بالفيديو والصور: شاهد: الاحتلال يطلق النار على فتىً معصوب العينين ومكّبل اليدين

الاحتلال يطلق النار على فتىً معصوب العينين ومكّبل اليدين

أقدم جنود الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، على إطلاق النار على الفتى  أسامة جناجرة (15 عامًا ونصف) وهو معصوب العينين ومكبل اليدين  في بلدة تقوع بمحافظة بيت لحم .

ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، مقالا للصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي المعروف برفضه الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطنيية، تحدث فيه عن إقدام جنود الاحتلال الاسرائيلي على ذلك الحدث. "وفق موقع صحيفة القدس "

وكان جنود الاحتلال اعتقلوا الفتى جناجرة بشبه رشق الحجارة وقيدوه، وبقي مقيدًا أثناء محاولته الفرار منهم وبعدها، وبعد إطلاق النار عليه، حيث اصابوه في خصيتيه/ اعلى الفخذ، حاول الجنود احتجازه في المكان، إلا أنهم، وبعد مواجهة مع مجموعة من الفلسطينيين في المكان، تضمنت تهديد أحد الجنود لهم بمسدسه، تراجع جنود الاحتلال امام المواطنين الفلسطينيين حيث قاموا بإجلاء المصاب ونقلوه إلى مستشفى بيت جالا ( انظر الفيديو المرفق).

وتحدث ليفي في مقالته مستشهدا بصورتين التقطهما صحفي فلسطيني للحادثة، موجها انتقادا حادا للجيش الإسرائيلي، وموجها عدة أسئلة حول الحادثة، مضيفًا أن الجنود في الجيش الإسرائيلي يتحدثون فقط لغة واحدة، هي لغة إطلاق النار الحي تجاه الفلسطينيين.

وأردف: "تنتهي التدريبات لقوات الكوماندوز بالكثير من السيناريوهات، وفي نهاية المطاف يخرجون منها ليطلقوا نيرانهم تجاه صبي فلسطيني معصوب العينين، ويداه مقيدتان" مشيرا الى أن الصور التي التقطت "تتحدث لوحدها عن القصة بأكملها، ففي الصورة الأولى يظهر جندي مسلح من وحدات الكوماندوز والنخبة، محمي من رأسه إلى أخمص قدميه، يقف خلف /كتلة ملفوفة/ هو الفتى الفلسطيني أسامة حجاجرة من قرية تقوع، الذي اعتقل بعد أن نصب الجنود له ولمجموعة من أصدقائه كمينا".

وتابع: "يدا الفتى مقيدتان خلف ظهره، وعيناه مغطاة بفانيلا، وكان ملقى على الأرض، رأسه للأعلى وجسده مثني الى الامام، في حين أن جنديا من وحدة النخبة الإسرائيلي يقف خلفه ويوجه بندقية قناصة عليه"، مردفًا: "كل تلك التدريبات، والهالة الكبيرة حول وحدة الكوماندوز، تقف بقوتها أمام صبي معصوب العينين ويداه مقيدتان. هذه هي غنائم النصر اليومي للجيش الإسرائيلي".

ونوه إلى أن الشك كان لدى الجنود بأن الفتى الفلسطيني كان يلقي الحجارة على سيارات المستوطنين المارة، متسائلا فيما لو كان هذا الفتى من المستوطنين وكان يلقي الحجارة، بل ويلعن الجنود، مبينا أنه حينها كانت ستنتهي القصة عند هذا الحد "لكن جناجرة فتى فلسطيني، ومعظم الطرق المؤدية إلى قريته تم إغلاقها مؤخرا، وقتلت امرأة من قريته قبل أيام جراء صدم شاحنة مستوطن لسيارتها، فخرجت قريتها للاحتجاج، والحجر هو احتجاج هؤلاء، والمحتل هو عدوهم".

