تحذيرات من انشقاق بنيوي داخل حركة فتح
غزة /خاص سوا / وصلت حالة الخلاف والاستقطاب داخل حركة فتح مستويات لم تبلغها من قبل ، وسط تحذيرات عديدة من تلك الخلافات قد تعمل على شق صفوف الحركة بشكل جدي إن لم يتم تدارك الأمر بسرعة ، وتحديداً في المؤتمر السابع .
الخلافات وصلت ذروتها خلال الأيام الماضية بعد فصل العشرات من قبل قيادة الحركة بتهمة مناصرة القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان ، الأمر الذي دفع المتابعين والمحللين والجمهور للتساؤل ..حركة فتح تسير الي أين في ظل هكذا وضع؟
تهديدات لن ترهب أحد
الحركة وفي بيان لها أمس السبت، أكدت أن التهديدات التي تستهدف قادة ومناضلي الحركة لن ترهب أحد، مشيرةً إلى أن قيادة الحركة تقف إلى جانب كوادرها وأعضائها وأنصارها في قطاع غزة بوجه تهديدات كلا ًمن "إسرائيل، و حماس ، ودحلان".
وقالت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة التابعة لفتح، إن إمعان "عصابة" دحلان في تهديداتهم لمناضلي الحركة، وتنفيذها بالتواطؤ مع "مسلحي حماس" ستعمق إيمان مناضلي الحركة بمبادئ الحركة وأهدافها الوطنية، وبرنامجها السياسي، وتوجهات القيادة السياسية.
وأضاف البيان: يدرك مناضلو الحركة وقيادتها في القطاع أن المشروع الوطني هو هدف هؤلاء وأن فصل القطاع عن الضفة الفلسطينية و القدس سيدمر أركان قيام دولة فلسطينية، وأن تحقيق هذا الهدف يمر عبر مؤامرة اقتلاع جذور حركة فتح في غزة، أو إضعافها عبر عمليات وتفجيرات إرهابية وتهديدات متتالية من عصابات "حماس ودحلان"، وما الاعتداء البدني على القائد أبو جودة النحال عضو المجلس الثوري للحركة اليوم، وبيان التهديد لـ110 من مناضلي وكوادر وقيادات الحركة في القطاع الصادر عما يسمى (الحراك الفتحاوي)، وإحراق مركبة الأخ المناضل أحمد علوان، إلا نموذج لعقلية العصابة المستحكمة في ذهن الذين ينفذون مؤامرة دولة الاحتلال (إسرائيل).
وأهابت الحركة بمناضليها وأنصارها بنبذ أفراد هذه العصابة، وفضح تواطؤها مع قيادة حماس، كتأكيد على أن زوايا التاريخ المظلمة ستكون مصير الخارجين على منهج الحركة وقيمها ومبادئها وأهدافها ومسلكياتها، والتابعين لأشخاص على حساب التبعية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وفلسطين، وأشادت بصمود الفتحاويين الوطنيين في مقدمة الملايين من شعبنا في القطاع بوجه الحصار، وعزمهم على استعادة الوحدة الوطنية، وتحقيق هدف قيام دولة فلسطينية ذات السيادة بعاصمتها القدس الشريف.
انشقاق وتفسخ
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب رأى أن هناك مبدأ عام يحكم كل القوى والتنظيمات والحركات أنها قابلة للانشقاق والتفسخ إذا لم تحكمها مرجعية ومبادئ سياسية ولوائح ديمقراطية.
وحركة فتح التي وصلت الـ 50 عاماً بالمنظور العمري يعني أنها دخلت مرحلة ما بعد الحيوية السياسية (الشيخوخة السياسية)، وإذا لم تجدد نفسها عبر قنوات وآليات وحوار داخل مؤسساتها فإن الخلافات ستتعمق.
وأوضح شراب في حديث مع وكالة (سوا) أن الخلافات الحالية ليست شخصية بين الرئيس محمود عباس والقيادي محمد دحلان، بل أنها بدأت تتحول لخلافات بنيوية على مستوى فتح في بروز تيار سياسي داخل الحركة.
انقسام بنيوي
وحذر شراب من أن هذه الخلافات إذا لم يتم معالجتها في اطار الحركة وفق آليات متفق عليها سوف تنتهي لانقسام بنيوي ينعكس على حركة فتح، مبدياً تخوفه من أن هذا الخلاف ستكون له أبعاد خطيرة بحيث يصبح الأمر فتح غزة وفتح الضفة.
ولفت أستاذ العلوم السياسية أن الواضح هو أي من الطرفين لا يبديان أي تراجع عن الخطوات التي يقامان بها، متمنياً أن يتغلب قانون المحبة الفتحاوي ويبرز تيار فتحاوي خلال المؤتمر السابع في حال انعقاده يتبنى موضوع المصالحة الفتحاوية.
خلافات شديدة
من جانبه، رأى المحلل السياسي هاني حبيب أن حركة فتح تعيش طوال السنوات الماضية في خلافات شديدة، في ظل عدم وجود أي مبادرة تفسح المجال أمام المصالحة الداخلية.
وأوضح في حديث لوكالة (سوا) أن الخلافات من العمق بما يمكن أن تودي بحركة فتح، في ظل تعنت كل طرف بمواقفه ورفض تقديم أي تنازلات في سبيل تحقيق المصالحة الداخلية.
ولفت أنه في ظل حالة الاستقطاب تحاول الكثير من الأطراف الداخلية والخارجية التدخل لاستثمار الوضع الداخلي في الحركة لإسقاطها، وصب البنزين على الخلافات.
واعتبر أن اللوم في هذه الحالة يقع على حركة فتح التي تسمح للآخرين بالتدخل في خلافاتها من أجل اسقاط الحركة وتمرير مصالحها.