هآ’رتس:إسرائيل كانت تعلم بوجود الجنرال الإيراني
القدس / سوا / كتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، أنه من الجائز الافتراض بأن من اتخذ القرار باغتيال القيادي في حزب الله، جهاد مغنية، في الجانب السوري من الجولان، الأحد الماضي، كان يعلم، أثناء اتخاذ القرار، بوجود الجنرال الإيراني في أحد المركبتين المستهدفتين.
واعتبر عاموس هرئيل أن ما نشرته "رويترز"، يوم أمس الأول، نقلا عن مصدر أمني إسرائيل يدعي فيه أن إسرائيل لم تعلم بوجود الجنرال الإيراني، على أنه يبدو غير موثوق، حيث أنه بعد وقت قصير من النشر صدر بيان رسمي من الأجهزة الأمنية مفاده أن ما نشر غير موثوق.
ويشير إلى أن معلومات كانت تفيد بأن جهاد مغنية (25 عاما) وصل إلى الجولان في ربيع 2014، بعد قرار مشترك من قبل حرس الثورة الإيراني وقيادة حزب الله. وأنه يعتبر ناشطا عملانيا في حزب الله. كما سبق وأن أشارت "هآرتس"، في الشهر الماضي، إلى أن الأسير المحرر سمير قنطار، الذي انضم إلى حزب الله بعد إطلاق سراحه، كان يقف على رأس مجموعة أخرى تابعة لحزب الله في الجولان، وأن هذه المجموعة نفذت سلسلة عمليات في النصف الثاني من العام الماضي، بضمنها تفعيل عبوات ناسفة في داخل الحدود الإسرائيلية، وإطلاق صاروخ مضاد للدبابات، ولكن المستوى العملاني للعمليات لم يعتبر عاليا.
ويضيف هرئيل أنه من المرجح أن مغنية تولى مسؤولية قيادة عمليات إيران وحزب الله في الجولان، وذلك في إطار عمليات هجومية ضد إسرائيل، بهدف فتح جبهة مقاومة أخرى ضد إسرائيل لتنفيذ عمليات نوعية، تعمل بشكل منفصل عن حدود لبنان، بما يضمن عدم المخاطرة في التعرض لرد إسرائيلي في لبنان.
وتابع أن مغنية ترأس قوة تضم عشرات المقاتلين، وتدربوا بشكل مكثف على يد ضباط إيرانيين ولبنانيين، وتخصصوا في تفعيل العبوات الناسفة وإطلاق الصواريخ، وإطلاق القذائف المضادة للدبابات، وتنفيذ عمليات تسلل إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الشبكة الجديدة التابعة لحزب الله كانت مسؤولة عن 4 عمليات أطلقت فيها صواريخ كاتيوشا من سورية إلى الجانب المحتل من الجولان أثناء الحرب العدوانية على قطاع غزة في الصيف الماضي.
ويضيف أنه بموجب معلومات معروفة للأجهزة الاستخبارية الغربية فإن مغنية كان في مراحل متقدمة من الإعداد لعمليات أخرى، وأنه على هذا الأساس يمكن فهم الجولة التي أجراها مع ضباط آخرين على طول الحدود مع إسرائيل في الجولان السوري يوم الأحد.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن مغنية وصلوا إلى الجولان من جهة دمشق، وقاموا بجولة على طول المنطقة الشمالية التي لا تزال تحت سيطرة النظام السوري، حيث أن غالبية الحدود، من القنيطرة باتجاه الجنوب وقعت تحت سيطرة المعارضة في الشهور الأخيرة. وأنه من المرجح أن الهدف كان هو وضع خطط عملانية لتنفيذ عمليات لاحقا.
ويكتب هرئيل أنه نظرا لأن القافلة التي استهدفت كانت تتحرك في المركبتين على طول الحدود، فمن الممكن الافتراض بأن المعضلة التي واجهت متخذي القرار تتصل بوجود فرصة زمنية محدود لتنفيذ عملية الهجوم. وأنه إذا كانت هناك معلومات موثوقة تؤكد وجود مخططات لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، كما تؤكد وجود قائد الشبكة ومسؤولين كبار آخرين، فهذا يعني أن عملية الاستهداف ستعرقل خطط الشبكة في الشهور القادمة.
ويضيف أنه، في المقابل، من الجائز الافتراض بأنه كان على متخذي القرار دراسة اعتبارات أخرى، بضمنها وجود الجنرال الإيراني الأمر الذي قد يعقد الوضع المتوتر أصلا بين إسرائيل وإيران، ومن جهة أخرى فإن توقيت العملية يأتي بعد ثلاثة أيام من خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والذي هدد فيه صراحة بشن هجوم على إسرائيل ردا على عمليات في سورية ولبنان، ما يعني أن حزب الله سيجد نفسه مضطرا للرد على العملية.
وينهي هرئيل بالقول إنه استنادا إلى تجارب الماضي، وإذا كانت إسرائيل هي التي نفذت الهجوم، فإن القرار النهائي في مثل هذه الحالات يكون بيد وزير الأمن، وبمصادقة رئيس الحكومة. أما المجلس الوزاري المصغر فهو يصادق عادة على شن هجمات في جبهة معينة، ويبقي القرار بشأن التوقيت والهدف بيد رئيس الحكومة ووزير الأمن.