بالصور: غزة اليوم: الشعبية تؤبن المناضل التاريخي أبو صالح القطاوي
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة اليوم حفل تأبين للقائد التاريخي علي درويش "القطاوي" ( أبو صالح) أمام منزله في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى بحضور قيادات وكوادر من الجبهة، وجماهير شعبية ووطنية كبيرة.
وجاء بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسب ما وصل "سوا":
في حضور شعبي ووطني كبير الشعبية تؤبن القائد المناضل التاريخي أبو صالح القطاوي
بحضور شعبي ووطني كبير نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء أمس الأحد حفل تأبين لرفيقها القائد التاريخي علي درويش " القطاوي" ( أبو صالح) أمام منزله في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وحشد من ممثلي القوى الوطنية والمؤسسات المجتمعية والمخاتير والأعيان وعائلة الراحل، وجمهور غفير امتلأت به ساحة الحفل.
وافتتح أحمد خريس عضو اللجنة المركزية الفرعية الحفل مرحباً بالحضور، مستحضراً روح القائد أبو صالح القطاوي، داعياً الجمهور للوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروح الراحل الكبير، ومن ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني.
الشعبية: أبو صالح فدائي من الطراز الرفيع ومعلم فذ في مدارس وأكاديميات السجون
وألقى هاني خليل عضو اللجنة المركزية العامة ومسئول المحافظة كلمة الجبهة نقل فيها تعازي ومواساة الأمين العام القائد أحمد سعدات من داخل معتقلات الاحتلال، ونائبه أبو أحمد فؤاد وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية بفقدان هذه القامة العظيمة من قامات الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية.
وقال خليل: " نؤبن اليوم فدائي من الطراز الرفيع، ومعلم فذ في مدارس وأكاديميات السجون، ومنارة من منارات الثورة الفلسطينية، وفارساً مقداماً في كل ساحات وأرجاء الوطن الحبيب، عُرف بالعطاء والتضحية والحكمة، وتغليب مصلحة الوطن والشعب على المصالح الفئوية والذاتية".
وأضاف: "إن روح القائد أبو صالح انزرعت في دواخلنا عقيدة ثورية، لن تغيب أبداً"، مؤكداً أنه كان دوماً أنموذجاً فريداً للقائد الثوري، والمقاتل الصلب المقدام، ومدرسة وطنية وكفاحية بكل معنى الكلمة خلال مسيرة فاقت النصف قرن، لم تفتت من عضده سنوات السجن الطويلة وأقبية وزنازين التحقيق التي تنقل بينها، والتي كان أحد أعمدتها وقادتها وممن أسسوا لأنظمة وأدبيات مدرستها على مدار أكثر من اثني وعشرين عاماً، وخرج منها ليقود العمل السياسي والعسكري في قطاع غزة.
وأشار بأن القائد الراحل أبو صالح كان من رواد العمل المجتمعي، مدافعاً شرساً عن حقوق شعبنا ولاجئيه، محافظاً على لحمته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية، مصلحاً بين عائلات وعشائره، لافتاً أنه جمع بين كل هذه الأدوار القيادية والمجتمعية والشعبية، فكان قائداً عسكرياً وسياسياً وعضواً مؤسساً في اللجان الشعبية للاجئين، وعضواً أصيلاً في القوى الوطنية والإسلامية، وعضواً في العديد من المؤسسات الأهلية والمجتمعية، ورجلاً من رجال الإصلاح ولم الشمل بين أبناء الشعب الواحد.
وأضاف: " إن القائد أبو صالح لم يسقط الراية للحظة، وبقى محرضاً على الفعل الثوري، محتضناً أبناء شعبه ورفاقه، موجهاً ومعلماً حتى آخر لحظة من حياته، كان طيب القلب، ودوداً ضاحكاً مازحاً مع أبناء شعبه ورفاقه، قاسياً وشديداً على أعداء شعبنا وثورته، كان يردد دائماً بأن الوحدة الوطنية هي طريق الانتصار".
ودعا إلى مغادرة مربع الانقسام والعبور إلى ضفة الوحدة، عبر الدعوة لاجتماع طارئ وعاجل للإطار القيادي المؤقت للمنظمة، لوضع إستراتيجية مواجهة شاملة وموحدة لمواجهة المخاطر التي تستهدف قضيتنا وفي مقدمتها صفقة القرن ، والعودة لمسار المصالحة والبدء بتطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقاً لترتيب البيت الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي الخاصة بسحب الاعتراف بالكيان الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني واتفاقية باريس الاقتصادية، وتفعيل حملة المواجهة الشاملة مع الاحتلال في جميع الساحات وبكافة الأشكال العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمقاطعة ومواجهة حملات التطبيع.
وقال خليل: " كفى ضياعاً لقضيتنا وهويتنا، كفى لعذابات أبناء شعبنا، كفى لاستمرار التلاعب من جماعات المصالح وأرباب الانقسام، كفى لوأد حُلم الشباب الفلسطيني في العيش بوطنهم بكرامة وبمستقبل مشرق، كفى لأن تكون أمواج البحر الهادرة الملاذ لأبناء شعبنا وأن تقف طوابير أحلام أمام السفارات تطالب بتأشيرة حياة خارج حدود الوطن".
وتوجه إلى أم صالح وأبنائها داعياً إياهم بأن يفخروا بأنهم من أسرة القائد الكبير على القطاوي " أبو صالح"، الذي لم يخدعه منصب أو لقب، وشّكل أنموذجا للمناضل الفلسطيني الجبهاوي الذي انخرط بالعمل النضالي بكافة أشكاله وأساليبه، وشكّل ضميراً لشعبه، وعمل معهم وبينهم ومن أجلهم، وكان مؤمناً بشكل قاطع بأن كرامة الفلسطيني تكمن في امتشاقه للبندقية ومقارعة الاحتلال، وأن الوفاء للشهداء هو بالسير على ذات الدرب.
وفي ختام كلمته، جدد للراحل الكبير ولكل الشهداء العهد بالسير على ذات الدرب والقيم والمبادئ التي ناضل من أجلها حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال، والحفاظ على وصايا الشهداء والثوابت والجبهة بالأرواح، وأن تبقى العيون معلقة هناك نحو الهدف ولا تحيد عنه.
القوى: القائد أبو صالح سعى ليل نهار من أجل إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة بين أبناء شعبنا
من جانبه أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة القوى الوطنية والإسلامية على الدور البارز للفقيد القطاوي في حمل هموم الناس، وسعيه ليل نهار من أجل إنهاء الانقسام، وإعادة اللحمة بين أبناء شعبنا.
وأشاد البطش بدور الجبهة الشعبية النضالي، مستعرضاً محطات عدة منها، وعلى سبيل المثال ارتقاء أمينها العام أبو علي مصطفى شهيداً، واعتقال العدو لخلفه القائد أحمد سعدات أسيراً، وتقديمها لآلاف الشهداء والجرحى والأسرى، ما يؤكد صدق نهجها بتحرير فلسطين.
وتطرق لسيرة ومسيرة القائد القطاوي، قائلاً: "إن الحديث عن الفقيد أبو صالح كبير، لما كان يحمله من تاريخ حافل بالتضحيات والمقاومة والجهاد في كل الميادين"، معتبراً أن فقدانه سبب ألماً كبيراً لكل من عرفه وشاركه مسيرته النضالية".
وفي الموضوع السياسي، شدد على أن الوحدة الوطنية والمقاومة كفيلةٌ بإسقاط مشروع "صفقة القرن"، الذي يحاك ضد قضيتنا الوطنية، منوهاً بأن "صفقة القرن" هي مشروع أمريكي- دولي، يهدف لتأمين وجود الكيان الصهيوني لمدة 100 عام قادم، وتأمين الأمن له.
وأشار إلى أن هذه المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد شعبنا تأتي بمساعدة أطراف دولية خوفاً على مصالحها مع الاحتلال، مشدداً على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، باعتبار ذلك كله جداراً منيعاً لصد المؤامرة و"صفقة القرن".
عائلة درويش: أبو صالح.. القائد الإنسان الذي يتحسس آلام وآمال الآخرين ويوزع الابتسامة والأمل
من جانبها، ألقت وسام درويش ابنة أبو صالح كلمة العائلة، قالت فيها " لا نجتمع اليوم لحفل وداع، ولكن لترسيخ إرث من تاريخ نضال رجل المواقف والمبادئ، رجل من عالم لا يعرف المستحيل، رجل أبى إلا أن يبقى واقفاً كالصخرة التي لا تنكسر، كان أرضاً صلبة، شجرة طيبة، فالثوريون لا يموتون، فما هو إلا مقاتل صنديد، محارب عنيد، كلمته سيف على رقابنا، فهو من أرهب العدو على مدار سنين، قاتل طويلاً من أجل قضية فلسطين، وهو من أحيا الأمل فينا، كان هو من يصنع للأشياء قوة، طعماً ورائحة".
وأضافت درويش أن أبيها رحل بصمت مؤلم، بعد معركته مع الألم الذي أنهك جسده النحيل المثقل بأعباء تجربة نضالية امتدت لما يزيد عن نصف قرن قضى منها 25 عاماً في سجون الاحتلال الصهيوني، حيث كان يخرج في كل مرة ليواصل نضاله ودوره القيادي دو تردد.
وخاطبت روح أبيها قائلة: " لو تعلق الأمر بصراع الإرادة، لانتصرت على مرضك اللعين، كما خرجت منتصراً في مئات المعارك التي خضتها عبر مسيرتك المجيد، ولكن يا أبي يبدو هذه المرة أن التحدي اختار أن ينفذ إليك من جسدك لا إرادتك".
وأضافت: " سوف يخلدك التاريخ، بلا شك، مقاتلاً رائداً من أجل الحرية، وأسيراً وقائداً وطنياً كبيراً، ستبقى حياً في قلوبنا، وعقولنا إلى الأبد، سنتذكرك دوماً ومعي رفيقاتي ورفاقي وأهلي وعزوتي آل درويش الكرام بكل محبة وتقدير، القائد الإنسان الذي يتحسس آلام وآمال الآخرين، ويوزع الابتسامة والأمل، رغم ما يعتصره من الألم. المناضل الذي لم يكتفِ بذلك فكان نعم الأب، كان عظيماً في معاملته، كان الصديق والأخ والأب".
وتابعت:" أن أبيها كان يزرع في نفوس أبنائه القوة، ورغم أن رحيله كان فاجعة إلا أن تاريخه وما قدمه يصبرهم ويرفع رؤوسهم، وكان دائماً يقول الشباب هم المستقبل، فرحل عنا جسدك وترك لنا الحاضر والمستقبل، وترك لنا تاريخاً يسجل بحروف من ذهب".
أصدقاء الراحل: أبو صالح ترك أثراً عظيماً في كل من عرفه وعايشه
من جهته، ألقى عدنان أبو ضاحي كلمة أصدقاء الراحل أكد فيها أن المناضل الكبير أبو صالح ارتقى بعد مسيرة نضال طويلة سخر فيها كل حياته في الدفاع عن شعبه وحقوقه، حيث ترك أثراً عظيماً في كل من عرفه وعايشه .
وأضاف أبو ضاحي: " إن الراحل أبو صالح كان إنساناً آمن وعمل بل وعلّم كل من التقاه بأن الحياة تأخذ بعدها بكل عمق عندما تكون لأجل إنسان وفكرة وهدف"، مشيراً أنه عاش وكرس كل حياته من أجل فلسطين، وكان مدرسة ثورية تخرج وتتلمذ على يديه المئات من الرفاق والمناضلين الذين تعلموا منه أن الاختبار الحقيقي للمناضل لا يكون في سنوات المد الثوري فحسب، بل المنعطفات الصعبة واللحظات الخطيرة هي الكفيلة بفرز الثوار الحقيقيين.
وأكد أن الراحل كان منفتحاً مع الآخرين وأن ما حظي به من احترام من كل الوطنيين دليل وأعظم مثال على حجم الاحترام له، لافتاً أننا تعلمنا منه أن الثائر الحقيقي يجب ألا يفقد الأمل.
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي استعرض مناقب الرفيق الراحل أبو صالح، وتجربته النضالية الكبيرة، وتكريم لجنة وطنية لعائلة الرفيق المناضل. كما ثمنت عائلة درويش وعشيرة القطاوطة دور الجبهة تجاه ابنها القائد الراحل.
كما وجهت عدة برقيات إلى الحفل من الأمين العام أحمد سعدات، ونائبه الرفيق أبو أحمد فؤاد، ورفاق من القدس رافقوا تجربته النضالية، وبرقية من الرفاق في الجبهة الشعبية التونسية.