مستشفى المقاصد تنجح في إجراء عملية معقدة لطفلة تعاني من ورم في رئتها اليسرى
نجح طاقم من قسم جراحة الصدر في مشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في استئصال ورم في الجزء العلوي من الرئة اليسرى لطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات عن طريق المنظار الجراحي، وربط الجزء السفليّ من الرئة بالقصبة الهوائية لتفادي استئصالها، لتكون بذلك العملية الأولى من نوعها في مشفى المقاصد الخيرية الإسلامية والثانية عالمياً، بعد عملية معقّدة استغرقت 6 ساعات.
وكانت الطفلة رينا أبو زعرور من نابلس ، حسب ما وصل "سوا"، تعاني مؤخراً من التهابات رئوية، ليتبين بعد عملية تنظير للمجاري التنفسية أجرتها نسرين رمّان وجود ورم من نوع carcinoid في المدخل الرئيسي للرئة اليسرى مما أدى لانسدادها بالكامل، وبعد عدة مشاورات مع فراس أبو عكر اختصاصي جراحة المناظير الصدرية والرئوية، ونادر عبد الرحمن اختصاصي أمراض الرئة الذي أجرى لها عملية تنظير أخرى لأخذ خزعة وتأكيد نوع الورم، تقرّر أن الحل الوحيد هو إزالة الورم جراحياً.
وتقول والدة الطفلة "أبو زعرور": " كانت رينا تعاني من حرارة عالية ومن تعب دائم وضعف في التنفس، وعندما تم تحويلها إلى المقاصد وبعد إجراء التنظير التنفسي أخبرنا الأطباء بوجود ورمٍ وانسداد في مدخل رئتها اليسرى وبأنها حالة نادرة لا تحدث غالباً لدى الأطفال".
ويقول أبو عكر الذي أجرى العملية:" إن هذا النوع من الأورام لا يعتبر خبيثاً لكنّه قد ينتشر في الجسم ليتصرف مثل الأورام الخبيثة وهو ما استدعى إزالته جراحياً"، مضيفاً :" صادفنا عدة مرات خلال حياتنا المهنية هذا النوع من الأورام لدى الكبار لكنها كانت المرة الأولى التي نرى فيها ورماً كهذا لدى طفلة صغيرة حيث أن حدوثه لدى الأطفال هو أمر نادر جداً".
وحملت العملية النوعية التي أجراها أبو عكر مع طاقم كامل من مشفى المقاصد تحديات كثيرة، من بينها موقع الورم إذ أن استئصاله في معظم مراكز جراحة الصدر يتطلب إزالة الرئة بأكملها وهو ما يزيد من نسبة حدوث مضاعفات جانبية للمريض في المستقبل، لا سيما وأن الطفلة لا تزال في طور النمو.
وحول هذا، يقول أبو عكر:"قررنا إجراء عملية أكثر تعقيداً للحفاظ على الجزء السفلي من رئتها ومنع استئصاله، وذلك بربطه بالقصبة الهوائية".
يذكر، أن هذه العملية تجرى لأول مرة لطفلة في هذا العمر بالمنظار وفي الرئة اليسرى، حيت تم تسجيل إجرائها من قبل مرة وحدة على يد الجراح العالمي دييغو غنزالس قبل ثلاث سنوات في الرئة اليمنى لطفل يبلغ من العمر ١١ عاماً، وهي خطوة تمثل تقدّماً جديداً وتسجل إنجازا طبياً لمشفى المقاصد ولفلسطين.
ويشار إلى أن عمر الطفلة شكّل تحدياً آخر للأطباء في إجراء العملية بالمنظار نظراً لصغر حجم التجويف الصدري، وعدم توفر معداتٍ مناسبةٍ لعمر المريضة، حيث تم إجراء العملية بشكل كامل من خلال المنظار المعدّ لجراحة الصدر للكبار ومن خلال جرح صغير لا يتعدى 3 سنتيمرات، علماً أن مراكز قليلة في العالم تجري مثل هذه العمليات حتى بالطريقة التقليدية التي تتضمن شق صدر المريض.
وضمّ الفريق الذي أجرى العملية كلاً من فراس أبو عكر، وبيسان شقورة كمساعد أول، ووسيم سلمان كمساعد ثانٍ، ومن طاقم التخدير علي عبد الحق، وأنس شومان، وبراء الشايب و ثائر أبو عامر.
بالإضافة إلى طاقم التمريض المكون من محمد بزار، ثائر عمرو، إبراهيم الأطرش وخليل الدرابيع.
وعن صعوبة العملية، يصف فراس، الخطورة التي كانت تواجههم خلال إجرائها ويقول: " واجهنا خطورة احتمالية إصابة الشريان الرئوي وهو أمر قد ينهي حياة المريض في حال حدوثه، والأمر الآخر كان استطاعتنا القيام بعملية التوصيل وإيجاد المسافة الكافية لذلك، وقد وفقنا وأنهينا العملية بنجاح رغم كل الصعوبات والمخاطر".
وتقول والدة الطفلة أبو زعرور :" أقدّر بشدة اهتمام الأطباء الفائق وكفاءتهم العالية بحالة ابنتي، وكنت متأكدةً أنها ستكون في أيدٍ أمينة"، معربةً عن شكرها الخاص للأطباء فراس أبو عكر وبيسان شقورة ووسيم سلمان بعد نجاح العملية واستئصال الورم بشكل كامل.
يختم الدكتور فراس أبو عكر حديثه:" نحن فخورون بأن هذه الإنجازات تحدث في مستشفى المقاصد بأيدٍ فلسطينية 100%، وهذا ما يدعوني لأشجع المواطنين بأن يثقوا بالأطباء الفلسطينيين الذين يملكون كفاءات مميزة وهم قادرون على مواكبة أحدث التطورات في كل المجالات الطبية ورغم كل التحديات والظروف الصعبة".