تقرير إسرائيلي يرصد تحركات الرئيس عباس خلال جولته الأخيرة في دول المنطقة
نشرت صحيفة "مكور ريشون" العبرية، اليوم الأربعاء، تقريراً للكاتب الإسرائيلي آساف غيبور يتحدث فيه عن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة لبعض الدول العربية ومنها سوريا والعراق.
وقال الكاتب الإسرائيلي الخبير في الشؤون العربية، أن اقتراب الرئيس عباس من بعض الدول في المنطقة ومنها سوريا والعراق، وزيارة بغداد الأخيرة التي تعتبر الأولى منذ سنوات، جاءت للتحذير من الخطة الأمريكية للسلام المعرُفة بـ" صفقة القرن ".
وأضاف: أن " الرئيس عباس استغل زيارته لبغداد لتحذير الدول العربية من صفقة القرن، وهاجم الإدارة الأمريكية التي توفر الغطاء لسياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في استمرار الاحتلال وتجميد الأموال، ونقل السفارة للقدس".
وأوضح أن " الرئيس عباس يكثر من زياراته في الآونة الأخيرة لهذا الغرض تحديدا، فيما إيران تراقب حراكه عن بعد، وهي تراه يحارب حلفاءها في الساحة الفلسطينية، لكنه يقترب من حلفاء آخرين في الإقليم".
وأشار إلى أنه "بجانب الموضوع السياسي، يظهر البحث الاقتصادي في زيارات الرئيس عباس الأخيرة، فالخزانة الفلسطينية بحاجة لمزيد من الدعم، وفي حال نجح بتوفير هذا الدعم المالي النقدي من زيارة العراق فسيكون أمرا طيبا، فالعراق يمر بحالة إعادة اعمار في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة (داعش)، ويسعى للعودة لمظلة الإجماع العربي، ويرحب بأي زيارة دولية، وخاصة عربية".
وأوضح أن "الرئيس عباس وجد آذانا صاغية له في العراق، رغم الوجود العسكري والتأثير السياسي الأمريكي على دوائر صنع القرار هناك، لكن الشارع العراقي ودوائر الحكم ينظرون لصفقة القرن نظرة سلبية، وهم بعكس دول الخليج العربي يقعون تحت التأثير الإيراني، ويقفون في الحلف الذي يواجه الخطة الأمريكية لسلام الشرق الأوسط، لذلك يعتبر أبو مازن نفسه زار ساحة مؤيدة له وداعمة لموقفه".
وأكد أنه "بجانب زيارة بغداد، من المتوقع أن يقوم الرئيس عباس قريبا بزيارة تاريخية لدمشق، التي لم يزرها منذ اندلاع الحرب الداخلية فيها عام 2011، وسيلتقي فيها الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن افتتح التلفزيون الفلسطيني مكتبا له فيها كخطوة أولى لتوثيق العلاقات مع النظام الآخذ بالاستقرار هناك، حيث ينظر الرئيس عباس للحراك العربي الرسمي لإعادة سوريا للجامعة العربية، واللاجئون الفلسطينيون بسوريا يحتاج الأسد لدعمهم".
وأشار إلى أن "ما يكسب زيارات الرئيس عباس أهميتها للعراق وسوريا أنهما حليفتا إيران في المنطقة، ويمكن تفسيرها برغبته بالانتقال للمحور المعادي للولايات المتحدة، أو أن يكون حاضرا في جميع التكتلات الإقليمية القائمة"، ناقلا عن وزير فلسطيني أننا "لا نشارك في الحرب الدائرة بين إيران والولايات المتحدة، لكننا ضد التدخل الإيراني في الموضوع الفلسطيني، ودعمها ل حماس والجهاد الإسلامي".
وأضاف الوزير الفلسطيني: "نعلم بوجود رغبة إيرانية قوية للتأثير في الساحة الفلسطينية، لأن ورقتنا مهمة لها، وهي تسعى دائما لوضع موطئ قدم في ساحتنا، لكن معظم الجهود تتركز حاليا في غزة ، وهم يعتقدون أن بالإمكان استخدام ورقتنا لدى نشوب أي توتر أو حرب إقليمية فأبو مازن يرى نفسه في حالة تناقض عند الحديث عن إيران، فهو ليس ضدها، لكنه في الوقت ذاته لا يريد استفزاز الدول العربية التي تتخذ منها موقفا سلبيا." وفقاً لما أورده موقع "عربي21"
وبدوره قال راز تسميت خبير الشؤون الإيراني في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن "الفجوات بين السلطة الفلسطينية وإيران لا تسمح بالتقارب بينهما، رغم الجهود التي يبذلها عباس مؤخرا مع العراق وسوريا، لكن الإعلام الإيراني لم يمنح زيارته الأخيرة تغطية واسعة لأنه انشغل بزيارة الرئيس حسن روحاني لبغداد".
وأضاف أن "عباس يريد أن يتواجد في كل الأماكن، ويربح من كل الأوراق، إن استطاع ذلك، لكن الإيرانيين ينظرون إليه كورقة محروقة، لأنه أحد الأطراف التي تحارب بقوة حلفائها في الساحة الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي".