شهود يروون تفاصيل اعتداءات العريش الإرهابية
القاهرة / وكالات / تحدث شهود عيان من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء المصرية عن تفاصيل الهجمات الإرهابية المنسقة التي استهدفت قوات الجيش المصري في المدينة وفي مدينتي الشيخ زويد ورفح مساء أمس والتي أسفرت عن مقتل 30 ضابطا وجنديًا من الجيش بينهم ضابط كبير برتبة عميد وإصابة العشرات بجراح.
وكشف شهود عيان عن تفاصيل الهجمات، مشيرين إلى أنها ضخمة ومنسقة، حيث ذكر الناشط أبو مصطفى السيناوي أن المقدمات بدأت منذ صباح الخميس حيث هاجم مسلحون جانبًا من القوات التي دفع بها الجيش إلى شمال سيناء ضمن حملته المتواصلة هناك منذ عدة أشهر، وأطلقوا قذائف صاروخية عدة نجحت إحداها في تدمير عربة مدرعة.
وحسب الناشط فقد رد الجيش "كعادته" بنيران عشوائية أدت إلى تدمير عدة منازل وعشش فضلا عن حرق مركبات، ولم تؤد إلى إنهاء الهجمات وإنما إلى زيادتها كما يرى السكان.
وأوضح شهود عيان أنه مع حلول الليل وبعد بدء ساعات حظر التجول، وقعت الهجمات التي استهدفت أساسًا منطقة القيادة العسكرية في ضاحية "السلام" بالعريش حيث توجد "الكتيبة 101" ومديرية أمن شمال سيناء، فضلا عن مقار سيادية وهيئات حكومية واستراحة للضباط.
شاحنة مفخخة بطن متفجرات
ووفقًا لشهود يقيمون قرب منطقة الهجمات، فقد كان اللافت أن "العملية تمت بشكل منسق ومتزامن، حيث استهدفت معظم نقاط التفتيش القريبة فيما بدا تمويها للضربة الأكبر التي وقعت بعد قليل واستهدفت "الكتيبة 101" بشاحنة مخصصة لنقل المياه تحمل نحو طن من المتفجرات تعرضت لإطلاق نار من القوات المتمركزة بأعلى البنايات المجاورة قبل أن تنفجر.
وذكر شاهد عيان أنه لم يكن يتوقع أن تقدم "ولاية سيناء" -وهو الاسم الذي تحولت إليه جماعة أنصار بيت المقدس بعد مبايعتها لتنظيم داعش- على مثل هذا الهجوم الضخم.
لكنه يرجع الأمر إلى تطورات كان أبرزها عملية "كرم القواديس" التي راح ضحيتها أكثر من 30 عسكريا مصريا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي والتي "هزت أركان الأساطير"، حسب قوله.
ولفت الشاهد إلى أنه رغم تكثيف الجيش حملته العسكرية على المنطقة بل توسيعها إلى العريش بعد أن كانت تقتصر على المنطقة الحدودية بين رفح والشيخ زويد، فإن الهجمات تزايدت وشملت خطف ضابط وتصفيته في مؤشر يؤكد أن المسلحين باتوا في وضع أفضل مما سبق رغم الحملة المكثفة.
وأشار إلى أن مواقع تابعة لما يعرف ب"ولاية سيناء" نشرت مؤخرًا صورًا لتدريبات يقوم بها مسلحوه في سيناء مع استعراض للأسلحة التي يستخدمونها في هجماتهم، وهو مؤشر يرى الشاهد -الذي رفض الكشف عن اسمه- أنه يوضح تزايد قوة هؤلاء المسلحين وامتداد نفوذهم في سيناء.
ورأى أن توسيع نطاق الحملة ليشمل مدينة العريش عاصمة المحافظة زاد من استياء الأهالي، الذين باتوا يتوقعون حملة اعتقالات مكثفة تشملهم دون أن تؤدي كالعادة إلى القبض على منفذي الهجمات.
وحسب مصادر طبية، فقد سقط أكثر من 30 قتيلا وأكثر من 70 جريحا في سلسلة هجمات إرهابية تبنتها جماعة أنصار بيت المقدس سابقًا واستهدف أبرزها مقر "الكتيبة 101" للجيش المصري، فضلا عن عدة مواقع عسكرية وشرطية في عاصمة محافظة شمال سيناء.