مؤتمر بفيينا يناقش حل دولة واحدة للقضية الفلسطينية

فيينا / سوا / نظم المعهد النمساوي للحوار الدولي (غير حكومي) مؤتمراً بعنوان "تشكيل دولة فلسطين.. التقييم والطريق إلى الأمام) ناقش الحلول البديلة لحل الصراع في الشرق الأوسط على أساس دولة واحدة وليس دولتين.

وشارك في المؤتمر الذي عقد أمس الاثنين، سياسيون وخبراء في شؤون الشرق الاوسط وأكاديميون وإعلاميون من النمسا واوروبا وأمريكا، كما حضره سفراء عرب في مقدمتهم سفير فلسطين في النمسا وممثلها الدائم أمام المنظمات الدولية في فيينا صلاح الرفاعي.

وبحسب وثائق المؤتمر، يهدف المؤتمر إلى البحث في عملية السلام على مدى عشرين عاماً وما تم تحقيقه والعقبات والتحديات التي تواجهه، فضلاً عن حقوق المواطنة ونماذج بديلة لتشكيل دولة في فلسطين/ إسرائيل، على ضوء ما يقرب من 20 عاما من عملية أوسلو للسلام.

وناقش المؤتمر وضع الدولة الفلسطينية بعد حصولها على الاعتراف الدولي، في ظل وجود أكثر من 500 ألف مستوطن يهودي إسرائيلي في الضفة الغربية، وإضفاء الطابع المؤسسي على نقاط التفتيش الإسرائيلية والتصاريح التي ترسخ نظام الفصل وحرمان الفلسطينيين من الحقوق الوطنية والمواطن، والشلل الذي أصاب مفاوضات الوضع النهائي.

وقالت ليلى فرسخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماستشوستس بولاية بوسطن الامريكية ان "هناك تفكير بين المثقفين الفلسطينيين واللاجئيين وآخرين في الضفة و غزة لمحاولة إحياء حل الدولة الواحدة تشمل كل المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين بحقوق متساوية".

وأضافت، ان "السؤال المطروح الآن هو تحويل المشروع لدراسة تتضمن البحث في العواقب السياسية في سبيل تحقيق هذا الهدف".

وحول اهم المعوقات، أشارت فرسخ إلى "عدم وجود حركة سياسية تنادي بالدولة الواحدة، رغم وجود نشطاء ينادون بحماية حقوق الفلسطينيين سواء داخل دولة واحدة أو في إطار دولتين".

وأضافت ان "غياب الضغط السياسي الدولي على إسرائيل لتطبيق القوانين والقرارات الدولية، يجعل التفكير في حل آخر ولو كان أصعب أمر ملح".

ورداً على سؤال حول ترويج المؤتمر لحل معين ، قالت ليلى فرسخ أن الهدف ليس تبني موقف معين، بل التفكير والبحث عن حل بديل في الوقت الضائع.

وحول الذكرى ال 70 لتحرير معسكر الهولوكوست في بولندا (أوشفيز) قالت إن "الاسرائيليين يستغلون قضية الهولوكوست لأغراض سياسية بحتة لمد المشروع الصهيوني، حيث تريد دائماً ان تظهر في صورة الضعيف والضحية الأبدية في ظل وجود خوف دائم من الاتهامات بمعاداة السامية".

من جانبه، قال طارق دانا أستاذ مساعد في العلوم السياسية بجامعة الخليل، إن "القضية وصلت إلى طريق مغلق نهائياً امام حل الدولتين الذي فرضه الوقاع الفلسطيني من خلال شروط اوسلو".

وشدد على "ضرورة أن يفكر القادة الفلسطينيون في استراتيجية جديدة للخروج من الوضع المتأزم".

ودعا دانا الفلسطينيين لتنظيم أنفسهم وبيتهم الداخلي بشكل أكثر فعالية ووضع استراتيجية جديدة للخروج من مرحلة الجمود الراهنة، مما يتطلب بالضرورة حلول جديدة برؤية وتوجهات جديدة من اجل تقديم حل كبير يقوم على مفهوم الدولة الواحدة بأشكالها المتنوعة، مشيراً غلى وجود قناعة دولية وفلسطينية بأن إسرائيل أجهضت حل الدولتين.

أما السفير الفلسطيني في النمسا وممثلها الدائم امام المنظمات الدولية بفيينا صلاح عبد الشافي فاعتبر أن "المؤتمر أكاديمي بمشاركة مؤسسات أكاديمية بهدف بحث خيارات أخرى بخلاف حل الدولتين على ضوء الاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي الفلسطينية والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري".

واعرب السفير الفلسطيني في تصريحات خاصة للأناضول عن عدم مشاركته المؤتمر في الرأي.

وتابع: "نعتقد أن الخيار العملي هو حل الدولتين لأن قرارات الشرعية الدولية التي نستند إليها في نضالنا تعترف بحق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته على الأراضي المحتلة في عام 1967".

وأضاف أن "التخلي عن هذا الخيار سيفقد الفلسطينيين سلاح هام هو الشرعية الدولية"، محملاً إسرائيل المسؤولية في حالة فشل حل الدولتين.

وحول القضية الفلسطينية وقضية الهولوكوست رفض السفير الفلسطيني الربط بينهما، منوهاً إلى أنه "لم تقم دولة إسرائيل عندما حدثت المحرقة".

واختتم أن "الشعب الفلسطيني دفع ثمن جرائم ارتكبت في اوروبا ضد الهيود بلا ذنب ولا جريرة".

ومعهد الحوار الدولي بفيينا هو واحد من أقدم مؤسسات التعاون الإنمائي في النمسا تأسس في يوليو/ تموز 1962 وهو مؤسسة فكرية تهتم بقضايا التنمية العالمية. 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد