الكساسبة أعدم بعد فشل كوماندوز أردني أميركي في تحريره
أفادت مصادر مقربة من أجهزة الاستخبارات المركزية "سي.آي.إيه" في واشنطن الأربعاء 4 شباط 2015 أن تنظيم "داعش" قام بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة قبل حوالي شهر (3 كانون الثاني) إثر فشل محاولة كوماندوز أردنية-أميركية لإنقاذه في اليوم السابق.
وتقول المصادر ان "عملية الإنقاذ" الفاشلة تمت عن طريق "محاولة إنزال نفذت بعد قصف جوي كثيف شنته مقاتلات أميركية وأردنية معززة بمروحيات أباتشي وناقلات الجنود العملاقة "تشينوك" للمجمع الذي كان الطيار كساسبة معتقلاً فيه قرب مدينة الرقة السورية التي تعتبر عاصمة "داعش"، وذلك بعدما استنتجت الاستخبارات أنه نقل إلى الموقع الذي استهدف حيث كان هناك على الأقل محاولتان لإنزال مظليين تابعين للقوات الخاصة الأردنية والأميركية (في ريف الرقة) ولكن المحاولتين فشلتا بسبب الدفاعات النارية الكثيفة من قبل مسلحي "داعش" بما في ذلك مضادات الطائرات وبالتحديد رصاص المدافع المضادة 20 مم الاميركية الصنع التي تعتبر الأكثر فتكاً على ارتفاعات منخفضة، التي كان غنمها التنظيم من الجيش العراقي الذي انهار في الموصل".
من جهته يعتقد بروس رايدل الباحث في مؤسسة "بروكينغز" الذي كان عميلاً لـ " سي.أي.إيه" مختص بالشرق الأوسط أنه بالفعل تم إعدام الطيار الأسير (الكساسبة) بعد أسره بأيام وان "الأردن كان على علم بذلك ولديه شكوك عالية جداً أن طياره الأسير أعدم، ولذلك أصر الاردن على أدلة قاطعة تثبت بأنه ما يزال على قيد الحياة بينما كانت المفاوضات دائرة لتبادل الصحفي الياباني كنجي غوتو والطيار الأسير بالإرهابية المحكومة بالإعدام في الأردن ساجدة".
وحول أثر طريقة الإعدام الوحشية التي نفذها تنظيم "داعش" على الحرب التي يشنها التحالف على تنظيم "داعش" في الأردن قال رايدل "أعتقد أنه سيكون هناك التفاف حول الملك (عبدالله) والقوات المسلحة على الأقل على المدى المنظور وسنرى دوراً أكبر للقوات المسلحة الأردنية في الحرب ضد داعش".
يذكر أنه بعد عملية التفجيرات التي تعرضت لها العاصمة الأردنية عمان يوم 9 تشرين الثاني 2005 والتي أودت بحياة 60 شخصاً في ثلاثة أعراس بثلاثة فنادق مختلفة، التي نفذت بأوامر من أبو مصعب الزرقاوي، أدت إلى ارتفاع غضب الشارع الأردني وكثفت من مشاركة القوات الأردنية الخاصة في محاربة "القاعدة في بلاد الرافدين" مما أدى لتحديد موقع الزرقاوي وقتله يوم 8 حزيران 2006.
وقال المصدر الاستخبارتي لصحيفة القدس المحلية: "كان هناك خططا لشن هجوم ربيعي لتحرير الموصل في الربيع المقبل، وأن الخطط الأولى اعتمدت بالأساس على مشاركة القوات الأردنية الخاصة-ذات الكفاءة العالية، جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة العراقية والبشمركة والمليشيات الشيعية التي تقاتل في العراق لدحر داعش على أساس أن تتوجه من الموصل إلى بلدة الرقة السورية، ولكن تعقيدات التنسيق وخطورة دخول قوات أردنية إلى الأراضي السورية عقدت ذلك مما أجل-على الأقل الآن-عملية تحرير الموصل ربما تتأخر للصيف أو الخريف المقبل".
واضاف المصدر: "أعتقد أن الملك عبدالله الذي كان قد فقد ال حماس لإرسال قوات أرضية إلى جانب سلاح جوه سيغير رأيه الآن ويعود لتصدر التحالف من جديد، خاصة في مجال القوات الأرضية".
وقال: "لنكن صريحين، التحالف بالأساس هو الطيران الحربي الأميركي والأردني (الذي توقف بعد أسر طياره) وليس هناك مشاركة تذكر من قبل دول عربية أخرى حتى قبل إعلان دولة الأمارات-التي بالمناسبة لم تشارك منذ 25 كانون الأول 2014".
ويقوم الأردن بالتنسيق مع القوات الأميركية في العراق بتدريب نحو 70 ألف مقاتل سيشكلون عديد قوات الحرس الوطني التي ستوزع على المحافظات، بحسب النسب السكانية، باستثناء إقليم كردستان.