سبب وفاة الطيب تيزيني الدكتور والمفكر السوري
توفي الدكتور والمفكر السوري الكبير الطيب تيزيني في ليلة متأخرة من مساء أمس الجمعة، عن عمر 85 عاما بعد صراع مع المرض.
وأكد موقع سوريا نيوز الطيب تيزيني حيث نعى ال تيزيني عميد أسرتهم الأستاذ الدكتور الكبير، الذي وافته المنية مساء يوم الجمعة في مدينة حمص، بعد صراع مع المرض عاني منه مؤخرا.
المفكر السوري الطيب تيزيني يبكي عندما تذكر موقف فارس الخوري المسيحي الذي قدم مسلمي سوريا على مسيحيي الغرب pic.twitter.com/X9itVOIQTf
— ياسر البهيجان (@yalbhijan) ١٥ سبتمبر ٢٠١٦
ويعد طيب تيزيني أحد أشهر المفكرين السوريين المعاصرين- هو من أنصار الفكر القومي الماركسي، يعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي لإعادة قراءة الفكر العربي منذ ما قبل الإسلام حتى اللحظة.
ولد الطيب تيزيني في حمص عام 1934، وتلقى علومه في حمص ثم غادر إلى تركيا بعد أن أنهى دراسته الأولية ومنها إلى بريطانيا ثم إلى ألمانيا لينهي دراسته للفلسـفة فيها ويحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 أولاً، والدكتوراه في العلوم الفلسفية ثانياً عام 1973.
وعمل الراحل تيزني في التدريس في جامعة دمشق وشغل وظيفة أستاذ في الفلسفة حتى وفاته يوم الجمعة 17 مايو/ ايار 2019 بعد صراع مع المرض عن عمر 85 عاما.
تجربة حزبية قصيرة
كان لتيزيني في بداياته تجربة حزبية ذات عمر قصير، وتوقفت تجربته مع مغادرته حمص إلى تركيا لمتابعة دراسته، وعلق عليها في إحدى مقابلاته قائلا "في الحقيقة هناك بعض الجذور التي تشدني إلى السياسة فكرا وممارسة، فلقد أسهمت في بعض الأحزاب اليسارية التي نشأت في سورية لفترة زمنية".
وتابع:" كنت بعدها أعود إلى العمل الفكري خصوصا بصيغة الفكر السياسي، لذلك فالتجارب التي عشتها في أحزاب سياسية معينة كانت تقدم لي تجربة عميقة سعيت وأسعى إلى التنظير لها في إطار الفكر السياسي العربي".
موقفه من الثورة السورية
وقف تيزيني مع الثورة السورية، وطالب بشار الأسد منذ بدايتها بالتنحي، وتحدث في أكثر من منبر عن فساد النظام وعن الدولة الأمنية التي ابتلعت المجتمعات العربية وسورية بشكل خاص، هو الذي كان قد استقرأ في عام 2000 حدوث انفجار طائفي في سورية، وقال وقتها إن حدث ذلك فهذا لا يعني أن الشعب السوري طائفي، بل إن ثمة مبررات وممارسات ستقود إلى لحظة انفجار من هذا النوع.
في 2017، وصف تيزيتي سورية بأنها "ساحة مبتذلة للعالم. الكل يسعى إلى تحصيل موقع له فيها، وهي تعيش اليوم تمزقا هائلا. حدث ما حدث، ولن يمرّ بسهولة. بعضهم يريد أن يبقى خمسين سنة، وآخر 25 سنة، وثالث يريد أن يبقى دائما، فالخلاف صار حول فترات البقاء والتملك في سورية، وهذا ينذر بأن سورية قد تمزقت، لكن هذا لن يحدث. سورية في لحظة واحدة يمكن اكتشافها متآخية حتى الثمالة، بحيث لا يستطيع هؤلاء الأغراب أن يأخذوا ما يأخذون. ولذلك نطمئن رغم أنّ الأمر سيكلف كثيرا، ونقول: ليكن، إن سورية تساوي تاريخا بأكمله".
ومكث تيزيني في الفترة الأخيرة في حمص لا يغادرها، مقرراً أن يكتب سيرته الذاتية، والتي صرح في إحدى مقابلاته "حين تنتهي، أكون قد انتهيت أنا"، لافتا إله أنه بات ينسى الكثير من الأسماء والأماكن في الفترة الأخيرة