إعمار غزة يتلاشى والمشردون يدفعون ثمناً باهظا

غزة / خاص سوا / ازدادت في الآونة الاخيرة التصريحات التي تؤكد ان قضية إعادة إعمار قطاع غزة بدأت تتلاشى رويداً رويداً ، في ظل عدم إيفاء الدول المانحة بتعهداتها المالية ، وسط تحذيرات من انفجار وشيك قد يحدث في غزة جراء تأخر الاعمار.


ويرى المحلل الاقتصادي سمير أبو مدللة ان مسؤولية تأخر عملية الاعمار تقع على عاتق الحكومة الاسرائيلية التي تنصلت من اتفاق القاهرة الأخير، الذي وقعته مع الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية ،إضافة الى الدول المانحة وعلى رأسها الدول العربية ،وحكومة التوافق الوطني بسبب وجود مناكفات سياسية بين حركتي ( فتح و حماس ) .


وعبر أبو مدللة في حديث مع وكالة (سوا) عن خشيته من تكرار سيناريو مؤتمر الاعمار عام 2009 الذي عقد في مدينة شرم الشيخ ،والذي تعهدت به الدول المانحة بتوفير 4 مليار $ ولكن لم يصل منها شيء على أرض الواقع ،ما لم يكن هناك حكومة تتولى عملية الاعمار ورفضت الدول المانحة التعامل مع حكومة غزة السابقة .


وقال باسل ناصر مدير البرامج في مؤسسة برنامج الامم المتحدة الانمائي الـ(UNDP) في الثاني والعشرين من هذا الشهر ان عملية إعادة اعمار قطاع غزة تواجه مشكلتين أساسيتين الأولى تتمثل بالتمويل الشحيح الذي يصل الى الجهات ذات الاختصاص والثانية متعلقة بآلية إدخال مواد البناء لغزة .


وبين أبو مدللة ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) تحدثت عن نقص حاد في الأموال المقدمة إليها لإعادة الاعمار ،حيث أنها قررت 700 مليون دولار لإصلاح بيوت اللاجئين ولكن لم يصل حسب التقديرات سوى 20% منها وأموالها ستنتهي بنهاية هذا الشهر .


وأوضح ان القوى والفصائل الفلسطينية هي من يتحدث عن انفجار في قطاع غزة .


ويعتقد أبو مدللة ان الأوضاع صعبة للغاية في ظل تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة ، في ظل تجديد اسرائيل لحصارها وتخلف عملية الاعمار فهذا بكل تأكيد سينذر بعواقب وخيمة خلال الفترة المقبلة.


وقال الدكتور احمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أن غزة على حافة انفجار في ظل تأخر الاعمار وتشديد الحصار على القطاع، مشيرا الى ان الأوضاع في قطاع غزة تتجه نحو الانفجار والغليان بسبب العراقيل الاسرائيلية والدولية وبعض الأطراف المحلية لإعادة الاعمار.


بدوره أكد المحلل السياسي والمحاضر في جامعة الأزهر بغزة د. مخيمر أبو سعدة ان المناكفات السياسية والخلافات بين (فتح وحماس) أثرت على عملية إعادة الاعمار.


وأوضح في حديث مع وكالة (سوا) ان الاموال التي تبرعت بها الدول المانحة ،اشترطت تحويلها لحكومة التوافق الوطني التي هي مسؤولة عن عملية الاعمار ،مشيرا الي ان عدم تمكين الحكومة من العمل فلن يكون هناك إعمار للقطاع.


وأشار أبو سعدة الى ان الرئيس عباس أكد في أكثر من مناسبة بانه لن يكون هناك اعمار دون تمكين الحكومة من العمل بغزة، مبيناً ان تسريع عملية الاعمار مرتبط بشكل كبير في المصالحة وتمكين الحكومة بغزة واستلامها للمعابر.


وقال ان الأوضاع في قطاع غزة كارثية بعد 5 شهور على انتهاء الحرب ، ولم يحدث أي تغيير على أرض الواقع .


وبين ان الآلية التي وضعت لإعادة الاعمار بطيئة جداً وهي عبارة عن تنظيم للحصار المفروض على غزة .


ويتفق أبو سعدة مع أبو مدللة بأن أوضاع المشردين ستبقى على حالها كما حدث بعد انتهاء العدوان الأول على قطاع غزة عام 2009 .


وحذر أبو سعدة من ان بقاء الأوضاع على حالها دون تغيير قد يولد انفجار وثورة وعدم استقرار في غزة .


وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/تموز الماضي، حربا على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، من بينهم 489 امرأة، وجرح 11 ألفا آخرين وفق إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد