بالصور: ما لا تعرفونه عن عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجزائر
شغل عبد العزيز بوتفليقة منصب وزير الخارجية الجزائري بعد انتهاء الاستعمار الفرنسي للمنطقة وناصر في حينه الدول التي ظهرت في أعقاب العصر الاستعماري متحدياً ما عرف باسم "الهيمنة الأمريكية" وتعاون مع القائد اليساري تشي غيفارا وقدم اول تدريب عسكري لنلسون مانديلا.
وخلال فترة حكمه منحت الجزائر حق اللجوء للناشط والكاتب الأمريكي الدريدج كليفر ودعا بوتفليقة، بصفته رئيساً للجمعية العامة للأمم المتحدة، ياسر عرفات لإلقاء خطاب أمام المنظمة الدولية في 1974، في خطوة تاريخية صوب الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية.
وأثارت دعوة عرفات لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة عاصفة، إلا أنه أصر على ذلك، ليكون شاهداً على الكلمة التاريخية للزعيم الفلسطيني الراحل الذي خاطب الجمعية العامة في نيويورك.
تعرض بوتفليقة بعدها لانقلابات سياسية اضطرته للعيش خارج الجزائر في نهاية السبعينيات إلا أنه رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية وفاز بمنصب رئيس للمرة الأولى عام 1999 وتفاوض على هدنة لإنهاء القتال وانتزاع السلطة من المؤسسة الحاكمة التي تكتنفها السرية وترتكز على الجيش.
وبفضل إيرادات النفط والغاز تحسنت الأوضاع في الجزائر وعمها قدر أكبر من السلام وأصبحت أكثر ثراء. لكن لا يزال الفساد والركود السياسي والاقتصادي متفشيا فيها في منطقة أدت الانتفاضات الشعبية بها إلى تغيير نظم الحكم في دول مجاورة.
تجنبت الشوارع الجزائرية الثورات الشعبية بالرغم من انطلاقها في دول مجاورة بحلول عام 2011غير أن
الاحتجاجات على سوء مستويات المعيشة ونقص فرص العمل والخدمات أصبحت شائعة ويتطلع المستثمرون الأجانب لتطبيق إصلاحات اقتصادية تقضي على البيروقراطية التي تعوق النشاط في كثير من الأحيان.
وطالب بوتفليقة بأن تحصل الصين الشيوعية على مقعد في الأمم المتحدة. وندد بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وعندما خطف إليتش راميريز سانشيز، المعروف بكارلوس الثعلب، المؤيد للقضية الفلسطينية، وزراء نفط من اجتماع لأوبك في فيينا عام 1975، طالب بنقله جوا مع الرهائن إلى مدينة الجزائر، ووثقت الكاميرات لقطات لبوتفليقة وهو يعانق كارلوس في المطار، قبل أن يجلس الاثنان للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن.
واجه بوتفليقة تحقيقات بشأن مخالفات مالية واصفاً إياها بانها ملفقة ضمن مؤامرة سياسية تحاك ضده وغادر الجزائر في أوائل الثمانينيات واستقر في دبي.
في الوقت نفسه، كانت الأوضاع قد بدأت تتدهور في الجزائر. وألغت الحكومة المدعومة من المؤسسة العسكرية انتخابات برلمانية في 1992. وفيما أعقب ذلك من صراع وقعت مذابح راح ضحيتها سكان قرى بكاملها وتعرض المدنيون في شوارع المدن للذبح.
وأعيد انتخابه في 2004 ثم في 2009 رغم أن خصومه قالوا إن الانتخابات شهدت تزويراً. ومن خلال سلسلة من المعارك الضارية على النفوذ مع قوى الأمن خلف الكواليس أصبح بوتفليقة مع بداية فترة ولايته الثالثة أقوى رئيس تشهده الجزائر على مدار 30 عامًا.
وقال بوتفليقة في خطاب ألقاه في سطيف بشرق الجزائر في مايو أيار عام 2012 إن الوقت قد حان لأن يسلم جيله الراية لقيادات جديدة.
وبعد شهور وفي أوائل 2013 أصيب بجلطة دخل على أثرها مستشفى في باريس لمدة ثلاثة أشهر. ولم يشاهد علانية إلا قليلاً منذ ذلك الحين بعد عودته للجزائر، بحسب "سكاي نيوز".
وفي تقرير الاثنين الماضي، تجنبت وكالة الأنباء الجزائرية تحديد تاريخ لكنها قالت إن بوتفليقة سيستقيل قبل انتهاء فترته الرئاسية في 28 أبريل. وذكرت محطتان تلفزيونيتان خاصتان يوم الأحد إنه قد يتنحى هذا الأسبوع.