ولفت إلى الصورة الثانية التي تلخص ما تعرض له الفتى جناجرة، والتي وصفها بانها أكثر بشاعة، حيث أنه وبينما كان الفتى مكبل اليدين خلف ظهره، ومعصوب العينين، الا انه وبطريقة ما تمكن من الجري في محاولة للهرب من بين 4 جنود كوماندوز أحاطوا به فورا، ومن مسافة صفر بينهم وبينه، لكن جنود النخبة لم يكلفوا أنفسهم الإمساك به، فهم يتكلمون بلغة واحدة فقط، هي لغة إطلاق الرصاص الحي، سواء كان ذلك تجاه "انتحاري" أو "طالب مدرسة ثانوية" يرمي الحجارة، وبندقتيهم فقط هي التي تعرف الكلام، فهم لا يعرفون لغة أخرى، كما قال ليفني في مقاله.

ويصف الكاتب الاسرائيلي اليساري جنود النخبة الإسرائيليون بأنهم "ضعفاء، يتعرقون، لذلك فانهم يطلقون النار على فتى معصوب العينين ومكبل اليدين، ويتركونه ينزف، ليقولوا، ان الجيش انتصر".

وذكر"لا يمكن أن تساعد هذه الصورة في طرح أسئلة أعمق: من هو الرجل الأعمى ومن هو الشخص الذكي؟ الصبي معصوب العينين بالخرقة، أم الجنود بعيونهم المفتوحة؟ وأكثر من ذلك ، من هو الشجاع ومن هو الجبان؟ الصبي الذي حاول الهرب وهو أعمى ومكبل اليدين، أمام بنادق الكوماندوز، والجنود الذين أطلقوا النار عليه؟ ليس من الصعب تخمين من هم الجبناء في الصورة".

وقال "ثم يأتي الدور المفاجئ وغير المتوقع وغير التقليدي للمخطط. استيقظ صوت العقل للحظة في أذهان الجنود، وسمحوا للسكان الفلسطينيين الغاضبين الذين تجمعوا حولهم بإجلاء الصبي الجريح ونقله إلى المستشفى لإنقاذ حياته".

وأضاف: "في لحظة واحدة، أنقذ الجنود شرفهم المفقود تقريبا. لقد عاملوا الصبي كما فعل الضابط في قضية عهد التميمي، وهو أكثر ذكاءً من قيادته، فقد كبح صفعة التميمي وأظهر القوة والحكمة، والآن جاء دور الكوماندوز لكبح أنفسهم. من المؤكد أن اليمين سيخرج في محاولة لهز العالم، أنتم لا تدعون الجيش ينتصر، لكن هذه المهزلة على الأقل انتهت تقريبا".

 

من جهته، أكد المتحدث العسكري العسكري وقوع الحادثة، مردفًا أنه "تم إطلاق النار على الفتى الفلسطيني عندما حاول الهرب" وذلك رغم تأكيد مصدر عسكري اسرائيلي ان الفتى كان مقيدا.

وادعى الناطق الاسرائيلي بأنه تم إجلاء الفتى (نقله الى المستشفى) في عملية مشتركة بين الجيش والفلسطينيين، علما أن فلسطينيين هم الذين قاموا بنقل المصاب رغم رفض الجنود، مصرحًا بأنه تم إلقاء القبض على الشاب "خلال أعمال شغب عنيفة عرضت أرواح المدنيين والجنود للخطر، وأنه تعرض لإطلاق النار في الجزء السفلي من جسده أثناء مطاردته" الامر الذي تكذبه الصور سالفة الذكر التي تظهر مقيدا ومعصوب العينين والجنود بجواره حتى لحظة محاولته الهرب.

من جانبه، أفاد المواطن موسى حميد من سكان بيت لحم وكان متواد في المكان بأن: "أردنا المساعدة، وقام أحد الجنود بتضميد جرح الفتى. قلت لهم إنه يجب مساعدته لأنه سيموت. وقمت أنا وشخص آخر بنقل الفتى، وبدأ جنود آخرون بإطلاق النار في الهواء. سرنا لمسافة 150 متر باتجاه الجيش، وكانت هناك مشكلة كبيرة نتيجة رشق الحجارة والغاز. وعندما تم رشق الجنود بالحجارة هربوا وبقينا مع الصبي، فجاء شبان ونقلوا الفتى إلى المستشفى".

يشار إلى أنه يبدو في نهاية الفيديو أن "القوة استسلمت وقام الفلسطينيون بمغادرة المكان ومعهم الجريح".

 

860x484 (2).jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد