الانسحاب الاسرائيلي كذبة كبرى
دحلان: مخطئ من يعتقد أو يحلم بالقضاء على حماس في غزة
أكد النائب الفلسطيني محمد دحلان ، أنه "سيكون مخطئا من يعتقد أو يحلم بالقضاء على حركة حماس أو على الشعب الفلسطيني في غزة ".
وقال دحلان خلال "منتدى الغد للشرق الأوسط 2019" المنعقد في لندن، إن "إسرائيل سوقت إلى "كذبة كبرى" بأنها انسحبت من قطاع غزة، لكنها انسحبت من داخل المدينة وتحاصرها من الخارج وتمنع الدخول والخروج، ووضعت 2 مليون فلسطيني في سجن كبير".
وشدد دحلان على أن "هناك مصلحة إسرائيلية وفلسطينية لدمج أبناء القطاع في السلطة الفلسطينية وإعادة بناء نظام سياسي يسمح لـ2 مليون فلسطيني أن يعيشوا بحرية وكرامة" كما قال.
وأشار دحلان إلى أن "حماس ارتكبت خطأ كبير في (الانقلاب) في غزة عام 2007، بعد أن جمّلت لها دول عربية وشخصيات من "الإخوان المسلمين" لهم فكرة السيطرة على غزة وتوسيع من تمثيلهم للفلسطينيين".
ولفت إلى أن "هذا (الانقلاب) خسر منه الشعب الفلسطيني وخسرت منه "حماس" وخسرت منه "فتح" أيضا، وفي النهاية خسر كل النظام السياسي الفلسطيني وصب في صالح إسرائيل" على حد قوله.
وأكد دحلان أن الاستمرار في الانقسام هو جريمة مكلمة للخطأ الأول، مشددا على أن الضمانة الأولى لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني هي إعادة بناء الوحدة الوطنية.
وأردف أنه" يجب على الفلسطينيين تقديم خطة لإعادة بناء النظام السياسي وخطة لإعادة اللحمة لمواجهة الاحتلال بمطالب واضحة."
إلى ذلك، قال دحلان إن مصطلح " صفقة القرن " لا ينطبق على الحالة الفلسطينية ولا توجد مقومات لتنفيذه، مشيرا إلى أنه شارك كمفاوض منذ عام 1993، وخلال المفاوضات كانت هناك على الدوام صعوبات، إلا أنه كانت بها نقاط يمكن النقاش حولها والتوصل إلى قواسم مشتركة في النهاية، إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية في معالجتها للبنود الواردة في الصفقة تسير في الطريق نحو الفشل بسرعة "قطار ياباني" – بحد وصفه.
وأضاف أن "أي اتفاق يحتاج إلى موافقة الطرفين إذا كان الهدف الوصول الى اتفاق"، متابعاً أن "الطريقة التي تُسرب بها الإدارة الأمريكية بنود "صفقة القرن" يتضح أنها تنحاز تماما إلى الجانب الإسرائيلي وتناصب العداء لمصالح الشعب الفلسطيني".
وأوضح أن "هناك طرق مختلفة لمعالجة القضية بدون المساس بمصالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مشددا على أن هناك قضايا جوهرية ليس لها علاقة لا بالتجارة أو بالتنظير، وأنها تتعلق بروح الشعب الفلسطيني، بحسب قناة الغد.
وأكد دحلان أنه عندما يمس الموضوع القدس فإن الأمر يتعلق بكل المسلمين من فلسطين وخارجها، ورأى أن الطرفين في تلك المرحلة ليسا على استعداد لأفكار تُعرض في الهواء دون مراعاة تراعي مشاعر الشعب الفلسطيني ولا المصالح العربية، مؤكداً أن القدس ليست فلسطينية فقط بل تمس المسلمين والعرب والفلسطينيين، معرباً عن اعتقاده بأن المسار الأمريكي لن يؤدي إلى نتائج إيجابية.
وأوضح دحلان أنه لا يوجد سواء رئيس أو مواطن فلسطيني أو رئيس أو ملك عربي يستطيع القول إن القدس لإسرائيل، لافتا إلى أن خطورة ما يجري خلال العامين الماضيين هو تعبئة الشعب الفلسطيني لكي يبقي في صراع أبدى مع الشعب الإسرائيلي.
وبين دحلان أن استكمال الصفقة وما تشمله عن القدس والأماكن الدينية المقدسة ستكون كلمة سر لانفجارات جديدة مع إسرائيل، محذراً من أن المساس بالقدس والأماكن الدينية الإسلامية أو المسيحية سيجلب صراعاً دموياً ونحن في غنى عنه.
وتابع دحلان أن من تبعات مخاطر ما يجري هو دفن فكرة "حل الدولتين" بشكل نهائي، مضيفا أن فكرة "حل الدولتين" تتلاشي من خلال السلوك الأمريكي ومن خلال سلوك "نتنياهو" على الأرض، وهذا الأمر سيدفع الشعب الفلسطيني للمطالبة بحل الدولة الواحدة، وهو ما سيعقد الصراع مدى الحياة.