مركز حقوقي يُجري تحقيقًا في جريمتي إعدام ارتكبهما الاحتلال مؤخرًا

المركز الفلسطيني- ارشيفية

أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ظهر يوم الخيمس، تحقيقًا في جريمتين منفصلتين من جرائم القتل بدم بارد من قبل الاحتلال الإسرائيلي. 

وأكد المركز وفق ما ورد "سوا"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل (3) مدنيين فلسطينيين وتصيب آخر بجراح في محافظتي نابلس و بيت لحم .

وجاء نص التحقيق كما يلي:

في جريمتين منفصلتين من جرائم القتل بدم بارد، قتلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي (3) مدنيين فلسطينيين في محافظتي نابلس وبيت لحم، وأصابت مدنياً رابعاً بجراح خطيرة في ساعات مساء أمس واول أمس. يأتي اقتراف هاتين الجريمتين الجديدتين في ظلّ حالة التصعيد التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتدلل هاتان الجريمتان، وغيرهما من جرائم القتل التي اقترفتها قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة تعمد إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المواطنين الفلسطينيين. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين هاتين الجريمتين، ويحمّل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن توتير الأوضاع في الأراضي المحتلة، ويدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والتدخل الفاعل لوقف جرائم قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، والعمل على توفير الحماية لهم.     

واستناداً لتحقيقات المركز حول الجريمة الأولى، ففي ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 19/3/2019، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، لحراسة مئات المستوطنين الذين كانوا يستعدون لدخول المدينة لأداء صلواتهم التلمودية في "قبر يوسف". وبعد حوالي (15) دقيقه من بدء عملية الاقتحام، فتحت قوة راجلة من جنود الاحتلال، كانت تتستر خلف جدران العمارات والمحال التجارية في مدخل طريق فرعي موصل إلى شارع عمان، النار تجاه سيارة مدنية فلسطينية من نوع (بيجو 106) حمراء اللون، كان في داخلها المواطنان رائد هاشم محمد حمدان، 21 عاماً؛ وزيد عماد محمد النوري، 20 عاماً، وكلاهما من سكان مدينة نابلس. وفي أعقاب ذلك حضرت جرافة عسكرية إسرائيلية وهرست السيارة، وقلبتها عدة مرات مسافة 20 متراً قبل أن تقوم بمصادرتها، وتنقل جثماني المذكورين إلى معسكر حوارة، جنوب المدينة. وفي تلك الأثناء حاولت سيارة إسعاف فلسطينية الوصول إلى الضحايا عدة مرات، إلا أنّ جنود الاحتلال منعوها من التقدم، وأطلقوا النار تجاهها، وأصابوها إصابة مباشرة في مقدمتها. وفي حوالي الساعة 5:00 صباح يوم الأربعاء الموافق 20/3/2019، وبعد انسحابها من المدينة، سلمت تلك القوات جثماني القتيلين إلى سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على حاجز حوارة، وتم نقلهما إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، وتبين أن رائد مصاب بعدة أعيرة نارية في الصدر والكتف وتهتك في يده، وأن زيد مصاب بعدة أعيرة نارية في الظهر والرأس وهناك تهتك في خلفية الرأس. وفي أعقاب ذلك ادعت قوات الاحتلال أنها تعرضت لعملية إطلاق نار من سيارة مسرعة في شارع عمان دون وقوع إصابات، إلا ان افادات شهود العيان لباحث المركز، تنفى نفيا قاطعا ان الجنود تعرضوا لإطلاق نار.  ولإخفاء معالم جريمتها، قامت تلك القوات بمصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة على المحلات التجارية في المنطقة.

واستناداً لتحقيقات المركز حول الجريمة الثانية، وما أفاد به شهود العيان لباحثته، ففي حوالي الساعة 9:30 مساء يوم الأربعاء الموافق 20/3/2019، كان المواطن علاء محمد غياظة، 38 عاماً، يقود سيارته، وهي من نوع "اوبل"، وكان يستقلها برفقة زوجته وطفلتيه عائدين من زيارة أنسبائه في قرية ارطاس، جنوب مدينة بيت لحم، إلى بلدة نحالين، غرب مدينة بيت لحم، سالكاً طريق محطة "النشاش". وعند وقوفه أمام

الإشارة الضوئية احتكت بسيارته سيارةٌ من الخلف، فترجل من سيارته ليتفقدها. وعلى الفور، فتحت مجندة كانت متواجدة في برج المراقبة القريب من الحاجز النار باتجاهه، ما أسفر عن إصابته بعدة أعيرة نارية في البطن. شاهد المواطن أحمد جمال محمود مناصرة، 26 عاما، من سكان قرية وادي فوكين، غرب المدينة، والذي كان يسير بمركبته، وهي من نوع "جيب"، خلف مركبة غياظة، الحادث، فقام على الفور، وبرفقة شبّانٍ كانوا متواجدين قرب الحاجز بنقل الجريح غياظة إلى مستشفى اليمامة في بلدة الخضر. ووفق فيديو مصوَّر من كاميرات مراقبة مستشفى اليمامة، ظهر مناصرة وهو يقوم بنقل الجريح غياظة إلى داخل المستشفى، ثم وهو يهمّ بمسح آثار الدماء عن المقاعد الخلفية لسيارته، لينطلق بها باتجاه حاجز النشاش مجدداً. وعند وصول مناصرة لمركبة المصاب لتفقد عائلته وإخلائهم منها، أطلقت قوات الاحتلال النار تجاهه مما أدى إلى إصابته بثمانية أعيرة نارية، أصابت ستة منها صدره وكتفه ويده، ما أدى إلى مصرعه قبل أن يتم نقله إلى مستشفى بيت جالا الحكومي. وأكد شهود العيان أن مناصرة بدا قلقاً بعد وصوله مستشفى اليمامة، وإسعافه للمصاب، حيث أجرى عدة مكالمات هاتفية، ثم سأل شاباً بجانبه عن الوقت الذي تستغرقه سيارة الإسعاف للحاجز، وعندما أجابه بأنها تحتاج "10 دقائق"، ردّ مناصرة عليه قائلاً: " أنا وعدت المصاب أن أحضر له زوجته وبناته، وسوف أذهب لإحضارهم". يشار إلى أن مناصرة من قرية وادي فوكين، غرب بيت لحم، وحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة فلسطين الأهلية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وفي الوقت الذي يدين فيه هاتين الجريمتين الجديدة، فإنّه ينظر بخطورة بالغة إلى استخدام القوة المميتة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين بمجرد الاشتباه بنواياهم. وبناءً على ما تقدم، يدعو المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية للتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد