اختتام ندوة علمية عُقدت بالتزامن في رام الله وغزة

علم فلسطين- ارشيفية

اختتمت أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا، اليوم السبت، الندوة العلمية حول المحاكاة والنمذجة العلمية، التي عقدت بالتزامن في رام الله و غزة عبر "الفيديو كونفرنس" في الفترة ما بين السابع والتاسع من آذار الجاري.

وألقى وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم كلمة في افتتاحية الندوة، أكّد فيها دور الأكاديمية وتركيزها على المجالات العلمية والبحثية و فتح الآفاق الجديدة أمام الشركاء والمهتمين، بما يؤسس لحالة من التكاملية بين جميع الأطراف التي تعمل على خدمة رسالة العلم والتعليم. "بحسب الوكالة الرسمية"

وأوضح صيدم جاهزية الوزارة واستعدادها لإبرام اتفاقية شراكة مع الأكاديمية تطال عديد المجالات والمحاور التي تتقاطع وغايات الوزارة لتحقيق تقدم نوعي في البحث العلمي والتكنولوجيا والعلوم وغيرها من القطاعات التي تشكل ركيزة صلبة لتدعيم ركائز التنمية الوطنية. داعيا إلى تفعيل التشبيك بين العلماء الفلسطينيين في الوطن والشتات وبذل المزيد من الجهود لدعم مسيرة البحث العلمي بشكل ممنهج.

بدوره، قال رئيس أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا مروان عورتاني إن الندوة العلمية حول المحاكاة والنمذجة، ليست مؤتمرا علميا اعتياديا بل هي نقطة ارتكاز لمسار قصدي رؤيوي يهدف إلى تأسيس مركز فلسطيني لتكنولوجيا المحاكاة، موضحا أن هذا المسعى سيقوده فريق مشترك يضم ممثلين من الجامعات وقطاع تكنولوجيا المعلومات والجهات الحكومية ذات العلاقة.

وشدد على أن هذه الندوة حول تكنولوجيا المحاكاة تنظمها أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا بمشاركة واسعة من زملاء باحثين من الجامعات الفلسطينية، إضافة إلى نخبة من العلماء والباحثين الفلسطينيين المحليين وفي الشتات والمحليين وعدد من العلماء الأجانب المرموقين في هذا المجال من فرنسا، وألمانيا، وأميركا وبريطانيا.

وتابع: "مسعانا في تنظيم هذه الندوة يستند إلى إيماننا بالأهمية القصوى للإدماج الفعال والمستدام للعلماء والخبرات الفلسطينيين في الشتات في نقل وتوطين المعرفة والتكنولوجيا في وطنهم الأم، لأن العلماء الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم هم كنز مخزون معرفي استراتيجي قادر، لو أحسن التعاطي معه، على تعظيم القدرات المعرفية والتكنولوجية لوطنهم الأم، وعلى لعب دور حيوي في تسريع وتيسير نقل وتوطين المعرفة والتكنولوجيا، وصياغة نماذج خلاقة للتعاون العلمي بين فلسطين ودول اللجوء، وعليه فإن مساهمتهم هي استحقاق وطني بامتياز."

وشدد على ضرورة وأهمية تحفيز التعاون والتنسيق والتكامل وتشاطر الموارد العلمية والتقنية بين الباحثين الفلسطينيين في مختلف الجامعات، ترشيدًا للاستفادة من الموارد المتاحة وتعظيمًا لمردودها التنموي، إضافة إلى ضرورة السعي لخلق الوزن الحرج من القدرات العلمية الكفيلة بإحداث فرق نوعي أو أثر ذو شأن. وتجسيدًا لهذه الرؤية فقد بادرت الأكاديمية إلى تأسيس تجمعات علمية متخصصة في مختلف حقول المعرفة بدأً بالعلوم الطبيعية وانسجامًا مع المعايير الدولية الفضلى في هذا المجال، كما أن الأكاديمية تعمل على تأسيس شبكات عنقودية علمية قطاعية مثل شبكة المحاكاة والنمذجة.

ولأغراض هذه الندوة، أعد أحمد خمايسة، من جامعة بوليتكنك فلسطين، وثيقة مفصلة عن الحالة الراهنة للحوسبة العلمية والمحاكاة، قال فيها إنه من الضروري أن يكون لدينا مركزًا وطنيًا للمحاكاة، أسوة بمجتمعات البحث العلمي العالمية، رجوعًا إلى كون ثمة أفراد بكفاءات عالية في مكونات المحاكاة الأساسية في الجامعات الفلسطينية، في تخصصات العلوم والهندسة والتكنولوجيا، إذا تم استثمارها بشكل جيد وبناء، تقود إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة.

من جهته، بين المدير الإداري لشركة عسل للتكنولوجيا مراد طهبوب، أن لدى المبرمجين الفلسطينيين قدرة وكفاءة عالية وكافية لتطوير برمجيات على مستوى عالمي، أي أن لدى فلسطين فرصة ليكون لديها بصمة وتواجدًا على الخارطة العالمية للتحوّل الرقمي.

وأضاف أن فلسطين تحتاج اقتصادًا قويًا بإمكانه أن يكون قائمًا على الريادة في التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، وقائمًا على المعرفة، مبنيًا على أساس التوجه نحو تصدير الخدمات التي نوفرها محليًا، ليصبح قطاع تكنولوجيا المعلومات أحد الأعمدة الهامة للاقتصاد الوطني، وجعله منافسًا على المستوى العالمي.

من جانبه، أوضح العالم الفلسطيني إدريس التيتي، إن مثل هكذا اجتماع له بالغ الأهمية لأن المحاكاة جزء من حقل الحوسبة العلمية الذي يشمل تخصصات واسعة من الرياضيات إلى علوم الحاسوب والهندسة والطب والزراعة. وإذ أن هذه الصناعة يمكن أن تصبح جزءًا من الاقتصاد، فإن الاستثمار في جهود العلماء الفلسطينيين في الشتات والذين يمكن استقطابهم للعودة بخبراتهم إلى البلاد، لإنشاء تخصصات حديثة في هذه الجامعات ورفدها بالموارد البشرية التي تحتاجها، لكن هذا يحتاج إلى بحث واستطلاع للإمكانيات والموارد البشرية المتوفرة.

من جهته قال، العالم الفلسطيني كارلو صنصور إن اتجاه العمل بالمحاكاة عليه أن يكون على مستوى دولي، لا محليّ فحسب، لأن خريجي الجامعات الفلسطينية، لديهم كفاءات بمستويات عالية تضاهي العالمية. وعليه فإنه من الضروري توسيع البرامج الأكاديمية وإمكانيات الجامعات الحاسوبية لتصبح مؤهلة للمحاكاة وتطبيقاتها المختلفة، وإن على الجامعات تدريب طلبتها وإعدادهم للدراسة في هذا الموضوع في الخارج، ولإجراء البحوث العلمية.

كما وذكر علماء الشتات وعلماء فلسلطين المحليين في هذا المجال، أن إجراء البحوث واستخدام تكنولوجيا المحاكاة سيقدم فرصا عظيمة لأساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا في المجالات العلمية والهندسية والطبية، وكذلك الأمر لشركات تكنولوجيا المعلومات.

واستضافت الندوة متحدثين رئيسيين دوليين مرموقين عالميًا من فلسطين، والأردن، وألمانيا، وفرنسا، وأميركا، وبريطانيا، وعلماء فلسطينيين يعيشون في الشتات، من تخصصات مختلفة.

وضمّت 22 ورقة بحثية في الفيزياء، والرياضيات، والهندسة الميكانيكية، وهندسة الأجهزة الطبية، والهندسة الكيماوية، وهندسة الاتصالات، وهندسة الحاسوب، والطب، وعلم المحيطات، والأحياء، والكيمياء، والفلك، والإحصاء، والبيئة، وعلم الحاسوب والبرمجيات. وحضرها حوالي 250 عالمًا وأكاديميًا من مختلف الجامعات الفلسطينية في الضفة وغزة.

كما وضم برنامج الندوة عدة جلسات عمل رئيسية تم فيها مناقشة الإمكانيات المتوفرة في فلسطين في هذا المجال، واتفق الحاضرون من قطاعات المجتمع المختلفة على إنشاء حاضنة وطنية فلسطينية تضم علماء وباحثين فلسطينيين في هذا المجال، إضافة للقطاع الخاص ذي العلاقة كقطاع تكنولوجيا المعلومات شارك فيها ممثلون عن قطاع تكنولوجيا المعلومات إضافة للأكاديميين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد