يديعوت ترجح إبرام تهدئة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل
رجحت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية التوصل الى تهدئة طويلة الأمد بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اليوم ، والحكومة الاسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو في ظل تواصل إشهار سياسة العصا والجزرة بين الطرفين.
وقال رون بن يشاي الخبير العسكري الاسرائيلي في مقال نشره بيديعوت احرنوت ان اسرائيل وحماس في طريقهما لإبرام تهدئة ثنائية في ظل سياسة العصا والجزرة ، فالعصى تتمثل في تعزيز القوات العسكرية قبالة حدود قطاع غزة، التي تهدد بالاقتراب من حدوده. أما الجزرات، فهي التسهيلات الاقتصادية المرتقبة لسكان القطاع، ما أدى لنشوء تفاهمات أولية واتفاقات في طور التطبيق".
وأضاف أن "ذلك لا يعني التخفيف من عدد القوات العسكرية المحيطة بغلاف غزة، بل ستبقى في حالة جاهزية كاملة تحسبا لأي مفاجأة من حماس، ما يتطلب من إسرائيل العمل بكل قوة ضد الحركة، وهنا يمكن لكل الأطراف الادعاء بأنها حققت نجاحات وإنجازات".
وشرح قائلا إن "حماس نجحت في جلب عشرات الآلاف من المتظاهرين لحدود القطاع في يوم الأرض ، وفي الوقت ذاته تمكنت من التحكم بحركتهم، وضبط سلوكهم الميداني، أما إسرائيل فحافظت على جاهزيتها العسكرية، ودمجت أساليب العصا والجزرة، فيما واصل المصريون الضغط على الطرفين لإنجاز هذه التفاهمات، وعملوا على الأرض من خلال جهاز رقابي ميداني، كي لا يقتحم الفلسطينيون الجدار الحدودي".
إقرأ/ي أيضا: حماس تعطي هذه المهلة للاحتلال لتنفيذ التفاهمات في غزة
وأكد بن يشاي، وثيق الصلة بقيادة الجيش، أن "سكان غزة وصل غالبيتهم لمظاهرات السبت، وأوقفت حماس وحدات الإرباك الليلي، وأظهرت إسرائيل نوعا من ضبط النفس إزاء صواريخ السبت، كي تمنح حماس فرصة تثبيت الهدوء في غزة، مع العلم أن جميع التوقعات التي سبقت مظاهرات يوم الأرض كانت متشائمة، وتحدثت أننا أمام تصعيد عسكري خطير خلال هذه المظاهرات قد يسفر عن سقوط قتلى فلسطينيين كثر".بحسب عربي 21
وأشار إلى أن "هذا التطور الميداني كان يمكن أن ينجم عن عملية عسكرية إسرائيلية برية في قطاع غزة، لكن هذا لم يحصل، لأن حماس وصلت لقناعة أنها قد تخسر ما لديها من مقدرات، وفجأة نجح رجال المخابرات المصرية في كبح جماح هذا التوتر من خلال حراكهم الماراثوني بين غزة وتل أبيب، وإقناع قيادة حماس بأن إسرائيل جادة في نواياها بشأن التسهيلات المعيشية لسكان القطاع وتخفيف الحصار".
واستدرك بالقول إن "المبعوث القطري قدم وعدا لحماس بتقديم أربعين مليون دولار شهريا حتى نهاية العام الجاري، كما وعدت الأمم المتحدة بتمويل المزيد من المشاريع الإنسانية والتشغيلية في القطاع، التي ستوفر فرص عمل لآلاف الخريجين الجامعيين، كل ذلك دفع حماس للتوصل لنتيجة مفادها وقف كرة الثلج التي كانت تتدحرج باتجاه المواجهة العسكرية مع إسرائيل".
وختم بالقول إن "كل ذلك يؤكد أننا قد نكون أمام تحقيق تهدئة طويلة الأمد في القطاع بين حماس وإسرائيل، ولكن في حال لم تتحقق هذه التهدئة، فإن الجيش الإسرائيلي يرى أن كل خياراته ما زالت قائمة، بعد أيام أو أسبوع أو أشهر، وحماس تعلم ذلك جيدا".
وتقود مصر وقطر والأمم المتحدة، مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل، تستند على تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون قرب حدود غزة مع إسرائيل.