ويشار إلى أن المختبر كان يعمل من تأسيسه عام 2009 بصورة بسيطة وبإمكانيات قليلة وعادية، إلا أنه مع نهايــة عام 2014 تم تخصيص مساحة جيدة للمختبر، من خلال تطوير مختبرات وزارة الزراعة، حيث تم إمداد المختبر بالأجهزة والمواد الكيميائية والخلايا الشمسية التي ساهمت وبصورة كبيرة في إتمام جميع مراحل نمو النباتات داخل المختبر وأقلمتها.