جمعية المرأة المبدعة: أعوام من الإبداع والتميز بقيادة امرأة متميزة

غزة / سوا/ على الرغم من أنّ المرأة الفلسطينية تعيش فى مجتمع تقليدى، محافظ تحكمه العادات والتقاليد ، لكنها كثيراً ما تحاول أن تتجاوز هذا الواقع بالعمل والنضال من أجل نيل حقوقها وترسيخ وجودها في الحياة العامة والسياسية من خلال وسائل متعددة ، منها على سبيل المثال الانخراط في العمل السياسي الشعبي والرسمي، الضغط على صنّاع القرار لتغيير السياسات والقوانين ودمج حقوق المرأة في جميع مناحي الحياة، ومنها المشاركة في الشأن العام بواسطة الانخراط في المجتمع المدني بكل ألوانه واهتماماته في السياسة والاقتصاد والثقافة والقانون وغيرها .

وتعد جمعية المرأة المبدعة في قطاع غزة، واحدة من المؤسسات النسوية الأهلية التي أثبتت نفسها ووجودها بين النساء الفلسطينيات والمجتمع عامة من خلالها تلمسها لاحتياجاتهن وطموحاتهن وربطها بالمنظور الثقافي كمدخل أولي وأساسي للتغيير الاجتماعي وتحقيق التقدم والنهضة الاجتماعية عامة ، ومن المعروف أنّ جمعية المرأة المبدعة هي الجمعية النسوية الوحيدة التي تزاوج بين العمل الثقافي والنسوي/ الاجتماعي في إطار عملها غير غافلة عن أثر التحولات السياسية في فلسطين والمنطقة في لعب دور مركزي في تغير المشهد السياسي/ الاجتماعي للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.

تأسست جمعية المرأة المبدعة عام 2004 وحصلت على الترخيص بعد عامين من تأسيسها في عام 2006، وانطلقت فكرة تأسيسها على يد الشاعرة والإعلامية والناشطة دنيا الأمل إسماعيل التي آمنت بأهمية الإبداع والثقافة في عملية التغير الاجتماعي والسياسي وعملت على تحقيق ذلك في كل نشاطاتها وكتاباتها وأبحاثها المنشورة في أماكن ومؤسسات متعددة، لذا دأبت بعد أن استقالت من عملها في إحدى المؤسسات الأهلية على تأسيس الجمعية مع عدد من المبدعات في الإعلام والشعر والثقافة.

واجهت الجمعية العديد من الصعوبات والتحدّيات في سبيل تمرير رسالتها الثقافية التغييرية نظراً لاعتبار المجتمع والفاعلين السياسيين أن الثقافة لا تشكل أولوية وطنية أمام القائمة الطويلة من التحديات المعيقات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني، فيما كانت مؤسسة الجمعية تبذل جهدا مضاعفاً لتغيير هذه النظرة على مستوين رسمي وقد كان الأصعب على غير المتوقع ثم المستوى الشعبي الذي قدم استجابات مهمة ومتقدمة عن السلطة كما تقول الكاتبة والإعلامية دنيا الأمل إسماعيل.

برامج عمل الجمعية

عكست برامج عمل الجمعية فلسفتها وفلسفة القائمين/ات عليها وإيمانهم الكبير بأهمية ودور الثقافة في الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع الفلسطيني وتشكل حجر عثرة في مشروعه النضالي / التحرري.كبرنامج بناء القدرات الذي يعتمد بناء الإنسان / المرأة / الشاب/ من خلال تطوير قدراتهن وتعزيز مهارتهن واستنهاض طاقتهن الداخلية لتجاوز المعيقات والتحديات جنباً إلى جنب مع برنامج التوعية والتثقيف للتغيير ورفع الوعي العام وإثارة النقاش حول القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية وتعزيز النظرة المستقبلية الايجابية للواقع الفلسطيني. وبرنامج الإبداع النسوي الذي يدعم الإبداعات النسوية في القصة والشعر والرواية والمسرح والفيلم التسجيلي وغيره ويضم في طياته ملتقى المبدعات لتبادل الخبرات والأفكار حول الثقافة والإبداع. وبرنامج الاتصال والإعلام الذي يستهدف الإعلاميات خاصة من الإعلام الاجتماعي وتدريبهن وتطوير قدراتهن للدفاع عن قضايا المجتمع والمرأة.

ويعد صالون المبدعة الثقافي الذي تنفذه الجمعية أسبوعياً، أحد أهم الأنشطة لتعزيز دور المشاركة والحوار حول قضايانا المختلفة الثقافية والسياسية وهو محاولة ل فتح نوافذ على مناطق جديدة ومغايرة في الفعل الاجتماعي/ المدني فقدم مبادرات ونقاشات مهمة لأفكار ورؤى وتيارات وإنتاجان ثقافية وإبداعية متنوعة في داخل فلسطين وخارجها.

وتأتي جائزة المرأة المبدعة لتكون درة عمل الجمعية كأول جائزة أدبية / ثقافية خاصة بالمرأة الفلسطينية في الداخل والخارج لتنطلق هذه الفكرة النوعية من صاحبة الفكر والإبداع التي قدمت الكثير دون أن تحظى بالتقدير اللائق بها وبدورها في المجتمع الفلسطيني الشاعرة والباحثة والإعلامية والناشطة الجريئة دنيا الأمل إسماعيل، وقد استمرت الجائزة على الرغم من انعدام توفر الدعم لها باستثناء ما تتبرع به مؤسستها دنيا الأمل إسماعيل من موردها المالي المحدود من التدريب وكتابة الأبحاث والمقالات، وكرمت خلال مسيرتها عير ست سنوات أكثر من خمسن مبدعة فلسطينية في الوطن والشتات وهاهي تستعد خلال شهر مارس القادم للإعلان عن دفعة جديدة من المبدعات الفائزات/ المكرمات وتقول دنيا الأمل أنها تتمنى أن تجد الوقت والدعم اللازم لإصدار سيرة المبدعات الفائزات بالجائزة في كتاب أو سلسة كتب تكون بين أيدي أبنائنا ليعرفوا تاريخهم ويدركوا دور المرأة في حياة الشعب الفلسطيني وما قدمته من نضال وإبداع وفن وثقافة في سبيل الوجود الفلسطيني كله.

إضافة إلى كل هذه النشاطات والبرامج والمشاريع المميزة لجمعية المرأة المبدعة فهي أيضاً تنخرط بشكل عميق في كل الأنشطة السياسية والنضالية للمجتمع الفلسطيني وتحظى بتقدير عال بين المثقفين الفلسطينيين/ات والنساء وهي شريك أساسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيني في مشروع مبادرة النوع الاجتماعي، كما أنها عضو في شبكة المنظمات الأهلية والاتحاد العام للمراكز الثقافية وتحالف أمل لمناهضة العنف ضد المرأة، وتسعى الجمعية إلى توسيع أنشطتها الثقافية والمجتمعية عبر جهود محلية تؤمن بأهميتها وبدورها الأساسي في التغيير وحماية المشروع الثقافي الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد