العوض تعقيباً على قرار ترامب بشأن الجولان: القرار يمثل سابقة خطيرة

وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني:" إن ما أقدم عليه الرئيس ترامب هو امتداد لسياسته التي يمارسها منذ وصل لسدة الحكم قبل 3 سنوات فهو يتصرف كتاجر عقارات يبيع ويشتري في كل المجالات بما فيها الأراضي العربية المحتلة".

وأضاف العوض، خلال مقابلة تلفزيونية مساء الثلاثاء ،:" توقيعه شبيه بما قام به بلفور قبل مائة عام منح ما لا يملك لمن لا يستحق وبتصرفاته هذه يريد أن يوزع الأراضي العربية والفلسطينية ويقدمها كهدايا انتخابية لنتنياهو ويستثمرها لتعزيز موقعه الانتخابي في الولايات المتحدة لولاية رئاسية ثانية".

وحول الموقف العربي من الأحداث الجارية، أوضح أن حالة الضعف والهوان العربي الذي تعيشه المنطقة العربية منذ أكثر من ربع قرن وحالة التفكك التي تمر بها وانشغالها بأزماتها الداخلية التي فجرتها الولايات المتحدة عبر أعوانها، وارتكازها على قوى الإسلام السياسي وقيامهم بإضعاف الدول العربية وإحداث انشغالات داخلية وأزمات سياسية واقتصادية مما أتاح الفرصة للولايات المتحدة ولترامب أن يتصرف بهذا الشكل من العنجهية والعنصرية.

وقال:" انه من جانب آخر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية بدأت الولايات المتحدة تتصرف بأنها ليست والية على المنطقة العربية فحسب بل هي والية على العالم بالرغم من حالة المنافسة التي تقوم بها روسيا والصين من حين لآخر.

وأضاف:" إننا نشاهد أثار الهيمنة الأمريكية فيما يتعلق بالمنطقة العربية حيث يأتي اليوم قرار ترامب بعد منح القدس كعاصمة لدولة الاحتلال بشكل منافي لكل قرارات الشرعية الدولية، وتوقيعه على ضم الجولان هو تناقض صارخ مع الشرعية الدولية وهذا ي فتح الباب لتصرف أكثر خطورة فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني فهذا يفتح المخاطر على توقيعه الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الفلسطينية المحتلة مع التركيز على قيام كيان غير معرف في قطاع غزة تجري المفاوضات بأشكال مختلفة من اجل تكريسه وتحويل الانقسام إلى انفصال".

وتابع:" بالعودة للخلف نرى أن محاور صفقة القرن غير المعلنة حتى الآن هي خمسة (القدس، اللاجئين، المستوطنات، فصل قطاع غزة، وتبديد التمثيل السياسي الفلسطيني) المتتبع للأحداث يلاحظ أن التطبيق الفعلي لهذه الخطة الجهنمية (صفقة ترامب) يجري على الأرض، ففيما يتعلق بالقدس أعلن ترامب موقفه ونقل سفارته بالرغم من الرفض الدولي الواسع".

وأوضح أنه فيما يتعلق باللاجئين، حجب الأموال التي كانت تقدم للاجئين و الأونروا كمقدمة لتصفية قضية اللاجئين لكن تمكنت منظمة التحرير بعلاقاتها مع الأونروا والأمم المتحدة أن تواجه هذه الخطوة لكنها قد تكون غير قادرة على مواجهتها لاحقاً، وهناك احتمالات تكرار ما طبق في الجولان على الضفة الغربية وهذا أمر في غاية الخطورة ويجب أن يكون ماثلا أمام كل الحركة السياسية والشعبية الفلسطينية، والمحاور الأخرى تبديد التمثيل الفلسطيني الموحد وفصل غزة جميع هذه المحاور مازالت عملية تنفيذها تجري رويدا رويداً، وتارة بأصباغها ثوب إنساني، وتارة أخرى ثوب عنيف، لذلك على كل شعبنا الفلسطيني أن يكون حذرا من هذه المخاطر خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وأردف العوض قائلاً:" أعتقد أن ما سيقدم عليه ترامب بالنسبة للضفة الفلسطينية وقضية اللاجئين سيكون بعد الانتخابات الإسرائيلية وقبل الانتخابات الأمريكية، وهذا يتطلب سياسة فلسطينية وعربية تختلف عن الاكتفاء بالرفض والإدانة، وملامح هذه السياسة رسمت في قرارات المجلسين الوطني والمركزي، ولا يكفي أن تصدر هذه القرارات فيجب أن تدخل هذه القرارات حيز التنفيذ فوراً، وعدم انتظار بيانات الشجب والإدانة.

واستطرد:" أعتقد أن القمة العربية التي ستعقد بعد أيام في تونس أمام تحديات كبيرة ويجب أن تأخذ في عين الاعتبار هذه المخاطر والحكومة الفلسطينية الجديدة يجب أن يكون برنامجها واضحاً في مواجهة هذه المخاطر ووضع خطة متكاملة فلسطينية وعربية لدرء هذه المخاطر".

وقال: " أعيد وأكرر أن القرارات التي يتخذها ترامب تمثل أقصى درجات الغطرسة والعنجهية التي لم يعرفها التاريخ عندما يقوم بالتوقيع على قرارات تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية وهذا معناه انه يمضي في غطرسته وغيه ويدير الظهر لكل أصوات الاعتراض".

وأوضح أن الغطرسة والتعنت الذي يتميز به ترامب يتطلب مواجهة ثلاثية الأبعاد مواجهة فلسطينية فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني وهذا يتطلب تصعيد الكفاح الوطني بكل الأشكال التي يسمح بها القانون الدولي ومواجهة عربية مما يتطلب رفع مستوى التنسيق ما بين الدول العربية التي لها ارض محتلة، وهنا لابد من إحياء الروح لما سبق أن طرحناه من ضرورة التنسيق الفلسطيني اللبناني السوري فهذه الدول التي لها أرض محتلة يجب أن تنسق فيما بيتها وفق خطة ثلاثية تعرض على القمة العربية من اجل تبنيها و الانتقال إلى تحرك دولي واسع في هذا السياق وهذه الخطة سبق وان قدمها الرئيس الفلسطيني أبو مازن للرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني مشيل عون علينا أن نحيي هذا النفس

وتابع:" إن المسار الآخر هو المسار الدولي تعميق العلاقة مع الأصدقاء الروس ومع الصين من اجل نقل القضية برمتها إلى ما هو أوسع من تفرد الولايات المتحدة في هذا المجال بغير ذلك ستتقدم الولايات المتحدة بمزيد من الغطرسة ليس فقط بحق فلسطين وسوريا ولبنان بل ستتسع دائرتها لتشمل مصر والأردن وغيرها من الدول العربية ولا يظن أحد انه بمأمن عما جاء في كاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون عندما قالت إنهم بصدد فرض نظام جديد في المنطقة يرتكز على تمكين دولة الاحتلال من السيطرة على كل خيرات المنطقة العربية من النيل إلى الفرات".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد