تسويق المؤثرين ينقل غزة للعالمية
لم يعُد صاحب الشركة أو أي علامة تجارية ناشئة حول العالم بحاجة إلى تكاليف خيالية من أجل إيصال منتجه أو خدمته إلى الجمهور المستهدف، إنما "شخصية مؤثرة" يُمكن أن تفي بالغرض في ظل الثورة التي قادتها مواقع التواصل الاجتماعي ضد القنوات التقليدية.
أصحاب العلامات التجارية، باتوا يبحثون عن شخصية مشهورة قادرة على التأثير في الجمهور المستهدف وجذبه نحوها، الأمر الذي راجّ في السنوات الأخيرة في غالبية دول العالم خاصة تلك التي لديها نجوم بالفن أو الرياضة وغيرهما.
ولا يقتصر ذلك على دولة دون غيرها، إذ برز في قطاع غزة المحاصر في العقد الماضي، العديد من الشخصيات المؤثرة عبر مواقع التواصل، وباتت تستخدمها بعض الشركات في الترويج لخدماتها ومنتجاتها وحملاتها.
ورغم الحصار المفروض على غزة، إلا أن عدداً من الشبان والشابات استطاعوا تأسيس اسماً ربما يوازي تلك الأسماء العالمية.
زعيتر ينقل الكوميديا للتسويق
من بين التجارية الفريدة، الشاب محمود زعيتر، الذي نقلته أعماله الفنية التي أحبها الجمهور، إلى شخصية مؤثرة، تستخدمها عديد الشركات في الترويج لخدماتها.
أطل زعيتر قبل سنوات على الجمهور، كممثل كوميدي صاعد، لكنه سرعان ما دخل قلوب الملايين داخل القطاع وخارجه، إلى أن صار أحد أشهر الشخصيات الفنية الفلسطينية حالياً.
يقول زعيتر لـ(سوا): حينما قررت دخول عالم التسويق، سعيت لربط شخصيتي الفنية بالمنتج الذي سأسوق له، لذلك استهدفت جمهوري الذي بدأت معه مشواري، وكان ركيزةً لي في عملية التسويق.
ويشير إلى حرصه الدائم على أن تكون الحملات والخدمات التي يسوق لها ذات أهمية بالنسبة للجمهور، وتُدخل الفرحة على الناس من خلال الجمع بين الكوميديا والمنتج، معتبراً أن هذا الأمر عزز نجاح عمله التسويقي.
ويظهر من خلال حديث مراسلة (سوا) مع الفنان زعيتر أن التكلفة المالية للتسويق عبر الإعلام الجديد والمؤثرين، أقل تكلفة بمراحل من تلك القنوات التقليدية.
حديث الولادة
محمد أبو القمبز مدرب التسويق الرقمي، يرى أن تسويق المؤثرين في غزة لا يزال حديث الولادة؛ كونه لا يمثل أساساً لرفع كفاءة القطاع الاقتصادي بأكمله.
ويلفت إلى أن هناك عدداً لا بأس به من المؤثرين الموجودين على الساحة حالياً، نجحوا في ترك بصمتهم؛ بفعل امتلاكهم شخصية تسويقية جذابة.
ويشير إلى أن الشركات بدأت تتجه نحو استخدام المؤثرين في الترويج لما تقدمه؛ نتيجة إدراكها لقدرتهم على التأثير في الجمهور العريض المُحب لهم.
ويوضح أن الشركات تعتمد على نسبة النتائج الإيجابية التي تعود على مبيعاتها، فيما يتحدد مدى تأثير الشخص بحجم التفاعل من قبل الجمهور وعدد الارتباطات الفعلية التي يحققها مع المستهلكين.
وباختلاف أنواع المؤثرين الذين يكتسحون ساحة التسويق حول العالم إلا أن الشركات الفلسطينية تعتمد على مؤثرين يتركز عملهم في الكتابة عن المنتجات وعرضها أو التوصية بها ويدخلون ضمن تصنيف micro influencer حيث يكون هدفهم إما التعريف بالعلامة التجارية أو التوعية بأهمية العلامة التجارية نفسها في بعض الوقت والبعض الآخر هدفه الأساسي تحقيق النسبة الأعلى من المبيعات.
نحو العالمية
وفيما يستغل كل مؤثر منصته الاجتماعية الخاصة به، تأتي منصة "عرب بوست" لتجمعهم تحت إطارٍ واحد مع مؤثرين عرب من أنحاء الدول العربية كافة.
أسس المنصة مديرها التنفيذي حسام الكرد في بداية عام 2018 لتضم ما يزيد عن 500 مؤثر تتنوع أماكن تواجدهم حول العالم لتمثيل أكثر من 150 علامة تجارية.
وتربط المنصة بين الجهات المعلنة سواء كانت علامة تجارية أو صاحب عمل ريادي صغير أو الجهات المختصة بالحملات الإنسانية مع المؤثر الذي تختاره المنصة لمهمة الإعلان.
وتهتم المنصة على وجه الخصوص بـ (micro influencer) أي المؤثرين الذي لا يمتلكون وكلاء أعمال وتصور مهماتهم بجهود شخصية ولديهم القدرة على تخصيص أنفسهم في مجال عملهم.
بهذا الصدد، يقول الكرد: "المؤثرون يتواجدون دائما على المنصة، وبنفس الوقت تصل عروض للأعمال لتتوزع على المؤثرين كلٌّ بحسب تخصص مجاله الإعلاني، فتصل الإشعارات للجميع لتقديم عروضهم لأصحاب العمل".
تمثل المنصة التي تطلق المؤثرين نحو عالم الأعمال فرصةً لهم لنقل تجاربهم بشكل إقليمي وحتى عالمي من خلال الربط مع العديد من الحملات التسويقية والإعلانية وحتى الإنسانية منها.
ومن المقرر أن تُصدر المنصة تقارير تقييمية للمؤثرين العاملين عليها بشكل مبرمج بحسب المهمات المسجلة لديهم ووفق تعليمات محددة. بحسب الكرد.