علامات فارقة صنعت شعبية ترودو ورفعت أسهمه عالميًا

جاستن ترودو

حقّق رئيس الوزراء الكندي جاستن خلال فترة حكمه شعبيةً واسعة تجاوزت حدود كندا إلى خارجها، إذ حظي بدعمٍ وتأييدٍ عالمي نتيجةَ مواقفه "المشرّفة" والداعمة لحقوق الإنسان أيّاً كان جنسه ودينه وجنسيته، بحسب وصف الكثيرين حول العالم، ولعلّ أهمّها وأبرزها موقف ترودو تجاه اللاجئين إذ فتحت كندا أبوابها على مصراعيها وأبقتها مشرّعةً لاستقبال اللاجئين في الوقت الذي تخلّفت فيه دولٌ كثيرة عن واجباتها ومسؤولياتها تجاه اللاجئين.

وبحسب ما أورده موقع "بي بي سي عربي"، نستعرض هنا اللحظات التي صنعت شعبية ترودو الجارفة، محليا وعالميًا.

حكومة شديدة التنوع

كان تشكيل الحكومة من أوائل المحطات التي رفعت من أسهم ترودو محليا وعالميا. فلأول مرة في تاريخ البلاد، تساوى عدد الذكور والإناث في الحكومة المكونة من 15 وزيرا و15 وزيرة.

كما وُصفت الحكومة بأنها شابة، والأكثر تنوعا عرقيا وعقائديا، إذ ضمت وزراء من ديانات مختلفة، ومن أصول ممثلة لكل مجموعات السكان في البلاد.

وكانت جودي ويلسون-رايبولد، وزيرة العدل السابقة التي بدأت الأزمة الأخيرة باستقالتها، هي ممثلة السكان الأصليين في الحكومة.

وحفل تنصيب وقسم الحكومة كان محل أنظار الكثيرين، إذ وضع الحزب الليبرالي شاشات للبث الحي أمام مقر الحكومة، ووجه دعوة عامة للجمهور لحضور القسم.

وعلى عكس التقليد المتبع من وصول الوزراء في سيارات فارهة، وصل الوزراء إلى مقر الحكومة في حافلة واحدة. ونزل ترودو بنفسه لتحية الجماهير، والتقاط صور سيلفي معهم.

استقبال اللاجئين

تعهد ترودو في حملته الانتخابية، عام 2015، باستقبال 25 ألف لاجئ من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، أكثرهم من سوريا.

وبعد تولي الحكومة رسميا، أعلن وزير الهجرة والجنسية الكندي جون مكالوم أن برنامج التوطين الكندي سيوسع في عام 2016 ليشمل 50 ألفا من اللاجئين.

وظهر ترودو أمام الكاميرات وهو يستقبل اللاجئين بنفسه في المطارات. وفي مارس/آذار 2016، أعلن أن حكومته حققت هدفها بإعادة توطين العدد المعلن عنه.

ورفع الأمر من أسهم ترودو، حتى أن أسرة سورية من المهاجرين أطلقت اسم رئيس الوزراء على ابنها الرضيع الذي وُلد في كندا.

والتقطت عدسات الكاميرات لقاء ترودو بالرضيع في يوليو/تموز 2017، في مشهد أسر قلوب الكثير من محبي رئيس الوزراء الكندي حول العالم.

دموع ترودو

تكرر بكاء ترودو في أكثر من مناسبة، كان أبرزها أثناء لقاء إذاعي في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، عندما التقى بأسرة سورية لاجئة كان قد استقبلها في مطار بيرسون الدولي قبل عام.

وقال ترودو إنها لحظة رائعة بالنسبة له تذكره بما يمكن أن تقدمه كندا.

ومرة أخرى، في عام 2017، نعى ترودو مغني الروك الكندي، غورد داوني، بعيون تلمؤها الدموع. وكان داوني قد توفي عن 53 عاما بعد إصابته بالسرطان.

وأثارت دموع ترودو جدلا، إذ اعتبرها جمهوره تعبيرا صادقا عن مشاعره. في حين رأى آخرون أنها بهدف كسب المزيد من الشعبية السياسية.

رسائل في جوارب

عادة ما يختار القادة والشخصيات العامة توجيه رسائل أو التعبير عن مواقف باستخدام الملابس، أبرزها رابطات العنق أو الحلي المثبت بها. لكن ترودو وقع اختياره على الجوارب.

فمثلا، أثناء مشاركته في واحدة من مسيرات الفخر في تورونتو في صيف 2017، ارتدى ترودو جوربا بألوان قوس قزح. وحمل الجورب عبارة "عيد مبارك"، لتزامن المسيرة مع عيد الفطر .

كما ارتدى جوارب بأشكال سلسلة أفلام حرب النجوم أثناء لقاءه رئيس وزراء أيرلندا في مايو/أيار 2017.

وظهر كذلك في مناسبات متعددة وهو يرتدي جوارب لشخصيات كرتونية.

وفي منتدى دافوس الاقتصادي في يناير/كانون الثاني 2018، لفت ترودو الأنظار بتشكيلة من الجوارب. فأثناء لقاء جمعه بالناشطة الباكستانية الشابة مالالا يوسفزاي، ارتدى ترودو جوربا بنفسجيا عليه رسم لمجموعة من البط المطاطي الأصفر.

وفي لقاء على هامش المنتدي، أهداه رئيس شركة كوكاكولا جوربا عليه رسم كارتوني وشعار الشركة.

الألعاب الرياضية

ظهر ترودو أكثر من مرة وهو يمارس ألعاب رياضية مختلفة، فتارة يمر في أحد الشوارع بملابس الجري صباحا، وأخرى يظهر في صورة حفل زفاف على أحد الشواطيء وهو يمارس رياضة التزحلق على الأمواج.

كما أُعيد نشر واحدة من أبرز اللقطات عبر حسابه على تويتر، والتي ترجع إلى عام 2013. وظهر فيها وهو يستند على يديه على أحد المكاتب ويرفع ساقيه في الهواء. وهي اللقطة التي أثارت إعجاب الملايين من محبيه حول العالم.

لكن على قدر إعجاب الملايين بترودو وروحه الشابة ونشاطه الرياضي، اعتبر منتقدوه أنها جزء من الدعاية لكسب المزيد من الشعبية.

حتى أن ممثلة حزب المحافظين المعارض قالت في جلسة استجواب في البرلمان: "أتمنى أن يستعرض رئيس الوزراء مهاراته الرياضية فيما يتعلق بالموازنة، بقدر ما يفعل أمام الكاميرات".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد