الجهاد الإسلامي تعلن رؤيتها للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام

الانقسام الفلسطيني

أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الجمعة، رؤيتها للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وقال القيادي في الحركة جميل عليان إن استعادة الوحدة الوطنية لا تعني المزيد من الأوراق المطلوبة لكن في تطبيق ما تم الاتفاق عليه عام ٢٠١١ و اللجنة التحضيرية في بيروت عام ٢٠١٧.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عصر اليوم الجمعة، في مخيم العودة شرق محافظة خان يونس، خلال مشاركته في فعاليات "جمعة الوحدة الوطنية".

ونبه عليان إلى أن "العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي هي علاقة عداء استراتيجي، وبالتالي لا نقبل بوجوده وشرعيته على أَي شبر من ترابنا الوطني، وأن فلسطين من نهرها لبحرها هي ملك خالص لكل فلسطيني مهما كان لونه السياسي وموقعه".

 وبحسب عليان فإن تحديد العلاقة مع أي طرف فلسطيني يكون على أساس التنافس أو الاختلاف، وليس على أساس الخلاف والعداء، لأن العداء فقط يجب أن يكون موجهاً للعدو الإسرائيلي والأمريكي.

كما شدد على أن استعادة الوحدة الوطنية تتطلب في البداية إعادة بناء المرجعية الوطنية لتصبح سيف الفلسطينيين جميعاً في مرحلة التحرر الوطني، التي لازلنا في طورها.

كما طالبعليان "بإلغاء كل الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية ضد غزة ، معتبراً أن ذلك يجب أن يكون مدخلاً لإصلاح وإعادة بناء م.ت.ف".

ورأى أن إشعال كل خطوط التماس في الضفة هي مسؤولية الجميع، وعلى رأسهم السلطة في الضفة، داعياً إياها إلى تهيئة كل الظروف والإمكانات لهذا الاشتعال.

وقال :" إن اشتعال الضفة هو السبيل الوحيد لإجهاض مؤامرة القرن بحق الضفة، كما ان اشتعال جبهة القدس كفيلٌ بركل قرار ترامب بحق المدينة في سلة المهملات".

ونوه عليان إلى أن عقد مؤتمر وطني جامع لكل الفلسطينيين، وفي كل الأماكن التي يتواجدون فيها، يجب أن يشكل مدخلاً لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني برمته.

وتابع:" آن الأوان ليصحح الفلسطينيون في القيادة خطأهم التاريخي بالتسوية مع هذا العدو بعدما ابتلع هذا الاحتلال كل حقوقنا وأعلن انسحابه من اتفاقيات التسوية، لأن المصلحة الفلسطينية أهم بكثير من المجتمع الدولي الذي لم نجد منه سوى الدفاع عن وجود وأمن الاحتلال الإسرائيلي".

إلى ذلك أكد عليان، أن مسيرات العودة وكسر الحصار نقلت شعبنا من دائرة ردات الفعل إلى دائرة التحكم بزمام الأمور، وقدرته على تحديد ساحات المواجهة وأدواتها.

وأضاف "يواصل شعبنا مسيرات العودة وكسر الحصار للجمعة السادسة والخمسين على التوالي، وهم أكثر إرادة ووعياً وتمسكاً بهذا الحراك الوطني الذي مثّل أكثر الظواهر الفلسطينية وحدوية ووطنية".

وأشار إلى أن هذه العوامل يجب أن تشكل منطلقات العمل الوطني في المراحل والمواجهات القادمة، وعلى رأسها مواجهة مؤامرة صفقة القرن .

وشدد على أن هذه المسيرات متواصلة، لافتاً إلى أننا على موعد مع مئات الآلاف في الخامس عشر من مايو/ أيار المقبل، لنجدد التاكيد أننا مصرون على انتزاع حقوقنا وكسر الحصار بالمواجهة والمواجهة فقط، وأن كل الوسائل الأخرى ليست سوى سراب ومضيعة للوقت والجهد.

ونوه عليان إلى أن غزة تمثل رأس رمح المواجهة في المشروع الوطني، وسنعمل على توحيد كل أدوات المواجهة في غزة والضفة وثوار الأقصى والقدس والقابضين على التراب والرواية الوطنية في أراضي ال٤٨ لتصبح كل فلسطين كرة نار ملتهبة تحت أقدام الاحتلال، وكل من يحاول تمرير مؤامرة العصر.

وأعرب عليان عن ثقته بأننا سننتصر على المؤامرة مهما علت وكثر أنصارها، موضحاً أن لدينا من التاريخ ما يؤكد أننا دحرنا مؤامرات أشد وأعتى.

وطالب عليان أمتنا العربية والإسلامية بتقديم كل ما يلزم من أدوات المواجهة في هذه المعركة؛ لأننا متأكدون أن هزيمة مؤامرة ترامب ونتنياهو هي مصلحة للنظام العربي وتخليصه من هذا العبث الأمريكي بأمنه ووحدة أراضيه وسلمه الاجتماعي والسياسي.

من جهته، أكد عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أحمد المدلل والقيادي بالحركة، أن "لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية، وتجميع سائر القوى، واستنهاض كافة الجهود لمواجهة المؤامرات والمخططات العدوانية، التي ترمي لتصفية القضية الفلسطينية".

جاء ذلك خلال مشاركة المدلل في فعاليات "جمعة الوحدة الوطنية" عصر اليوم الجمعة، بمخيم العودة، شرق محافظة رفح.

وقال:" هذه الحشودات الجماهيرية فى الجمعة السادسة والخمسين حضرت لتنادي بتفعيل عنوان بارز من عناوين مشروعنا الوطني - في هذا الوقت العصيب الذي نمر به - والذي يتمثل في تجسيد الوحدة، وإنهاء حالة الانقسام".

وأضاف المدلل "لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية، وإدامة الاشتباك مع عدونا لصد مؤامرة "صفقة القرن" التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية أساساً، وفق ما كشف عنه كوشنيرالاحتلال".

ولفت إلى أن "عرابي الصفقة لم يكتفوا جغرافياً بفلسطين، بل يريدون مسح التاريخ النضالي الفلسطيني أيضاً"، مشيراً إلى إعلان مبعوث التسوية الأميركي غرينبلات رفضه لوضع صورة أمير الشهداء خليل الوزير (أبو جهاد) على واجهة مدرسة فلسطينية، جاهلاً حقيقة الشهداء العظام فى حياة شعبنا كمصدر عزة وكرامة.

وبيّن المدلل أن دماء الشهداء تنتفض في شرايين وأوردة شعبنا للسير على دربهم حتى كنس الاحتلال عن أرضنا، منوهاً إلى أن سيرة القادة الشهداء مصدر الهام لدى طلابنا وطالباتنا، الذين يرضعون لبن الثورة والمقاومة منذ نعومة أظافرهم.

ووفق المدلل فإنه منذ مائة عام لم تتوقف مسيرة شعبنا النضالية، فكانت البداية ضد الاحتلال البريطاني، الذي غرس هذه النبتة الخبيثة التي تسمى "إسرائيل" في قلب أمتنا وأقدس بقاعها فلسطين، ومنذ بدايات الاحتلال الاسرائيلي لم يشعر بالأمن والاستقرار، بل صنعت المقاومة الفلسطينية على مدار سني الصراع هاجساً أمنياً ووجودياً لهذا الكيان الغاصب، وازدادت هواجسه أكثر وأكثر عندما انطلقت صواريخ المقاومة لتضربه فى كل أماكن تواجده على أرض فلسطين.

وتطرق المدلل إلى ما أحدثته اتفاقية "أوسلو" على القضية الفلسطينية، موضحاً أنها جاءت لتشرعن وجود الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا، لتعقبها في مسلسل التآمر إطلاق العرب للمبادرة العربية عام 2002 من بيروت، والتي اعترفوا فيها بالاحتلال الإسرائيلي، وحركت عملية التسوية معه، ليقبلوا في إطارها بدولة فلسطينية على حدود 67 مع تبادل للأراضي، ولكن شارون حينها قال لهم بأن المبادرة "لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به".

وتحدث القيادي المدلل عن استمرار التغول الاسرائيلي بعد ذلك بالاستيطان والتهويد وصنع كانتونات بشرية في الضفة الغربية بعد نصب عشرات الحواجز العسكرية، واستخدام كل أدوات البطش والإجرام، لكسر إرادة شعبنا، ووقف حالة المقاومة، لكن كل ذلك فشل فخرج لهم مهند الحلبي وأحمد جرار و أشرف نعالوة وعمر أبو ليلى من تحت الركام، ليؤكدوا أن ضفة طوالبة والعياش وأبو جندل لا تزال تقاوم، كما هي غزة المحاصرة تخوض مسيرات العودة وكسر الحصار، لتظل مخزوناً للمقاومة والثورة والصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات كافة، وعلى رأسها مؤامرة صفقة القرن.

وحذّر المدلل من أن "صفقة القرن" تتعدى القضية الفلسطينية، فهي تهدف لتطويع أمتنا العربية والإسلامية، وإعطاء الأمان للكيان الغاصب، وتغذية الصراعات بين مكونات الأمة، وتدمير مقومات نهوضها، ونهب ثرواتها.

وأضاف "من الطبيعي أن يخرج علينا ترامب بمؤامرة "صفقة القرن" في ظل وضع أمتنا الكارثي والهزيل، وهذا الانقسام الذي نعيشه، والحصار الذي يكاد يقتلنا والإجراءات التي فرضت على غزة، واكتوى بنيرانها أبناء "فتح"، وكل أبناء شعبنا".

وتوقع المدلل أن الجزء الأكبر من صفقة القرن قد نفذ، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وشطب حق العودة اللاجئين، وضم الجولان، والاستيطان الذي استشرى على أكثر من 60% من أراضي الضفة، التي تحولت إلى كنتونات، وبحصار غزة، والعمل الحثيث على فصلها عن مكونها الفلسطيني، والتطبيع العلني العربي مع الكيان، وايهام العرب بأن عدوهم المركزي إيران، في ظل صراعات تعيشها أمتنا وتغذيها أمريكا وإسرائيل، وأكلت الأخضر واليابس.

وختم المدلل حديثه قائلاً :" لا مكان اليوم لوهم السلطة والدولة على حدود 67، وحل الدولتين غير وارد فى "صفقة القرن" كما تسرب؛ بل أعدمته إسرائيل التي تشدد من قبضتها على الضفة ليكون اسمها "يهودا والسامرة"، ولتكون القدس "أورشليم"، فالزمن الإسرائيلي يفرض أجنداته، ولا وقت أمامنا لمزيد من المناكفات واستمرار الانقسام فيما فلسطين تستصرخنا جميعاً لنتوحد من أجلها".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد