بالصور: عريقات يكشف: الرد على صفقة القرن سيكون بخطة سلام فلسطينية توقّع عليها معظم دول العالم

صائب عريقات خلال ندوة سياسية بجامعة القدس

قال أمين سرّ منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح صائب عريقات ، أن القدس الشرقية ستظل عاصمة أبدية لفلسطين، ومن يقبل من عرب او غيرهم بالقدس عاصمة لإسرائيل ينكر وجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وأضاف أن المساومة على القضية الفلسطينية او التطبيع مع الاحتلال على حسابها يشكل طعنة في خاصرة الفلسطينيين، مؤكداً أن فلسطين لن تخول أحداً للتفاوض عنها، وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك حسب ما ورد وكالة "سوا"، خلال ندوة سياسة عقدتها جامعة القدس، تحت رعاية رئيسها عماد أبو كشك، بعنوان القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية – ما العمل؟، والتي أوضح فيها عريقات أن المرحلة السياسية الحالية لا يوجد فيها شريك اسرائيلي ولا أمريكي لعملية السلام ، حيث يعمل نتنياهو وبدعم من إدارة ترامب على الغاء حل الدولتين الذي سيكون بديله نظام الفصل العنصري، يقوم على أساس انكار الوجود الفلسطيني كشعب له حقوق سياسية أولها حق تقرير المصير، وهو بالضبط ما يعبر عنه قانون القومية العنصري الذي يستند تنفيذه على انكار الشعب الفلسطيني.

وأضاف ان إدارة الرئيس ترمب هي شريك إسرائيل في محاولة انكار صفة الشعب عن الفلسطينيين، الا ان هذا التوجه هو الجنون بعينه، وفقا لتعريف اينشتاين للجنون، وهو تجربة الشيء بذات الأدوات أكثر من مرة وتوقع نتائج مغايرة، مشيرًا الى ان محاولات انكار الشعب الفلسطيني جربتها الحركة الصهيونية وقوى الاستعمار منذ وعد بلفور ومصيرها كان الفشل، وسيكون مصير هذه المؤامرة الفشل الحتمي.

وأضاف عريقات "أن لقاءات عدة عقدت مع إدارة ترامب، أربعة منها على مستوى الرئاسة، تم خلالها تقديم الفرصة لهذه الإدارة للمحافظة على حل الدولتين، والتوصل إلى اتفاق وفق القانون الدولي يقود الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، الا ان إدارة ترمب افشلت هذه المساعي بقراراتها العنصرية لصالح اسرائيل، واولها قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ظنًا منها ان العالم سيقبل املاءاتها، مشيراً إلى أن الرئيس ترمب يتعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها شركة هو رئيس تنفيذي لها، ويريد بمنطق الصفقات المقايضة على على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، مستخدماً ما يتمتع به من نفوذ وقوة عظمى على مستوى العالم، ومستفيدا من حالة الانهيار التام للمؤسسات الدولية التي قامت عقب الحرب العالمية الثانية.

وأشار عريقات أن الإدارة الأميركية تريد اضعاف صمود الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، كقطع المساعدات عنه، ومحاولة الغاء الأونروا ، ووقف المساعدات حتى عن المستشفيات في القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير، وإلغاء التمثيل الأمريكي لدى الشعب الفلسطيني كدليل على إنكارها للوجود الفلسطيني كشعب، وذلك كخطوات يعتقدون ان من شأنها اضعاف ثبات الموقف الفلسطيني تمهيدا لأملاء صفقة القرن ، التي تتضمن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإلغاء قضية اللاجئين، وضم المستوطنات، وتحويل الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس الى اقلية عرقية، قائلاً "رفضنا كل ذلك جملة وتفصيلاً، وسنرفض كل ما هو على شاكلتها".

وأضاف عريقات ان من ضمن أبرز الأهداف التي تسعى أمريكا لتحقيقها هي الغاء المرجعيات الدولية الخاصة بتسوية الصراع، والتي تستند الى القانون الأمريكي، واستبدالها بالإملاءات الامريكية وفقًا لقواعد جديدة تقوم على أساس ما تم فرضه من وقائع على الأرض، وعلى أساس ما يمكن ان يقبله الجانب الإسرائيلي، وشدد عريقات ان القيادة الفلسطينية ترفض كل الاملاءات، وقالت بصوت عال أنها ترفض صفقة القرن، ولن ترضخ لأي املاءات خارجية، وأن إدارة ترمب بسلوكها هذا قد فقدت أهليتها كراعي لعملية السلام.

يتعلق بقطاع غزة ، أكد عريقات أنها جزء لا يتجزأ من فلسطين، وان الانقسام يعزز من مخطط الاحتلال بفصل قطاع غزة الذي يهدف من خلاله الى قتل إمكانية قيام دولة فلسطينية، وللتخلص من الثقل الديمغرافي المتمثل بمليوني فلسطيني كشرط لتنفيذ قانون القومية العنصري.

ودعا عريقات الى انهاء الانقسام والاحتكام الى صندوق الاقتراع، لا إلى الرصاص في تسوية الخلاف، وبالتالي "لن يكون هناك دولة في غزة ولن يكون هناك دولة دون قطاع غزة والقدس، وسنواصل العمل مع كل من يؤمن بحل الدولتين وبالشرعية الدولية".

وقال:" المرحلة الانتقالية انتهت، ونعمل على الانتقال من مفهوم السلطة إلى ترسيخ مقومات الدولة على أرض الواقع،

كما وثمن عريقات الموقف السعودي الداعم للقضية الفلسطينية، والذي عبر عنه الملك سلمان مرارا، بأن القدس خط أحمر وعاصمة لفلسطين، وكذلك موقف المملكة الأردنية الهاشمية، والذي يعبر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني دائما، وأكد عليه في المؤتمر الصحفي مع نائب الرئيس الامريكي مايك بنس بأن موقف الأردن ثابت تجاه القضية الفلسطينية ويتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وأن القدس عاصمة لها.

وأضاف " نرفض ما يطرحه الأميركيون بما يدمر حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً "أننا سنواصل الثبات والتمسك بأسس القانون الدولي وما أٌقره المجتمع الدولي من مرجعية لعملية السلام".

وقال عريقات " أريد أن اكشف سراً، وهو أن الرد الفلسطيني الذي نعده على صفقة القرن سيكون بتقديم خطة سلام دولية تستند الى الشرعية الدولية توقع عليها معظم دول العالم، والتي ترفض التعاطي مع أي مقترحات أمريكية لا تكون الشرعية الدولية وحل الدولتين أساساً فيها، موضحاً أن الكثير من الدول متخوفة من السابقة التي يسعى ترامب إلى تسجيلها في اعترافه الأحادي بإسرائيل على كامل فلسطين، تحديدصا الدول التي لديها نزاعات على الحدود مع جيرانها.

واختتم عريقات بقوله "أعتز وأفتخر بما وصلت اليه جامعة القدس من تطور أكاديمي وعلمي كبير، وأشعر باعجاب شديد أيضاً بعلاقات الجامعة الدولية التي نسجتها مع مختلف دول العالم، كالمانيا والصين والهند"، واصفًا نموذج النجاح والبناء الذي تجسده جامعة القدس "قمة في المقاومة الصمود والثبات على الأرض".

بدوره رحب رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك بالدكتور عريقات، واصفاً اياه بالقامة الوطنية الكبيرة، شاكرأ إياه على هذه الندوة المعمقة التي تنعقد في ظل ظروف دولية وسياسية شديدة في التعقيد، كما هنأ أ.د. أبو كشك على نشره لكتاب دبلوماسية الحصار شاكراً إياه على منحه 150 نسخة منه للجامعة يذهب ريعها لصالح صندوق الطالب المحتاج في جامعة القدس.

ويتناول الكتاب في صفحاته التي بلغ عددها 578 مقسمة على عشرة فصول، المرحلة الساخنة التي عاشها الشعب الفلسطيني والتي حملت معها إرهاصات تغييرات لافتة وعميقة، كوثيقة حاسمة ممتدة وشديدة الحضور، ويحتوي الكتاب على مضامين كل المراسلات والمفاوضات التي تمت بين الجانب الفلسطيني لحظة حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2002، وكافة الأطراف ذات الصلة، من خلال قراءة عميقة وواسعة ومباشرة من شاهد كان شريكا في تلك المفاوضات واللقاءات، هو الدكتور صائب عريقات.

وعقب الندوة، شارك الدكتور عريقات الى جانب أ.د. أبو كشك افتتاح معرض لطلبة ماجستير تكنولوجيا التطبيقية الصناعية، شملت عروض لمشاريع بحثية، قدموها من خلال منتوجات من ابتكاراتهم، ولوحات تعبيرية وبوسترات تجسد تلك المشاريع.

IMG_0334.jpg
IMG_0321.jpg
IMG_0454.jpg
IMG_0742.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد