تواصل الدبلوماسية الفلسطينية جهودها في الانضمام للاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، بعد أن حصلت على عضو مراقب في هيئة الأمم المتحدة وذلك في نهاية نوفمبر عام 2012م، تلك الجهود تستمد قوتها من حجم التصويت الدولي لصالح القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتي تنتزع فيها الدبلوماسية الفلسطينية يوماً بعد الأخر اعترافاً فلسطينياً بالحقوق والأحقية الفلسطينية على أرض فلسطين.

ورغماً عن حجم الضغط الأمريكي على الدول الصغيرة والضعيفة في أروقة الأمم المتحدة، إلا أن كافة القرارات تصُب في مصلحة فلسطين، وتتحدى الاحتلال الإسرائيلي وانصاره وحليفة الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية، فلا تغيب عن مخيلة وعقول الدول المُحبة للقضية الفلسطينية مشاهد الاجرام الإسرائيلي بحق الأطفال العُزل، والمجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية و القدس ، إلا أن الضغط الذي تمارسه إسرائيل وأمريكا لم ينجح في وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب مؤخراً.

يتسلح الفلسطينيين بكافة القرارات الدولية التي شرعتها الأمم المتحدة من أجل الوصول لدولة فلسطينية على حدود عام 1967م، ووفقاً للقرارات الدولية 242 و 383، وتسعى الدبلوماسية الفلسطينية لإقناع الدول الحليفة والأصدقاء من التصويت الدائم لصالح القرارات الفلسطينية، وهي معركة دبلوماسية تخوضها ضد السياسة الامريكية المنحازة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، لذلك تبذل مزيداً من الجهود من أجل انتزاع الحقوق الفلسطينية وحماية المشروع الوطني الفلسطيني، والتأكيد على أحقية الفلسطينيين بدولة فلسطينية كامل الحقوق والسيادة على الأرض الفلسطينية.

الان علينا أن نستعد من أجل تفعيل طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والحماية الدولية، ونُريد أن ننضم لمواثيق المؤسسات الدولية المتخصصة، من الواضح أن الانضمام للمزيد من الاتفاقيات يُقلق الاحتلال الإسرائيلي وحليفة الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعترضت الولايات المتحدة على انضمام الفلسطينيين الي 18 منظمة دولية، وطلبوا عدم الانضمام اليها ولكن بعد القرار الاميركي الخاص بالقدس تم الانضمام لبعض منها واخرها منظمة البريد الدولي.

الإنجازات الدبلوماسية الفلسطينية، سوف تتواصل خلال العام 2019م، لتحقيق الحلم الفلسطيني بإنهاء الاحتلال والسيادة على الأرض الفلسطينية، ولن تقف تلك الدبلوماسية مكتوفة الأيدي أمام الانحياز الأمريكي تجاه المصالح الإسرائيلية بل ستعمل من أجل تقويض سلطة الاحتلال الإسرائيلي سواء في أروقة الأمم المتحدة او على أرض الواقع.

لقد وصلت الدبلوماسية الفلسطينية الي ذروه عملها وهي تسعى لإكمال تلك الجهود بتقديم طلب الحصول على دولة فلسطينية لمجلس الامن الدولي، وهي تسعى لتكوين تحالف عربي إسلامي ودولي من أجل تمرير مشروع القرار رغم الصعوبات التي تواجه ذلك التحدي الكبير من خلال التحريض الذي تمارسه الولايات المتحدة لمنع الدول الداعمة للقضية الفلسطينية من التصويت لصالح القرار وهي تهدد باستخدام حق النقد الفيتو.

تلك المساعي الفلسطينية لن ترى النور في ظل سياسة الإدارة الامريكية التي تُظهر حجماً كبيراً من التعاطف مع إسرائيل، وتسعى ل فتح أفاق جديدة لها من خلال التطبيع مع الدول العربية وتوثيق تلك العلاقات، من خلال التلويح بالتهديد الإيراني، لتصبح القضية الفلسطينية على الهامش في أروقة صناعة القرار الأمريكي والإقليمي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد