اللجنة المركزية تنعي محمد أبو شمعة

محمد حسن أبو شمعة

نعت اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني إلى عموم شعبنا وحركته الوطنية، بمزيد من الحزب والأسى وفاة محمد حسن أبو شمعة (أبو زيد) عضو اللجنة المركزية ومسئول لجنة التنظيم في قيادة فرع الخارج وعضوا في المجلس الوطني الفلسطيني الأسبق، الذي وافته المنية فجر اليوم.

وجاء في بيان نعي اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني كما وصل "سوا":

تنعى اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني ببالغ الحزن والأسى المناضل محمد حسن أبو شمعة (أبو زيد) وتتقدم من زوجته وأبنائه وعموم عائلة أبو شمعة بأصدق مشاعر المواساة.

ولد أبو زيد في ضاحية ارتاح - طولكرم في 15-11-1941م، لعائلة ريفية مناضلة، أنهى دراسته الثانوية من مدرسة الفاضيلة في طولكرم، وهو خريج أكاديمية العلوم الاجتماعية بموسكو في آب 1967م، انخرط في العمل الوطني منذ شبابه المبكر وحمل لقب (أبو نضال) فترة العمل السري، انضم إلى الحزب الشيوعي الأردني عام 1956م وهو في سن الخامسة عشر من عمره، اعتقل أول مرة عام 1959م، فيما توالت عمليات اعتقاله حتى بلغ مجموعها تسع سنوات كان آخرها في العام 1978م إذ حكم عليه بالسجن في معتقل المحطة بالأردن لمدة خمس سنوات.

تدرج في المواقع الحزبية حتى أصبح أصغر عضو في اللجنة المركزية عام 1970م، وكان عمره حينها 29 عاماً، وقد تسلم قيادة الحزب والإشراف على قوات الأنصار في مناطق شمال الأردن، استمر عضوا في اللجنة المركزية إلى حين اتخاذ قرار بإعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني في العاشر من شباط 1982م، حزب الشعب لاحقا، حيث انتقل لممارسة مهامه عضوا للجنة المركزية في الحزب الناشئ، كما انتخب لقيادة لجنة التنظيم في الخارج (مسئول التنظيم)، هذا واختير أبو شمعة ليكون عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير في العام 1987م.

إلى جانب مهامه التنظيمية التي ساد عليها الطابع السري نتيجة الظروف السياسية العامة، كان قائدا نقابيا، حيث قاد وإلى جانب النقابات العمالية المختلفة الحراك النقابي في الساحة الأردنية، فقد بدأ حياته المهنية محاسبا في البنك الأهلي الأردني، ومن ثم البنك العربي، وصولا إلى أن أصبح رئيسا للنقابة العامة للمصارف والتأمين والمحاسبة في الأردن، ولوحق لدوره هذا واعتقل ومنع من السفر والعمل، ومع ذلك تم تجديد تعينه مرتين بالانتخاب كرئيس للنقابة ومتفرغ نقابي من قبل الهيئة العامة للنقابة وهو داخل المعتقل.

بعد الإفراج عنه عام 1982م، التحق بقيادة الحزب في سوريا، وبعدها انتقل للعيش في أوروبا بعد الدورة التوحيدية للمجلس الوطني التي عقدت في الجزائر عام 1988، حيث استمر في أداء مهامه هناك مع مجموعة من قيادات الحزب إلى حين انتقالهم إلى الأردن مجددا في العام 1990م، فمكث هناك حتى عودته إلى أرض الوطن عام 1996م بصفته عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني.

ما بعد العودة إلى الوطن، عين مديرا عاما في وزارة العمل بحكم خبراته النقابية والأكاديمية حيث كان مؤسس ورئيس اللجنة الثلاثية التي تضم العمال وأصحاب العمل والحكومة، كما واستمر عضوا في اللجنة المركزية لحزب الشعب إلى حين انعقاد المؤتمر العام سنة 1998م، وقد أعلن أبو شمعة في المؤتمر عن امتناعه قبول الترشح مجددا لعضوية اللجنة المركزية هو وعدد من القيادات التاريخية للتنظيم بهدف إفساح المجال للأجيال الشابة كي تأخذ دورها في المواقع القيادية للحزب، وهي القناعة التي مارسها في مختلف المواقع والمناصب التي تقلدها.

استمر بموقعه الحكومي في وزارة العمل حتى تقاعد في العام 2005، وكان سكرتير المجلس الاستشاري لحزب الشعب، كما أنه عضو الهيئة الإدارية لهيئة المتقاعدين المدنيين، واستمر في عطاءه كناشط مجتمعي وسياسي.

سجل أبو شمعة على مدار سنوات نضاله الطويلة مواقف وطنية مشهود لها سواء أكان ذلك عبر صموده في التحقيق داخل المعتقلات ورفضه استنكار الحزب أو اعتزال العمل الوطني، كما قام بتشكيل لجان للعمل الطوعي والشعبي في المخيمات وأماكن التواجد الفلسطيني، وتأسيس لجان وأذرع نقابية مختلفة، كما كان من النواة الأولى التي شكلت القواعد العسكرية لقوات الأنصار التي قاد معسكراتها في مناطق شمال الأردن، فيما عمل بحكم موقعه كمسؤول عن تنظيم الحزب في الخارج على تأمين مئات المنح الدراسية لأبناء شعبنا في الإتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي ورعاية الطلبة وتعبئتهم سياسيا ووطنيا وثقافيا، كان أبو شمعة من الأسماء المشهود لها بوحدويته وانفتاحه على مختلف القوى الوطنية الفلسطينية وإصراره على وحدة الصف الوطني ومواجهة التحديات ومحاولات شق الصف الفلسطيني في مراحل مختلفة، كما تمتع أبو شمعة بعلاقات واسعة مع الأحزاب العربية والأممية وحركات التحرر الوطني في العالم.

إن حزبنا فقد قائدا مميزا وأنسانا كبيرا عاشقا للبساطة والتواضع وحب الناس والتضحية من أجلهم.

نم قرير العين يا رفيق أبا زيد فتراثك الوطني والكفاحي مغروس في ذاكرة حزبك وشعبك.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد