إنها تصريحات تستحق النظر والتأمل , فإنها جمعت بين التناقض أمنياً , وعدم التقدير سياسياً , وخاصة فيما يخص غزة , وأيضاً فتحت المجال لرواد الدعاية أن يستغلو هذه التصريحات لصالحهم , فهذا ما حملته تصريحات إياد عاوي رئيس إئتلاف الوطنية العراقي , حين قال إن هناك منصات صواريخ باليستية إيرانية في غزة وسوريا والعراق وموجهة الى الخليج , فإستدعى الأمر للدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس أن يكتب على صفحته الشخصية في تويتر الرد الفوري , وإضافة الى أنه هاجم علاوي فإنه حصر الموضوع في حركة حماس فقط , وكأنه يريد لفت الأنظار الى حماس من خلال تصريح علاوي , فكتب أن صواريخ حماس بين قوسين لا تتوجه الى صدرها , وكأن علاوي ذكر حماس بالتحديد , وفي إشارة الى العلاقة الجيدة بين حماس والخليج , وفي إشارة أيضاً الى أنه لا أحد في غزة يمتلك صواريخ متطورة سوا حماس , وبالطبع هذا الكلام غير دقيق ولا يتعدى الدعاية الإعلامية , هذا ما يخص الدعاية .

لو إفترضنا دقة معلومات إياد علاوي , بأن هناك منصات صواريخ باليستية إيرانية في غزة موجهة الى الخليج , فهذا يعني أنها ليس لحماس كما قال صلاح البروديل , لأن حماس في هذه الفترة تعمل على التطبيع مع جميع الأنظمة العربية , لحماية مشروعها في غزة , وليس لصالحها أي عداوة بينها وبين الأنظمة العربية , وربما يكون وجود هذه الصواريخ لفصيل مرتبط بقوة مع إيران , وغير مقيد سياسياً ولا يخشى أن يخسر سلطة أو حكم أو نفوذ بسبب عداوته مع أي دولة عربية , وبالطبع الجهاد الإسلامي هو المرشح الأول لإمتلاك مثل هذه الصواريخ بحكم علاقته الجيدة جداً مع إيران , وبالطبع أنا أستبعد أن يكون الجهاد الإسلامي أداة إيرانية لضرب دول الخليج , مع التأكيد أن إيران قد تدعم الجهاد بصواريخ متطورة لضرب إسرائيل .

وبما يخص التناقض الأمني في تصريحات علاوي , فهو يقول أن إسرائيل زودت الولايات المتحدة بصور دقيقة لمنصات صواريخ باليستية في غزة , فهذا يعني أن إسرائيل تعلم بمكان هذه المنصات , إذا فلماذا لم تضربها وتدمرها !

هناك خلل واضح في تصريحات علاوي , وليس من المنطق بشيئ , ومن المستبعد أن يكون أي فصيل في غزة يعمل مع إيران لضرب دول الخليج , وحتى لو كانت إيران تتبنى حركة الجهاد الإسلامي وتدعمها بصواريخ مطورة لضرب إسرائيل , فهذا لا يعني ضرب الخليج بها .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد