تل أبيب: الردع الإسرائيلي في غزة انتهى ونتنياهو يخشى عملية عسكرية واسعة
عادت وسائل الإعلام العبريّة إلى الحديث وبشكلٍ واضحٍ وجليٍّ عن أنّ قوّة الردع الإسرائيليّة لم تتآكل فقط، بل انتهت إلى غير رجعة في المُستقبل القريب، كما نقل اليوم الأربعاء، مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة يديعوت أحرونوت ، يوسي يهوشواع، عن مصادر أمنيّةٍ قال إنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، وهذا الإقرار الإسرائيليّ الرسميّ بإخفاق الردع هو بمثابة علامةٍ فارقةٍ في الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، خصوصًا في ظلّ عدم وجود تكافؤ بتاتًا في القوّة العسكريّة بين الجانبين.
عُلاوةً على ذلك، انتشرت الشائعات في وسائط التواصل الاجتماعيّ في إسرائيل، والتي أكّدت على أنّ القيادة السياسيّة في تل أبيب، ونظرًا للتوتّر الحاصِل في الجنوب، تدرس إمكانية تأجيل موعد الانتخابات العامّة المُقرّرّة في التاسِع من الشهر القادِم، لكي تتمكّن من اتخاذ قراراتٍ مصيريّةٍ بالنسبة لحكم حماس في غزّة، بمعزلٍ عن موعد الانتخابات.
على صلةٍ بما سلف، رأى المُحلّل للشؤون الأمنيّة، أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت، رأى أنّ جيش الاحتلال لا يتّم إرساله إلى غزّة للقضاء على نظام حماس، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ توجيهات القيادة السياسية للجيش كانت ولا تزال تدفع حماس إلى العودة إلى دولةٍ ضعيفةٍ، تمّ ردعها، لكنّها ما زالت مسؤولة في غزة ، على حدّ تعبيره.
وأضاف فيشمان، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة في إسرائيل، أنّه من أجل تحقيق هذا الهدف، يتعيّن على الجيش الإسرائيليّ تقويض القدرات العسكريّة لكلٍّ من حركتي حماس والجهاد الإسلاميّ، في وقت من المشكوك فيه أنْ يتمكّن الجيش الإسرائيليّ من إعادة عقرب الساعة إلى الوراء إلى تفاهمات 2014.
ولذلك، ساق المُحلّل فيشمان قائلاً إنّ المزيد من المؤشرات تقول إنّ الجيش الإسرائيليّ يستعِّد لمعركة اجتياحٍ للقطاع المحاصر، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال كانت تقوم بالاستعدادات على مدى السنوات الثلاث الأخيرة بقيادة الجنرال هرتسي هاليفي لوضع عقيدةٍ قتاليّةٍ للتعامل مع الوضع من ضمنها الحاجة للسيطرة المطولة على قطاع غزة نتيجة للعمل العسكريّ، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة، التي نقل عنها المُحلّل الإسرائيليّ.
وأضاف فيشمان أنّ هذه العقيدة العسكريّة تمّ وضعها حيّز التنفيذ فعليًا أرضًا وجوًّا بعد تولي أفيف كوخافي منصبه كرئيس للأركان، حيث أصبحت الاستعدادات لتدمير القوّة العسكريّة لحماس هي الشغل الشاغل لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ الجنرال كوخافي كان قد حدّدّ في تقييمه أنّ الوضع سيتصاعد هذا العام بعد 11 جولة من التصعيد حدثت عام 2018، كما أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب للصحيفة العبريّة.
بالإضافة إلى ذلك، تُشير تحليلات الإعلام العبريّ، الذي يعتمِد بصورةٍ كاملةٍ على تسريباتٍ مُوجهّةٍ من القيادة الأمنيّة والسياسيّة في اسرائيل، تُشير إلى أنّه بالنظر إلى الأحداث التي تنتظرها اسرائيل من الانتخابات العامّة التي ستجري في التاسع من شهر نيسان (أبريل) القادِم، ومُسابقة الأغنية الأوروبيّة (يوروفيجن)، التي ستجري في تل أبيب، وعطلة عيد الفصح لدى اليهود، فإنّ جيش الاحتلال لا يملك إلّا وقتًا قصيرًا جدًا، والعملية، شدّدّت المصادر، يُمكِن أنْ تنتهي فقط كجولةٍ أخرى من الألعاب الناريّة الكبرى، على حدّ وصفها.