مجزرة المسجدين في نيوزلندا التفاصيل الكاملة
نفذ الشاب برينتون تارانت البالغ من العمر 28 عاماً مجزرة مروعة ضد مرتادي مسجدين في نيوزلندا راح ضحيتها أكثر من 40 مسلماً و نسرد لكم تفاصيلها الكامل في هذا النص
منفذ الهجوم بث تسجيلا مصورا مباشرا صادما عبر تطبيق "فيسبوك لايف" يوثق فيها العملية من بدايتها إلى نهايتها، سجله بواسطة كاميرا "غو برو" ثبتت على رأسه.
ويظهر في التسجيل عن نشره كاملا لبشاعته ـ قيام المنفذ بالترجل من سيارته والتوجه إلى المسجد مطلقا وابلا من الرصاص، قبل أن يدخل إلى أروقة المسجد ويواصل إطلاق النار على المصلين وسط حالة من الذعر.
ومن بين العبارات العنصرية التي كتبها منفذ المذبحة، على سلاحه "Turcofagos" وتعني بالعربية "التركي الفج"، وكذلك: "1683 فيينا" في إشارة إلى تاريخ معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ووضعت حدا لتوسعها في أوروبا.
أيضا، كتب على سلاحه، الذي نفذ به المذبحة، تاريخ 1571م، في إشارة واضحة إلى "معركة ليبانتو" البحرية التي خسرتها الدولة العثمانية أيضا.
كما كتب على سلاحه: "اللاجئون، أهلا بكم في الجحيم؟".
كذلك، أدت الموسيقى الخلفية في الفيديو، الذي بثه السفاح، دورا في إظهار نواياه العدوانية ودوافعة العنصرية.
إذ كان يبث أغنية باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الملقب بـ"سفاح البوسنة"، وهو سياسي صربي مدان بجرائم عدة بينها، "ارتكاب إبادة جماعية" و"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" و"انتهاك قوانين الحرب"، ضد المسلمين إبان حرب البوسنة (1992-1995).
وتقول كلمات الأغنية، التي ترجمتها وكالة أنباء الأناضول: "الذئاب في طريقهم من كراجينا (في إشارة إلى ما كان يُعرف بجمهورية كراجينا الصربية التي أعلنها الصرب عام 1991). الفاشيون والأتراك: احترسوا. كراديتش يقود الصرب".
وقبل مغاردته المسجد يتوجه المنفذ إلى عدد من المصلين الذين قلتهم مكررا إطلاق النار عليهم للتأكد من الإجهاز عليهم.
وأعلن مفوض الشرطة في نيوزيلندا مايك بوش، أن "تهمة القتل وجهت إلى رجل في أواخر العشرينات من عمره، ومن المفترض أن يمثل أمام محكمة كرايست تشيرش غداً صباحاً"، دون أن يتم الإعلان عن اسمه.
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن: "إن عشرات المصلين المسلمين قتلوا في اعتداء مسلح استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش خلال استعداداتهم لتأدية الصلاة".
وأضافت أرديرن في مؤتمر صحفي: "إن 40 شخصا فقدوا أرواحهم، وأصيب نحو 20 بجروح خطيرة في الهجوم على المسجدين"، واصفة الهجوم بأنه "عمل إرهابي".
وأعلنت رفع درجة التهديد الأمني من منخفض إلى عال، مضيفة أن الشرطة "ألقت القبض على أربعة لهم آراء متطرفة لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة".
بدوره قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون: "إن منفذ الهجوم الذي استهدف المسجدين هو مواطن أسترالي"، ووصفه بأنه "إرهابي متطرف يميني وعنيف".
وأوضح مفوض شرطة نيوزيلندا مايك بوش للصحفيين في ولنجتون أن "أربعة أشخاص محتجزون. ثلاثة رجال وامرأة"، مضيفا: "وردتنا بضعة بلاغات بوجود عبوات ناسفة بدائية الصنع مثبتة في مركبات وتمكنا من إبطال مفعولها".
وكإجراء احترازي، طلبت الشرطة النيوزيلندية من جميع المساجد في البلاد إغلاق أبوابها عقب الهجوم، فيما طوّقت قوّات الأمن مساحة كبيرة من المدينة، وقالت الشرطة في بيان إنّها "تستجيب بكامل قدرتها مع ما يحدث لكنّ المخاطر ما زالت مرتفعة للغاية".
وعلى الرغم من التباين في توصيف الحادث في وسائل الإعلام الغربية، التي تراوحت بين تصنيفه عملا إرهابيا، كما في صحيفتي "الغارديان" و"الإندبندنت" البريطانيتين، و"الواشنطن بوست" الأمريكية، فإن الحادث خلف صدمة كبيرة في مختلف الأوساط العالمية.
وقبل إقدامه على ارتكاب الهجوم الدامي، نشر تارانت عبر الإنترنت بيانا مطولا شرح فيه أهداف وخلفيات هجومه، ووصف نفسه بأنه "رجل أبيض عادي من عائلة عادية، وقرر النهوض من أجل ضمان مستقبل أبناء جلدته".
وأضاف أنه ولد في عائلة من الطبقة العاملة ذات مدخول منخفض، ولم يكن مهتما بالدراسة، وبعد التخرج من المدرسة لم يلتحق بالجامعة، وعمل لبعض الوقت حتى ادخر مبلغا أنفقه لاحقا على السفر والسياحة.
وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة انخرط في أعمال "إزالة الكباب"، وهو مصطلح دارج على الإنترنت يرمز لنشاط "منع الإسلام من غزو أوروبا".
وحولت وسائل الإعلام المحلية تغطياتها بالكامل إلى الهجوم الذي يعدّ جديدا من نوعه؛ فهو حدث جلل بالنظر إلى هذا العدد الكبير من الضحايا في دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو 5 ملايين فقط.
ولا توجد أرقام دقيقة لأعداد المسلمين في نيوزلندا، وإن كانت بعض الأرقام تتحدث عن أن عددهم نحو 50 ألف مسلم بنسبة 1.4%، هم من المهاجرين إلى نيوزيلاندا، من الباكستان والهند وسيرلانكا وألبانيا وتركيا ويوغسلافيا وأندونيسيا ومن العرب.