"غوغل غزة" تحلّق في العالم الافتراضي رغم الحصار

غزة / سوا / قد لا تنافس شركته غوغل أو صانع البرمجيات الألماني ساب لكن رجل الأعمال المقيم في غزة سعدي لظن يخطط لتغيير ذلك.


ففي غضون تسع سنوات حول لظن وشريكه أحمد أبو شعبان شركتهما «يونت ون» من مشروع صغير يشغل غرفة واحدة في قطاع غزة المحاصر الى شركة ناجحة لها عملاء في أوروبا والولايات المتحدة والعالم العربي.


ورغم عدم قدرتهما على مغادرة غزة بسهولة الا أن باستطاعتهما تطوير برمجيات للانترنت والأجهزة المحمولة وتقديم خدمات إدارة البيانات للعملاء في الخارج والتنافس مع الشركات في الهند وفي أماكن أخرى.


وقال لظن (33 عاما) «استطعنا أن نحدث ثغرة في جدار الحصار» متحدثا عن الشركة التي ستتوسع قريبا لتضم أكثر من 60 موظفا بدلا من 13 حاليا معظمهم نساء. 

وأضاف «ننجز المطلوب في الوقت المناسب وكما يرغب العميل بالضبط.»


خطرت الفكرة للظن وأبو شعبان بعد تخرجهما وحصولهما على درجة في علوم الكمبيوتر. عمل لظن لفترة وجيزة كمتعاقد في مجال تكنولوجيا المعلومات مع الامم المتحدة وسرعان ما أدرك أن من الأحرى به أن يدير شركته الخاصة.


وفاز الرجلان بأول عميل بعد محاولة عن طريق سكايب حيث قدما عرضا مجانيا. اقترضا المال من الأصدقاء لشراء أجهزة الكمبيوتر وتوسعنا ببطء. والآن تشغل الشركة شقتين في الطابق الخامس ببناية في حي مطل على البحر في غزة.


وفي المقر يعمل عشرات النساء معظمهن يرتدين غطاء الرأس وتقوم مجموعة منهن بإدخال بيانات عن العلامات التجارية لشركة في هولندا.

غوغل غزة


بدأت «يونت ون» عملها بالتركيز على تطوير البرمجيات وتطبيقات اي.فون وأندرويد لكن توجد الان وحدة أكبر تتولى معالجة البيانات.


ولم يخل الطريق من عقبات خطيرة مثل الحرب في تموز وآب من العام الماضي والتي عطلت التوظيف وتسببت في انقطاع الكهرباء فضلا عن أن البنوك في غزة لا تستطيع تلقي التحويلات من الخارج بسهولة.


وقال لظن «مسألة تلقي الحوالات المالية كانت صعبة في البداية.. في عام 2006 عندما بدأ الحصار اضطررنا ل فتح حساب بنكي في الضفة الغربية.» ولا تخضع الأراضي الفلسطينية في الضفة لنفس القيود المفروضة على غزة.


وقال لظن ان حرب غزة تسببت في معضلة كبيرة بقطاع يتوقف النجاح فيه على سرعة الإنجاز.


وقال «نحاول أن نستعيد الثقة.. نحاول أن نقول للجميع ان غزة يمكنها أن تقوم بالعمل بالرغم من كل العقبات.»


وبسؤاله عن الجوانب المالية أحجم لظن عن الدخول في التفاصيل لكنه يقول ان الشركة رابحة وتتوسع. وعندما أعلن عن عشر وظائف جديدة تلقى 400 طلب.


وقال بثقة «نطمح أن نصبح مثل غوغل.. أتمنى أن أجعل من شركة «يونت ون» مثل غوغل من أجل شعبنا في قطاع غزة.. ليس فقط في مجال العمل ولكن في المجالات الترفيهية أيضا».

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد