4 أسرار مالية يخفيها الأغنياء عن الناس
يعتقد كثيرون أنّ الأثرياء حول العالم ربما يعيشون في عالم آخر ومختلف، عالم يتّسم بالرفاهية المفرطة والغنى الفاحش ويكون بعيدًا عن المخاوف المالية التي يعاني منها أفراد الطبقة المتوسطة المجتهدة، عالمٌ لا خوف فيه ولا قلق، لكن ثمّة أسرار تكشف غير ذلك.
ويظن الكثير من الناس أن هناك أسرارا للانضمام إلى طبقة الأثرياء أو النخبة، وتتضمن في أغلب الأحيان وراثة أحد الأقارب الأثرياء لكن الحقيقة هي أنها تأتي من الحافز والتخطيط المالي الذكي.
وفي الواقع ما هو أدناه لا يشكل أسرارا، وإنما تشكل غالبا ما يفصل الأثرياء عن أولئك الذين يتمنون.
وبحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز عربية"، فإنّ هذه 4 من "الأسرار" التي يمكن أن تساعد أي عامل على تنمية ثروته.
1. يجب أن تعمل أموالك لأجلك وليس العكس
تقول الحكمة التقليدية إنك يجب أن تعمل بجد وجهد لتكوين ثروة، وهناك صحة في هذا القول، لكن إذا كانت وسيلتك الوحيدة للحصول على دخل تتضمن الإتجار بالوقت مقابل المال، عندها تكون إمكانيات حصولك على دخل محصورة بعدد الساعات خلال أسبوع عمل.
ويدرك الأثرياء أن كسب المال لا يتطلب دائما العمل الجاد والشاق، وهم يستغلون أي فرصة لتوليد مصادر جديد من الدخل السلبي.
ويمكن أن يأتي الدخل السلبي من مصادر عديدة، بما فيها تأجير العقارات أو رسوم الامتيازات على الأعمال الإبداعية أو الاستثمار.
وبالتأكيد لا يحتاج المرء إلى كثير من المال للبدء في استثمار ما، ولكن من المهم تنويع الحقيبة المالية بحيث لا يتعرض للكثير من المخاطر.
لا تحاول "توقيت" السوق من خلال عمليات البيع والشراء بحسب ارتفاع وانخفاض الأسهم، فهذا النهج مضمون للخسارة تقريبا. وسيكون المرء في أفضل حالاته إذا ما استثمر في شراء استثمارات عالية الجودة واحتفظ بها على المدى الطويل.
ومن المهم فهم التكاليف المرتبطة بمصادر الدخل السلبي كلها، فعلى سبيل المثال، إذا كان المرء يدير العديد من العقارات المؤجرة، فقد تكون هناك تكاليف صيانة تستهلك جزءا كبيرا من الدخل، وبالمثل، عند الاستثمار، فقد تكون هناك تكاليف مرتبطة بمخرجات الاستثمار، مثل رسوم كل عملية تداول أو نسب الإنفاق على صناديق الأموال المشتركة.
والإبقاء على هذه النفقات متدنية يساعد في زيادة الأرباح والمكاسب.
2. مواكبة حياة بعض الأثرياء ستكلف كثيرا
يعتقد كثير من الناس أن الأثرياء يعيشون بالضرورة حياة مترفة وباذخة، وفي حين أن هذه صحيح بالنسبة إلى البعض، فإنه لا ينطبق على الكثير من الأثرياء، ذلك أن فإن العديد من الأثرياء قد وصلوا إلى مكانهم من خلال العيش بشكل مقتصد واستثمار جزء كبير من أرباحهم.
فعلى سبيل المثال، يعيش وارن بافيت، أحد أثرى أثرياء العالم، في نفس المنزل الذي اشتراه عام 1958 مقابل 31500 دولار، ولا يزال رئيس أمازون، جيف بيزوس، أثرى أثرياء العالم، يقود سيارته هوندا أكورد رغم أنه أصبح ملياردير.
وربما يكون من الصعب تجنب إغراء الإنفاق أكثر من الإمكانيات المتاحة، ولكن من المهم مقاومة هذا الإغراء، وإلا فإن المرء سيجد نفسه غارقا في الديون، ولا يتمكن بالتالي من الادخار من أجل المستقبل.
ومن هنا، من الضروري أن يحدد المرء لنفسه ميزانية، ويحاول أن يقتطع أو يخصص 20 في المئة على الأقل من دخله للتوفير والادخار طالما أمكنه ذلك.
وعندما يحصل المرء على زيادة في الراتب أو علاوة، عليه أن يزيد مقدار ما يدخره أو يوفره شهريا. وإذا كان يعاني من الدين، فعليه محاولة سداده.
3. الوقت هو العملة الأكثر قيمة
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإن الأصول الأكثر قيمة للمرء هي الوقت، وتعتبر الأموال التي يساهم بها في وقت مبكر من حياته أكثر قيمة من الأموال التي يساهم بها لاحقا، وذلك بفضل الفائدة المركبة.
وفي البداية، سيربح فقط الفائدة على مساهماته الأولية، ولكن بمرور الوقت، سيبدأ في كسب الفائدة، مما يساعد على زيادة رصيده بشكل أسرع، فعلى سبيل المثال، إذا استثمر المرء 10000 دولار عندما كان عمره 25 عاما، فسيكون هذا أكثر من 217000 دولار في الوقت الذي يصل فيه إلى 65 عاما، بافتراض معدل عائد سنوي قدره 8 في بالمئة، لكن إذا انتظر 10 سنوات لاستثمار 10000 دولار، فسيكون هذا في نهاية الأمر 101000 دولار فقط.
ولا شك أن المساهمة الصغيرة يمكن أن تتحول إلى مبلغ كبير بمرور الوقت، لذلك من الأفضل أن يبدأ منذ هذه اللحظة بدلا من الانتظار حتى وقت لاحق.
4. من الأفضل عدم المضي قدما وحيدا
ثمة معلومة مهمة، وهي أن الأثرياء لا يعرفون بالضرورة عن كثير من الأمور المالية أو الاستثمار، ولكنهم يفهمون قيمة نصائح الخبراء والاختصاصيين.
وفي حين أن بعض الناس قد تحبطهم تكلفة تعيين مستشار مالي لإدارة أموالهم، فإن الأثرياء يدركون أنه بمساعدة مستشار يمكن أن تنمو أموالهم بشكل أسرع مما لو كانوا يديرونها بمفردهم.
وقد يكون المستشار المالي قادرا على اقتراح استثمارات أو استراتيجيات ربما لم تخطر على بال أو لم يأخذها المرء بعين الاعتبار لتحقيق الأهداف المالية المبتغاة بصورة أسرع.
ومن الأهمية بمكان أن يختار المرء مستشارا ماليا مسجلا مع منحه مسؤولية التصرف بالنيابة عن وكلائه، وغالبا ما يقدمون نصائح شاملة، وهم لا يكسبون من الرسوم أو عمولات على الاستشارات الاستثمارية التي يبيعونها لك، لذلك لا داعي للقلق بشأن أي تضارب محتمل في المصالح.
نادراً ما تأتي الثروة بين عشية وضحاها، ولكن لكون المرء يتحمل مسؤولية أمواله، ويبحث عن مصادر دخل جديدة ويطلب المساعدة عندما يحتاج إليها، يمكن أن تنمو ثروته الصافية بثبات بمرور الوقت.