بالصور: خبراء يدعون إلى تطوير الخدمات المقدمة لمصابي مسيرات العودة في غزة
أوصى خبراء ومختصون في مجال الصحة والتأهيل بضرورة تطوير الخدمات المقدمة لمصابي مسيرات العودة في غزة ، من خلال دعم فريق التأهيل بأخصائيين نفسيين، والعمل على إيجاد برامج للتدريب المهني للمصابين الذين ليس لديهم شهادات أكاديمية، وتغطية الاحتياجات المالية بالكامل للمصابين وخاصة فيما يتعلق بموضوع السفر، وتدريب الأهالي في المناطق الساخنة على دورات خاصة بالطوارئ والإسعافات الأولية.
ودعوا، وفق بيان وصل وكالة "سوا" الإخبارية نسخة عنه، إلى زيادة الوعي لدى المدرسين والطلبة بخصوص حقوق ذوي الإعاقة بالتعليم، وتدريب العاملين في المجال الصحي للمساهمة في تأهيل الإصابات الدماغية داخل المستشفيات، وتدريب الأسرة على كيفية التعامل مع المشاكل والمضاعفات بسبب الخلل في عمليات الإدراك، وبناء شبكة قوية للاستفادة من الموارد المحلية، وتجهيز إرشادات في كيفية التعامل لمواجهة التحديات بعد الإصابات الدماغية.
جاء ذلك خلال وقائع اليوم الدراسي المعنون بالتحديات التي تواجه الخدمات المقدمة لمصابي مسيرات العودة، والذي نظمه قسم علوم التأهيل في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بحضور ومشاركة كل من ناصر غانم رئيس القسم، صلاح صالح رئيس اللجنة التحضيرية، ونخبة من الخبراء والمختصين في مجال التأهيل المجتمعي ورعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والعشرات من طلبة القسم في اختصاصاته المختلفة.
ومع انطلاق وقائع اليوم الدراسي تحدث عدنان البرش استشاري جراحة العظام والمفاصل في مجمع الشفاء الطبي وأستاذ العظام في الكلية الجامعية عن الواقع المرير الذي تمر به وزارة الصحة ومستشفياتها المختلفة بفعل الحصار ونقص الإمكانات والعلاج والمستلزمات الطبية، وعجزها عن استيعاب الكم الكبير من جرحى ومصابي مسيرات العودة الذين يتعرضون لاستهداف غير مسبوق نتج عنه العشرات من القتلى والجرحى وحالات البتر، فضلا عن الإصابات غير الطبيعية بالرصاص وقنابل الغاز.
من جانبه، تحدث سامي عويمر مدير دائرة العلاج الطبيعي والتأهيل في وزارة الصحة عن دور الوزارة في تأهيل مصابي مسيرات العودة، وبين أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 12 عاما أضر بشكل كبير في القطاع الصحي ومؤسساته المختلفة، فضلا عن الاستهداف المتكرر والذي يسهم في زيادة أعداد الشهداء والجرحى، خاصة حالات البتر التي هي بأمس الحاجة إلى التأهيل النفسي لتقبل الوضع الجديد، مؤكدا أن الوزارة تسعى جاهدة إلى تقديم مختلف الخدمات وفق إمكاناتها المتاحة في هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها أهالي قطاع غزة.
وفي مشاركته تحدث ماهر المدهون رئيس أقسام العلاج الطبيعي - الرعاية الأولية بوزارة الصحة عن المضاعفات الصحية المترتبة على إصابات مصابي مسيرات العودة، وذكر أن العنف المفرط الذي قابل فيه الاحتلال المشاركين في مسيرات العودة السلمية أسهم في إحداث أعداد مهولة من الجرحى والمصابين، وأن غالبية الإصابات تكون في أماكن حساسة وفي محيط المفاصل، وهذا يؤدي إلى تهتكها وتكسر في العظام وقطع في الأعصاب والأوتار، وبعد إجراء عمليات معقدة للمصابين يكون لديهم إعاقة في حركة المفصل والمشي والتنقل، ومنهم من بتر أحد أطرافه بسبب خطورة إصابته وهذا يزيد المشكلة تعقيدا.
من ناحيته، تحدث سامر النواجحة المدرس في قسم التمريض وعلوم الصحة بالكلية الجامعية عن أولويات العمل مع مصابي مسيرات العودة، والتي تنحصر في مجموعة أمور من أبرزها وضع نظام الفرز في حالات الطوارئ، ومنع حدوث العدوى ومنع حدوث إصابات في العمود الفقري أثناء حمل المصاب، ومساعدة المصابين على الوصول إلى الرعاية الصحية بعد الإصابة في أسرع وقت، ومنع أي مضاعفات تخص الإعاقة، والوصول إلى الرعاية المجتمعية، والاستفادة من الدروس السابقة للدول، وإعادة هيكلية البنى التحتية وتصميم الشوارع والمدن لتسهيل دخول وتحرك سيارات الإسعاف، ودمج المصابين ضمن الرعاية المجتمعية والنفسية.
وخلال حديثه استعرض مؤمن شتات مدير برامج التأهيل المجتمعي في جمعية بيتنا أبرز التحديات التي تواجه فريق العمل الميداني مع مصابي العودة، رصد حاجات المصابين والعمل على تلبيتها وفق الإمكانات المتاحة، فيما تحدث غانم رئيس قسم علوم التأهيل بالكلية الجامعية عن طبيعة الدعم الممكن تقديمه لمصابي الدماغ في مسيرات العودة، وطبيعة المشاكل التي قد يعانوا منها، توفير كادر متخصص وعمل برامج متخصصة لمساعدتهم على التعافي والعودة إلى ممارسة حياتهم قدر الإمكان بشكل طبيعي.
واختتم اليوم الدراسي بتكريم أعضاء اللجنة التحضيرية والخبراء والمختصين المشاركين وتوزيع شهادات التقدير عليهم والتقاط الصور التذكارية لهم.