الثلاث أشهر القادمة هي حُبلى بالمتغيرات، وربما ترتسم ملامح جديدة في المنطقة، خاصة أننا مُقبلون على جولات من الصدام السياسي والعسكري، وتلوح في الأفق استحقاقات انتخابية إسرائيلية.

مُجمل المتغيرات، تتعلق بالقضية الفلسطينية ومستقبلها في ظل حالة التشرذم الفلسطيني، وتبعات الانقسام الجغرافي والسياسي، الذي جعل من ملامح تلك المتغيرات أقرب للتنفيذ خلال الفترة القادمة.

ستدفع القوى الفلسطينية في قطاع غزة الجماهير الفقيرة إلى الاعتصام والمشاركة في المسيرة الكبيرة التي يتم الحشد لها في ال30 من اذار (مارس)، في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق تلك المسيرات، والتي يخشى منها الاحتلال الإسرائيلي، والتخوف الأكبر أن تجرنا هذه المرة إلى مواجهه جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل التهديد المتواصل من قوى المقاومة في الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتوقعة بحق المشاركين في تلك المسيرة.

الآن لا هدنة وفقاً للشروط الإسرائيلية والتي تريد وقف مسيرات العودة والارباك الليلي واطلاق البالونات الحارقة، الهدنة السارية هي فقط لوقف اطلاق النار والصواريخ من أجل كسب المزيد من الوقت للاتفاق على باقي الشروط، والتي ترى فيها المقاومة أنها غير مُرضية لها، فلا مكاسب سياسية لقوى المقاومة في غزة من هذه التهدئة ولن تقدم تهدئة مجانية تساهم في تحقيق أمنيات نتنياهو، بتحقيق الهدوء في محيط مستوطنات الجنوب، أمامنا جولة جديدة من النقاشات والحوارات واعطاء المزيد من الوقت للوسطاء من أجل التوصل لاتفاق يُرضي جميع الأطراف.

اسرائيل ونتنياهو بأمس الحاجة للتهدئة، ولكن خيارهم ببقاء التلويح بالعصا في وجه المقاومة الفلسطينية، هي السياسة التي اختارها الان ضد قطاع غزة، وذلك لتخفيف وطأة الصدام يوم 30 مارس، وكي يُبقي خيار اغتيال قيادات قوى المقاومة الفلسطينية مفتوحاً امام قوات الاحتلال الاسرائيلي، ولكي يترك باب الخوف والقلق مفتوحاً للفلسطينيين على أن تعود سياسة الاغتيالات بحق القيادات الفلسطينية، فإن قرار الاحتلال بعدم التوصل لتهدئة مُعلنة بين الاطراف يصب في مصلحة اسرائيل، لضمان ان قوى المقاومة الفلسطينية لن ت فتح النيران تجاه اسرائيل بعد التزامهم بالوساطة والدور المصري، بعدم اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل، وابقاء الكرة في الملعب الاسرائيلي، عدم الوصول للتهدئة يستهدف مسيرات العودة بالتحديد. اسرائيل لن تقصف في القطاع ولكنها تريد ان تُبقي الخوف والرعب يسير في الشوارع وتبحث عن اي صيد ثمين، وترسل له رسائل تهديد من خلال وزرائها بضرورة عودة الاغتيالات لقوى المقاومة، وذلك من اجل تخفيف تحركات تلك القيادات وعدم قدرتهم على انجاح مسيرة العودة في أواخر مارس الحالي.

سيبقى قطاع غزة مُشتعلاً حتى اجراء الانتخابات الإسرائيلية وانتظار المُنتصر فيها، لتتضح ملامح العلاقة الجديدة التي سوف تتبناها وتنتهجها مع قطاع غزة، وكيف ستتعامل تلك الحكومة مع الأزمة الإنسانية التي تضرب القطاع، وكيف ستواجه الاف الفقراء الذين يتدفقون للحدود للاحتجاج على تردي أوضاعهم الاقتصادية والإنسانية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد