بالصور: ماتت عائشة في غيبوبتها وهي تمد يدها من القدس إلى غزة

عائشة تموت في غيبوبتها وهي تمد يدها من القدس إلى غزة

عائشة اللولو، طفلة غزية بلغت من العمر خمسة أعوام، أنهك المرض جسدها الناعم، ولفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى بمدينة القدس وهي تبكي مرارة الشوق والألم والحصار الإسرائيلي الذي حال دون حضن دافئ من أمها ترتوي من عبقه، كان من المفترض أن يكون ونيسًا لها وهي ترنو لمستقبل واعد كباقي أطفال العالم.

فاضت روح الطفلة اللولو بعد صراع مع مرض سرطان الدماغ، هذا الوحش القاتل الذي يفتك بأي جسد يصيبه فما بالكم بجسد طفلة كانت قد جهزت ملابس العيد الوردية لارتدائها بعد عودتها من رحلة العلاج، لكن حقيقة الأمر أبلغ من ذلك، فلن تتمكن من ارتداءها بسبب فاجعة الموت الموحشة.

رحلت عائشة تاركة خلفها أقرانها من العائلة وهم يتفقدون أشياءها الصغيرة سرمدية الحب اللا متناهي والتي تجسدت بسريرها وشهادة الروضة وحاجياتها بالإضافة إلى الدمى والألعاب التي تشبه تفاصيلها، حيث الأناقة والجمال والبهاء والسناء.

حادثة موت الطفلة فاقت الوصف، لا سيما وأن ظلم الاحتلال الإسرائيلي نال منها كما قسوة العالم الصامت، فعائشة ماتت وحيدة في مستشفى بالقدس بسبب الرفض الإسرائيلي لوالديها مرافقتها في رحلة علاجها، فيما تكفل بذلك متطوعة كانت تمكث في المستشفى ذاته.

والد الطفلة يروي لنا تفاصيل ما حدث فيتساءل في بداية حديثه بالقول: "ما حكتلك انها جاءت في غيبوبة من المطلع في سيارة أجرة عشان تموت في غزة وإنها جاءت بعدها على تكتك؟!!".

يتحدث والدها وقلبه يعتصر ألمًا فيقول: "ما في بمستشفي المقاصد جهاز رنين واللي موجود خربان، وقبل ما تدخل عائشة الغيبوبة كانت تبكي كل ما تسمع صوت حدا من أهلها وهذا الكلام اله عشرة أيام".

وأردف وعيناه قد اغرورقت بالدمع: "هي فعليا ماتت هناك لكن روحها طلعت من هان"، مشيرًا إلى حالة عائشة مثل عشرات الحالات التي يتم إهمالها وتذهب لحتف الموت، دون رعاية أو حسيب ورقيب، لكن يبقى التساؤل هنا هو : "من المسئول عن كل ذلك؟!".

وزارة الصحة في مدينة رام الله عقّبت على ذلك بالقول: "إن معاناة الطفلة عائشة اللولو (5 أعوام)، وحرمانها من مرافقة والديها لها أثناء علاجها، تجسد ظلم الاحتلال ومعاناة شعبنا الفلسطيني بأسره".

وذكرت وزيرة الصحة مي الكيلة: "كيف لطفلة أن تسافر وحيدة عبر الحواجز الإسرائيلية دون مرافقة أم، أو أب، أو أخ، لإعطائها الطمأنينة والحنان وتقديم الدعم النفسي خلال مرحلة العلاج".

وأردفت "عائشة بكت بمرارة قبل العملية (التي أجريت لها في مستشفيات القدس لاستئصال ورم في الدماغ) تريد أمها ولم تجدها، لأن الاحتلال حرمها من تصريح المرور من غزة إلى مدينة القدس، فخاضت العملية الجراحية في رأسها وحيدة، لكن كان بجوارها سيدة فلسطينية فاضلة تطوعت لتكون بجانبها".

وطالبت الكيلة جميع المنظمات الدولية ودول العالم الحر بالتدخل للسماح لمرافقي المرضى من قطاع غزة، خاصة الأطفال، بالسفر معهم لوقف تكرار قصص أخرى كقصة عائشة والتي سبقتها عشرات المواقف المشابهة، مشيرة إلى أن عائشة خاضت معركة المرض وحيدة، ما يتناقض مع الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والحق في الصحة والوصول إلى الخدمات الصحية بشكل آمن.

وأثارت حادثة وفاة الطفلة عائشة ردود فعل الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثل لا الحصر غردت الإعلامية ليلى عودة بالقول: "لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تبكي، دون دفء حضن أمها، وقبلة وداع أبيها".

وأضافت عودة: "نال منها سرطان الدماغ، ونال منها ظلم الاحتلال، ونالت منها قسوة العالم الصامت.عائشة الطفلة الغزية ابنة الخمس سنوات ماتت وحيدة في مستشفى بالقدس بسبب الرفض الإسرائيلي لوالديها مرافقتها في رحلة علاجها".

محمد جودة علق على ذلك عبر حسابه الشخصي عبر"فيس بوك" فكتب: "كنت بدي أمي، الوجع في راسي كان حامي كتير، بس كان يخف شوي لما أمي كانت تحط إيدها على راسي، بدي أمي.. عائشة اللولو طفلة من غزة التيمية في الخامسة من العمر، وجع رأسها كان بسبب ورم خبيث في الدماغ، لم تسمح حكومة اسرائيل لأمها وأبيها بمرافقتها في رحلة العلاج إلى القدس".

ويضيف: "يا ضياء عيني، يا حلاوة الدنيا، وبسمتها التي انكتمت، ماتت عائشة وهي تبكي، محرومة من جنّة عرضها كتفين، ماتت دون قُبلة الوداع الأخير دون أن ترطب الأم شفتيها اليابستين بجبين طفلتها، ماتت عائشة يا نتنياهو والدمع يملأ جفنيها، لعنك الله ووجع أبيها وأمها التي يتقطع فؤادها الآن".

ويكمل حديثه فيقول: "ماتت يا نتنياهو، وهي بحاجة لوجه أمها، وتمسيدة إيدها على شعرها قبل ما تدخل غرفة العمليات، ماتت والدمعة الساخنة تسيل على خدها، دمعة الحرمان، دمعة الحاجة إلى الطمأنينة، دمعة اللعنة الأبدية التي سوف تلاحق دولتك.. ماتت عائشة في غيبوبتها وهي تمد يدها من القدس إلى غزة .. ماتت في غيبوبتها في القدس، من باب الله في أرضه، لتصل الرسالة بأقصى سرعة، وفي ذلك الموت رسالة".

يذكر أن الطفلة اللولو كانت قد غادرت مستشفيات القدس قبل أسبوعين من وفاتها ورقدت في مستشفى الرنتيسي وتوفيت هناك.

c8ec1959-6693-4f5b-b107-b75c821a3648.jpg
fb4710bf-72c3-4608-984b-cc5b08181c70.jpg
ec372c6e-fe10-4391-8d69-7291d52441c3.jpg
c54464fa-e95d-4b46-be10-cb27a989e8d2.jpg
a2673561-5710-4c76-9388-13192273f62a.jpg
9196d081-9541-43cc-8fbe-dadf79076855.jpg
6140db6e-8c4c-4f77-b642-203aa74b04f2.jpg
7d9be8c0-c3c5-40ed-aece-5bd7237e2beb.jpg
17d7c53a-7db8-4a19-8a86-0299dfe7a5e3.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد