رفضٌ عربيّ لقرار ترامب اعتبار الجولان المحتل يتبع لسيادة إسرائيل

تنديد عربي جامع لقرار ترامب باعتبار الجولان السوري المحتل يتبع لسيادة "إسرائيل"

لقي اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل معارضةً واسعة من العالم العربي الذي أكد تبعية الهضبة لسوريا، مشيراً إلى أن هذا الإجراء انتهاك للقرارات الدولية.

فقد أعلنت السعودية رفضها التام واستنكارها لما وصِف بالإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن السعودية أكدت على موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، حيث دعت كافة الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

فيما أعربت مملكة البحرين عن أسفها لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، مؤكدة عبر وزارة خارجيتها على موقفها الثابت باعتبار هضبة الجولان أراضي عربية سورية محتلة من قِبل إسرائيل في يونيو 1967، بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي.

وكان لبنان أول دولة عربية باستثناء سوريا أدانت توقيع ترامب على المرسوم حول الجولان، حيث قالت الخارجية اللبنانية في بيان:" إن هذا القرار يخالف كل قواعد القانون الدولي ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل، فمبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتُعاد لا يبقى من سلام ليُعطى".

وأكدت الوزارة أن "هضبة الجولان أرض سورية عربية، ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزيف التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر"، موضحة:" وإذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها، وهي لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل، كما لن تنفعها حربها الجديدة على غزة والتي ندينها بشدة".

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، فقد أدان بشدة قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، والغارات الإسرائيلية على غزة.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان مرة أخرى أن "السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية مهما طال أمد الاحتلال، وستبقى القضية الفلسطينية و القدس بمقدساتها والأراضي الفلسطينية المحتلة خطوطاً حمراء فلسطينية وعربية ودولية لا يمكن تجاوزها".

ونقل البيان أن عباس شدد على أنه لا توجد شرعية لأحد دون قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.

وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن موقف بلاده ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل، وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم قراراً أحادياً سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم بإنهاء احتلالها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأضاف الصفدي أن موقف المجتمع الدولي إزاء الجولان واضح، يجسده قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981، الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل، وأكد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل، واعتبر القرار الإسرائيلي باطلاً ولاغياً.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية على لسان المتحدث باسمها أحمد الصحاف أن دعوة الولايات المتحدة إلى الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري تعطي الشرعية للاحتلال وتتعارض مع القانون الدولي.

وأضاف الصحاف أن العراق يؤيد قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، التي تنص على إنهاء الاحتلال، مؤكداً أن تقادُم زمن الاحتلال في وضع يده على الأرض التي احتلها، لا يكسبه الشرعية في السيادة عليها.

فيما أعربت الكويت على لسان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله عن أسفها من القرار الأمريكي المتعلق بالجولان، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع اتخاذ إجراءات من شأنها "احتواء الاحتقان في المنطقة".

وأكد الجار الله أن قرار ترامب سيؤدي إلى مزيد من التوتر وتدهور عملية السلام المتعثرة أصلا، مشدداً على موقف بلاده الثابت من أن الجولان أرض سورية محتلة، كما أشار إلى أن قرار ترامب يخالف القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والقرار 497 الذي يدعو إسرائيل إلى عدم ضم الجولان.

وطالبت الكويت عبر موقفها مَن وصفتهم بـ "الأصدقاء" الأمريكيين بالتراجع عن هذا القرار؛ لما سيثيره من ردود فعل وتداعيات سلبية.

من جانبها، أعربت قطر عن رفضها لاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة الكيان الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية، وجددت في بيان لوزارة خارجيتها، "تأكيدها على موقفها المبدئي الثابت بأن هضبة الجولان أرض عربية محتلة".

وشددت قطر على ضرورة امتثال الاحتلال الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية بالانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها هضبة الجولان، مؤكدة أن أي قرارات أحادية للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ستشكل عائقاً كبيراً أمام السلام المنشود بالمنطقة.

وانتقد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبراً إياه "قراراً باطلاً شكلاً وموضوعاً".

وشدد أبو الغيط في بيان صادر عنه على أن إعلان ترامب يعكس "حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم"، بحسب موقع روسيا اليوم.

وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الإعلان الأمريكي لا يغير شيئاً في وضعية الجولان القانونية، مؤكداً أن الجولان أرض سورية محتلة لا تعترف أية دولة بسيادة إسرائيل عليها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد