حلقة جديدة من التراشق الإعلامي والمواطن الغزي يدفع الفاتورة

غزة / خاص سوا/ عاد التراشق الإعلامي على الساحة الفلسطينية ليزيد من قناعة المواطن الفلسطيني بشكل عام والغزي بشكل خاص بأنه هو من يدفع ثمن الخلافات السياسية الداخلية والتي ما أن تهدأ نارها حتى تستعر من جديد.


وما يزيد الأمر سوءً هو الوضع الكارثي الذي وصل إليه سكان قطاع غزة عقب العدوان الإسرائيلي الأخير، حيث دمرت خلاله عشرات الآلاف من المنازل ما بين دمار كلي وجزئي، واقحام قضية الإعمار في آتون الخلافات الداخلية.

آخر حلقات مسلسل التراشق الإعلامي كان يوم أمس عندما كشف القيادي في حركة حماس "صلاح البردويل" امتلاك حركته لوثائق "تثبت تورط جهاز المخابرات الفلسطيني في الضفة الغربية وذراعه في غزة بالتورط في مساعدة الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".


وقال البردويل في لقاء تلفزيوني عبر فضائية الأقصى بعد ظهر الثلاثاء، "لدينا معلومات مؤكدة ومصورة وموثقة واحداثيات قدمت من المخابرات الفلسطينية وأضيفت إلى بنك الأهداف الإسرائيلي وقصف بموجبها عشرات الأهداف وقتل بسببها فلسطينيون من أبناء فتح وحماس".


وشدد القيادي في حركة حماس على أن "الوثائق التي قدمت على طبق من (زبالة) للاحتلال الإسرائيلي ليضيفها لبنك أهداف راح ضحيتها نساء وأطفال وشاب ودمرت بيوت على أصحابها".

وفي رده على تصريحات القيادي في حركة فتح والتي قال فيها إنه من ضمن الذين طالبوا بإعلان قطاع غزة إقليمياً متمرداً قال البردويل "عندما أتمرد على الخيانة والكذب والنفاق والنذالة شو فيها؟".


وأضاف "أن وصف غزة بالإقليم المتمرد يقدم إلى الجهات المصرية السياسية التي تطبخ الحرب على الإسلام السياسي ممثلةً بحركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام".


وتابع: "إذا كان لا يعلم عزام الأحمد لا بد له أن يعلم وإذا علم عليه الاعتذار للشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، لأننا سنحاكم كل من وراء هذه اللعبة الخطيرة، ولسنا في صدد أن نرد على محكمة هنا أو قاضي هناك".


من جانبه رد الناطق باسم حركة فتح في الضفة "أسامة القواسمي" على اتهامات البردويل بالقول "ألم تتعظوا من تجاربكم السابقة في عمليات التزوير والدجل؟، ألم تتحدثوا في العديد من المناسبات حول وثائق عدة لتتضح بعد ذلك بالدليل القاطع أنها محض افتراءات وكذب وتدليس؟".


وأضاف في تصريحات صحفية له مساء الثلاثاء، "أم أنكم في هذه المرة قمتم باستشارة خبرائكم في التزوير كما فعلتم في تزوير الفيز للهاربين نم عذابكم عبر البحر؟".


وختم القواسمي بالقول "البردويل بما صرح به لا يستحق أكثر من أن نقول له "الله يهديك".


المحلل السياسي "هاني حبيب" اعتبر أن التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس يضع حداً لأي مصالحة حقيقية، وبديهياً يعني أن المواطن الفلسطيني في غزة يدفع الثمن.


وحذر في حديث خاص مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم، من أن عدم تمكين الحكومة للقيام بدورها في قطاع غزة سيرتد سلباً على الوضع الفلسطيني بكامله، خاصةً في ملف الإعمار، لا سيما وأن الدول المانحة اشترطت وجود حكومة لتقديم الدعم للإعمار.


وحول إمكانية انفاذ وفد منظمة التحرير زيارته إلى غزة أم لا بعد هذا التراشق، بين حبيب أن ما يجري الآن هو جزء من المساومات بين حركتي فتح وحماس، منوهاً إلى أن وفد منظمة التحرير لن يكن فاعلاً حتى لو حضر، فالمهم هو تمكين الحكومة في غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد