مستشرق إسرائيلي: يكشف ما تعنيه اتفاقية 'كامب ديفيد' مع مصر

اتفاقية كامب ديفيد - أرشيفية -

قال المستشرق الإسرائيلي إيلي فودة، اليوم الثلاثاء، إن ما تعنيه الذكرى السنوية الأربعين لتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين إسرائيل ومصر، أن البلدين أكملا أربعة عقود دون حروب ثنائية، بينما اندلعت خمس حروب بينهما خلال الـ25 عاماً التي سبقت ذلك الاتفاق.

ووفقاً لمقابلة أجرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أضاف البرفيسور فودة، أنه "منذ 1978 ما زال الهدوء يخيم على الجانبين، لأنه بتاريخ 26 آذار/ مارس 1979 تم التوقيع على أول اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة عربية، رغم أن العديد من الإسرائيليين أصيبوا بخيبة أمل من الاتفاق لأنه لم يؤد لتطبيع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، ولم ي فتح بوابة توقيع المزيد من الاتفاقيات مع الدول العربية، باستثناء الأردن".

وأوضح فودة، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية والإسلام في الجامعة العبرية، أن "المحبطين الإسرائيليين من عدم تطبيع العلاقات مع مصر، يعترفون في الوقت ذاته بأن الاتفاق أسفر عن استقرار الأمور بين الجانبين، ويصعب المبالغة في أهمية الاتفاق لكنه شكل اختراقا لجدار الكراهية العربية، ومنح الشرعية لإسرائيل". وفقاً لما أورده "عربي21"

وأكد فودة، وهو عضو مركز ميتافيم- المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية، أن "اتفاق السلام أخرج مصر من الدائرة العربية، ما أضعف الدول العربية المجاورة، ومنع اندلاع المزيد من الحروب، على العكس من ذلك فإن الاتفاق حمل اعترافا عربيا، ولو ضمنيا بإسرائيل، حيث جاء اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، والمبادرة العربية السعودية، استمرارا لنهج كامب ديفيد".

وأشار إلى أن "السلام البارد يعني أنه سلام بين الحكومات، وليس الشعوب، رغم أن الخلافات الثنائية لم تجد طريقها للحل النهائي بعد، لاسيما القضية الفلسطينية، كما أن إمكانية اندلاع حرب لم تلغ كليا، في ظل أن الخطط العسكرية المصرية ما زالت تنظر لإسرائيل على أنها دولة معادية، لكن السلام المصري الإسرائيلي لم يواجه خطرا وجوديا منذ توقيعه قبل أربعة عقود".

وأضاف أن "مصر أعادت سفيرها للقاهرة خلال فترات الأزمات في حرب لبنان الأولى عام 1982، أو انتفاضة الأقصى عام 2000، كما أن مصر لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وحتى في حقبة الإخوان المسلمين بين 2012 و2013 فقد تلقت إسرائيل إشارات بأن اتفاق السلام ليس في خطر".

وأكد أن "مصر احترمت الاتفاقيات العسكرية، وحين أدخلت المزيد من قواتها لسيناء بما يخالف الاتفاق، كان ذلك في ظل الاتفاق مع إسرائيل، وليس بصورة انفرادية، كما أن مصر تبذل جهودا حثيثة لمنع تسلل المسلحين، أو المهربين إلى الحدود المشتركة، وهناك اتفاق تجاري محدود بينهما، وتم تتويج الاتفاق مع صفقة توفير الغاز الإسرائيلي لمصر لمدة عشر سنوات بقيمة 15 مليار دولار".

وتابع: "يوجد تنسيق أمني استخباري في كل ما يتعلق بالمخاطر الأمنية في سيناء وقطاع غزة ، الذي زاد بصورة كبيرة عقب وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في القاهرة في 2013، وفي هذا الملف بالذات تبدو العلاقة ساخنة ودافئة، وقد اجتهدت إسرائيل في منع تقليص الدعم الأمريكي الأمني لمصر".

وختم بالقول إنه "رغم كل الإيجابيات السابقة في اتفاق كامب ديفيد، فإنه يعاني من عدة نقاط ضعف أهمها: وجود إعلام مصري معاد لإسرائيل، والبرلمان المصري والنقابات المهنية والأكاديمية تعارض أي تطبيع مع إسرائيل، وليس هناك أي اتفاق أكاديمي بين جامعات البلدين".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد