إيران وحماس.. عودة العلاقات تحت وقع المصالح المشتركة
2014/05/25
غزة / خاص سوا/ تواصل كلاً من إيران وحركة حماس اتصالاتهما من أجل ترميم العلاقة بينهما والتي تأثرت بشكل كبير –وإن لم تصل حد القطيعة- عقب موقف حركة حماس من الثورة السورية والتي أخذت جانب الحياد منها، ما أغضب الحليفين الإيراني والسوري منها، ودفعهما إلى قطع المساعدات المالية والعسكرية التي كانت تقدم للحركة.
وكانت آخر تلك الاتصالات اللقاء الذي عقد بين رئيس المكتب السياسي للحركة "خالد مشعل" ونائب وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي" في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تباحث الطرفان سبل عودة العلاقات بينهما والعمل على تعزيزهما.
لقاءات واتصالات
القيادي في حركة حماس "أحمد يوسف" أكد لوكالة (سوا) أن أكثر من لقاء عقد في الآونة الأخيرة بين حركة حماس ومسئولين إيرانيين في كلاً من قطر وإيران ولبنان، مشدداً على أن حماس وإيران لديهما رغبة قوية لعودة الاتصالات واستعادة ما كان قائم بينهما من علاقات قبل الثورة السورية.
وأوضح أن الموقف السائد في قيادة الحركة هو مع عودة العلاقات وبقوة مع إيران على عكس ما يثار في الإعلام من أن هناك من يتحفظ على عودة العلاقة مع إيران داخل الحركة، قائلاً: "لم أشعر في أي جهة داخل الحركة تمانع من عودة العلاقات مع إيران، بل على العكس النظرة العامة داخل الحركة هي أننا يجب أن نكون منفتحين على كل العالم العربي والإسلامي ونحاول أن نقيم علاقة مع الجميع على نفس المسافة"، مضيفاً "عودة علاقتنا مع طهران لا يعني توتير العلاقة مع مصر والعكس".
ونوه القيادي في حركة حماس أن العلاقات في النهاية تقوم على المصالح، فإيران تجد أن من مصلحتها دعم حركة حماس والأخيرة من مصلحتها تقوية العلاقة مع إيران، مستبعداً في الوقت ذاته أن تقوم إيران بمعاقبة الحركة على موقفها من الثورة السورية لأنها لم تنكر ما كان للنظام السوري من فضل وما كان للشعب السوري من فضل على الحركة ودعمها، وتقديم كافة أشكال المساعدات للقضية الفلسطينية.
ورأى يوسف أن خروج حركة حماس من سوريا جاء كي لا يُحسب بقائها على هذا الطرف أو ذاك، موضحاً أن قرار الحركة بالخروج من سوريا جاء منسجماً تماما ًمع منظومة القيم والأخلاق التي تقوم عليها الحركة.
وكان خالد مشعل وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس قد غادروا دمشق في يناير 2012، بعد سنوات من اتخاذ العاصمة السورية مقراً للحركة في الخارج، وذلك للاستقرار في العاصمة القطرية الدوحة التي أصبحت من الداعمين الرئيسيين لحماس.
مصالح مشتركة
المحللون السياسيون على الساحة الفلسطينية أجمعوا أن المصالح المشتركة للطرفان هي الأساس في عودة العلاقات بينهما، خاصةً وأن إيران تدرك تماماً الدور الأساسي الذي تقوم به حركة حماس إقليماً وعربياً وفلسطينياً.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر "ناجي شراب" قال "إنه قد يكون من مصلحة إيران إعادة العلاقات مع حركة حماس وذلك انسجاماً مع علاقاتها الخارجية خصوصاً المنطقة العربية، والسعي لتعزيز نفوذها هناك.
وأشار شراب في تصريحات خاصة بوكالة (سوا) أنه لا تعارض بين تعزيز العلاقات الحمساوية الإيرانية من جانب والعلاقات الفلسطينية الداخلية من جانب آخر، طالما جاءت المصالحة الإيرانية الحمساوية في صالح القضية الفلسطينية.
وأوضح أن السؤال الذي يطرح هنا "ماذا تريد إيران من حماس وماذا تريد الأخيرة من إيران؟"، لافتاً إلى أن حماس بحاجة إلى الدعم المالي والعسكري الإيراني، في المقابل إيران تريد أن توطد علاقاتها مع أكبر الفصائل المقاومة على الساحة الفلسطينية، لمساعدتها على لعب دورها السياسي في المنطقة.
ولم يستبعد أن تشكل عودة العلاقات تلك في خلق حالة من تفاوت الآراء داخل الصف الحمساوي، منوهاً إلى أن الخروج من ذلك التباين يقف على مدى قدرة الحركة على التكيف مع الحالة الجديدة.
من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة "هاني البسوس" أن هناك نسج جديد في العلاقة الحمساوية الإيرانية ظهر ذلك جلياً في تصريحات متعددة لقادة حركة حماس، وترجم على أرض الواقع في اللقاءات التي جرت بين الطرفين في الآونة الاخيرة.
أزمة حماس المالية والسياسية
وبين البسوس في تصريحات خاصة لوكالة (سوا) أن ايران معنية بشكل كبير من عودة تلك العلاقة كون أنها تريد القول "إنني أحتضن المقاومة الفلسطينية ومن ضمنها أكبر فصيل مقاوم على الساحة الفلسطينية"، في المقابل حماس معنية بعودة تلك العلاقات للخروج من الأزمة السياسية والمالية التي تعيشها منذ 3 سنوات والتي اشتدت منذ 30 يونيو من العام الماضي وحتى الآن.
وتوافق البسوس مع سابقه في أن هناك مصلحة مشتركة بين الطرفين لعودة تلك العلاقة، فكلا منهما يرى أن إسرائيل هي العدو، متوقعاً أن تأخذ العلاقة كي تعود قوية وإلى سابق عهدها بعض الوقت.
وحول مدى تأثير عودة تلك العلاقة على قرار حماس، شدد أستاذ العلوم السياسية أن لدى حركة حماس استقلالية في القرار، وهو موقف ثابت لديها منذ أن نشأت، مستبعداً أن تطلب إيران من حماس أي شيء فيما يتعلق بالقضية السورية، بل من غير الوارد التحدث في هذا الملف على الأقل في المنظور القريب.
وفي النهاية يبقى السؤال الذي يطرح عند الكثيرين ما هي المنافع التي قد تعود بها تلك العلاقة على القضية الفلسطينية من جانب، وعلى حركة حماس من جانب آخر؟.
وكانت آخر تلك الاتصالات اللقاء الذي عقد بين رئيس المكتب السياسي للحركة "خالد مشعل" ونائب وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي" في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تباحث الطرفان سبل عودة العلاقات بينهما والعمل على تعزيزهما.
لقاءات واتصالات
القيادي في حركة حماس "أحمد يوسف" أكد لوكالة (سوا) أن أكثر من لقاء عقد في الآونة الأخيرة بين حركة حماس ومسئولين إيرانيين في كلاً من قطر وإيران ولبنان، مشدداً على أن حماس وإيران لديهما رغبة قوية لعودة الاتصالات واستعادة ما كان قائم بينهما من علاقات قبل الثورة السورية.
وأوضح أن الموقف السائد في قيادة الحركة هو مع عودة العلاقات وبقوة مع إيران على عكس ما يثار في الإعلام من أن هناك من يتحفظ على عودة العلاقة مع إيران داخل الحركة، قائلاً: "لم أشعر في أي جهة داخل الحركة تمانع من عودة العلاقات مع إيران، بل على العكس النظرة العامة داخل الحركة هي أننا يجب أن نكون منفتحين على كل العالم العربي والإسلامي ونحاول أن نقيم علاقة مع الجميع على نفس المسافة"، مضيفاً "عودة علاقتنا مع طهران لا يعني توتير العلاقة مع مصر والعكس".
ونوه القيادي في حركة حماس أن العلاقات في النهاية تقوم على المصالح، فإيران تجد أن من مصلحتها دعم حركة حماس والأخيرة من مصلحتها تقوية العلاقة مع إيران، مستبعداً في الوقت ذاته أن تقوم إيران بمعاقبة الحركة على موقفها من الثورة السورية لأنها لم تنكر ما كان للنظام السوري من فضل وما كان للشعب السوري من فضل على الحركة ودعمها، وتقديم كافة أشكال المساعدات للقضية الفلسطينية.
ورأى يوسف أن خروج حركة حماس من سوريا جاء كي لا يُحسب بقائها على هذا الطرف أو ذاك، موضحاً أن قرار الحركة بالخروج من سوريا جاء منسجماً تماما ًمع منظومة القيم والأخلاق التي تقوم عليها الحركة.
وكان خالد مشعل وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس قد غادروا دمشق في يناير 2012، بعد سنوات من اتخاذ العاصمة السورية مقراً للحركة في الخارج، وذلك للاستقرار في العاصمة القطرية الدوحة التي أصبحت من الداعمين الرئيسيين لحماس.
مصالح مشتركة
المحللون السياسيون على الساحة الفلسطينية أجمعوا أن المصالح المشتركة للطرفان هي الأساس في عودة العلاقات بينهما، خاصةً وأن إيران تدرك تماماً الدور الأساسي الذي تقوم به حركة حماس إقليماً وعربياً وفلسطينياً.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر "ناجي شراب" قال "إنه قد يكون من مصلحة إيران إعادة العلاقات مع حركة حماس وذلك انسجاماً مع علاقاتها الخارجية خصوصاً المنطقة العربية، والسعي لتعزيز نفوذها هناك.
وأشار شراب في تصريحات خاصة بوكالة (سوا) أنه لا تعارض بين تعزيز العلاقات الحمساوية الإيرانية من جانب والعلاقات الفلسطينية الداخلية من جانب آخر، طالما جاءت المصالحة الإيرانية الحمساوية في صالح القضية الفلسطينية.
وأوضح أن السؤال الذي يطرح هنا "ماذا تريد إيران من حماس وماذا تريد الأخيرة من إيران؟"، لافتاً إلى أن حماس بحاجة إلى الدعم المالي والعسكري الإيراني، في المقابل إيران تريد أن توطد علاقاتها مع أكبر الفصائل المقاومة على الساحة الفلسطينية، لمساعدتها على لعب دورها السياسي في المنطقة.
ولم يستبعد أن تشكل عودة العلاقات تلك في خلق حالة من تفاوت الآراء داخل الصف الحمساوي، منوهاً إلى أن الخروج من ذلك التباين يقف على مدى قدرة الحركة على التكيف مع الحالة الجديدة.
من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة "هاني البسوس" أن هناك نسج جديد في العلاقة الحمساوية الإيرانية ظهر ذلك جلياً في تصريحات متعددة لقادة حركة حماس، وترجم على أرض الواقع في اللقاءات التي جرت بين الطرفين في الآونة الاخيرة.
أزمة حماس المالية والسياسية
وبين البسوس في تصريحات خاصة لوكالة (سوا) أن ايران معنية بشكل كبير من عودة تلك العلاقة كون أنها تريد القول "إنني أحتضن المقاومة الفلسطينية ومن ضمنها أكبر فصيل مقاوم على الساحة الفلسطينية"، في المقابل حماس معنية بعودة تلك العلاقات للخروج من الأزمة السياسية والمالية التي تعيشها منذ 3 سنوات والتي اشتدت منذ 30 يونيو من العام الماضي وحتى الآن.
وتوافق البسوس مع سابقه في أن هناك مصلحة مشتركة بين الطرفين لعودة تلك العلاقة، فكلا منهما يرى أن إسرائيل هي العدو، متوقعاً أن تأخذ العلاقة كي تعود قوية وإلى سابق عهدها بعض الوقت.
وحول مدى تأثير عودة تلك العلاقة على قرار حماس، شدد أستاذ العلوم السياسية أن لدى حركة حماس استقلالية في القرار، وهو موقف ثابت لديها منذ أن نشأت، مستبعداً أن تطلب إيران من حماس أي شيء فيما يتعلق بالقضية السورية، بل من غير الوارد التحدث في هذا الملف على الأقل في المنظور القريب.
وفي النهاية يبقى السؤال الذي يطرح عند الكثيرين ما هي المنافع التي قد تعود بها تلك العلاقة على القضية الفلسطينية من جانب، وعلى حركة حماس من جانب آخر؟.