رسائل عيد تحرير الكويت بعد 28 عاماً على الإنسحاب العراقي
تشهد دولة الكويت، اليوم الثلاثاء، احتفالات بالذكرى الـ28 للتحرير من الغزو العراقي عام 1990، والذي ضرب عرض الحائط بجميع الأعراف والقوانين الدولية.
فمنذ الساعات الأولى للاحتلال السافر لأرض الكويت أدرك الكويتيون نوايا المحتل في طمس هوية هذا الوطن وتاريخه وشرعيته معلنين رفضهم القاطع لهذا العدوان ووقوفهم صفا واحدا إلى جانب قيادتهم الشرعية والدفاع والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الوطن.
وأبى الشعب الكويتي إلا أن يعود الحق لأصحابه وتعود الكويت حرة أبية تحت قيادتها الشرعية المتمثلة في أميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله والأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك.
وكان لهؤلاء الرجال العظماء أبطال التحرير دور بارز في كسب تأييد المجتمع الدولي لتحرير الكويت من براثن الغزو العراقي ودعم الحق الكويتي تحت ظل القيادة الحكيمة والجهود الدبلوماسية التي قادها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله في كل المنابر الدولية لحشد التأييد والمساندة العالمية لطرد العدوان وتحرير الكويت. وذلك بحسب وكالة الانباء الكويتية "كونا".
رسالة سلام
وعلى منبر الأمم المتحدة وقف الشيخ جابر الأحمد- رحمه الله - مخاطبا العالم بأسره قائلا "لقد جئت اليوم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله ومد يد العون لكل من استحقها وسعى للخير والصلح بين من تنازعوا وتعرض أمنه واستقراره ليد العبث إيمانا منه برسالة نبيلة أمرنا بها ديننا الإسلامي وتحثنا عليها المواثيق والعهود وتلزمنا بها الأخلاق". وأضاف "جئتكم برسالة شعب كانت أرضه بالأمس القريب منارة للتعايش السلمي والإخاء بين الأمم وكانت داره ملتقى الشعوب الآمنة التي لا تنشد سوى العيش الكريم والعمل وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الأمل في مأواه وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه أن يستسلم ويستكين للاحتلال مهما بلغ عنفوانه وبطشه".
فكان الالتفاف العالمي حول هذا القائد وقضية هذا البلد من خلال إدانة المجتمع الدولي لجريمة النظام العراقي البائد بحق الكويت وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارات حاسمة بدءا بالقرار 660 مطالبا القوات العراقية بالانسحاب الفوري من الكويت دون قيد أو شرط. واستمرت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالكويت تتوالى تباعا حتى صدور القرار رقم 678 في 29 نوفمبر من عام 1990 والذي كان بمنزلة صدمة كبرى للنظام العراقي البائد عندما أجاز مجلس الأمن استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت وعودة شرعيتها.
ووسط الاحتفالات بذكرى التحرير لا ينسى أهل الكويت رجلا وضع بصمة خالدة في أذهانهم وقلوبهم بطل التحرير الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله الذي عمد منذ اللحظات الأولى للعدوان إلى اتخاذ موقف شجاع لحفظ الشرعية الكويتية والإصرار على الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله بالخروج الى المملكة العربية السعودية.
وفضلا عن ذلك تولى الشيخ سعد العبدالله رحمه الله تنظيم أوضاع الحكومة الكويتية في المنفى وتأمين حياة المواطنين في الخارج والداخل ودعم المقاومة الكويتية والتحرك الدبلوماسي لحشد المواقف الداعمة للحق الكويتي. وفي خطاب له للشعب السعودي في 13 أغسطس من عام 1990 عبر الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عن ألمه الشديد لما تعرض له أبناء الشعب الكويتي بسبب الغزو العراقي قائلا إنها "بادرة خطيرة ويحز في النفس أن يتعرض شعب الكويت لهجوم لا أخلاقي من دولة عربية جارة له وشقيقة".
ولا ينسى الكويتيون أيضا أحد أبطال التحرير الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب الذي أعلن وقوفه مع الحق الكويتي متعهدا بعودة الكويت حرة مستقلة إذ طالبت الولايات المتحدة الأمريكية منذ الساعات الأولى للغزو العراقي للكويت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن تم خلاله تبني القرار رقم 660 الذي طالب بانسحاب القوات العراقية الغازية من الكويت.
كما بدأ الرئيس بوش الأب بالاستعداد العسكري فيما يعرف بعملية (درع الصحراء) إذ بدأت طلائع القوات الأمريكية بالتدفق إلى المملكة العربية السعودية في السابع من شهر أغسطس عام 1990 ليصل عددها إلى 500 ألف جندي شكلوا نسبة 74 في المائة من قوات التحالف الدولية. واستمر الدعم الأمريكي للقضية الكويتية حتى يوم 21 يناير عام 1991 عندما تمكن الرئيس بوش من إقناع مجلس الشيوخ الأمريكي باستخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت بموافقة 52 عضوا معلنا بدء الحرب وعودة الكويت حرة أبية.
كما كان للقائد العسكري الأمريكي الراحل الجنرال نورمان شوارزكوف دور كبير في قيادة عملية (عاصفة الصحراء) إذ كان قائدا للقوات المركزية الامريكية ومسؤولا مباشرا عن عمليات حرب تحرير الكويت. ولن ينسى الكويتيون أيضا قائدا عسكريا له بصمة مهمة في تحرير الكويت وهو الفريق الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت.
وتبقى ذكرى البطولات التي سطرها أهل الكويت رجالا ونساء في الدفاع عن هذه الأرض والذود بأنفسهم في سبيل وطنهم الغالي وتحريره من براثن العدوان الغاشم من خلال الانخراط في الخلايا التنظيمية لتسهيل الأمور اليومية والدخول في المقاومة للدفاع عن هذا البلد إذ استشهد العديد وتم أسر الكثير من الكويتيين حتى صارت أسماؤهم خالدة في ذاكرة الوطن وتاريخه.
يوم تاريخي
في يوم الخميس 14 مارس عام 1991 كان الكويتيون على موعد مع يوم تاريخي مازال محفورا في ذاكرتهم ووجدانهم بعودة رمز الشرعية أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- إلى أرض الوطن بعد غياب استمر أكثر من سبعة أشهر إثر تحرير الكويت من الاحتلال العراقي. وشهد الكويتيون والعالم أجمع في ذلك اليوم لحظات تاريخية حينما خرج الأمير الراحل من باب الطائرة التابعة للخطوط الجوية الكويتية فور توقفها على أرض مطار الكويت الدولي رافعا يديه بالدعاء والشكر ثم ساجدا لله عز وجل بعد أن وطأت قدماه أرض الوطن على عودة البلاد حرة مستقلة.
وحينها كان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح- رحمه الله - في مقدمة مستقبلي الأمير الراحل وغصت شوارع الكويت رغم جراحها بآلاف المواطنين والمقيمين وسط احتفالات شعبية وهم يرفعون أعلام الكويت وصور الأمير الراحل وولي عهده طيب الله ثراهما ابتهاجا بعودة الشرعية للبلاد.
وعن تلك الرحلة التاريخية أفاد قائد الطائرة التي أقلت الأمير الراحل إلى أرض الوطن الكابتن فلاح الشمري بأنه علم بتكليفه بقيادة هذه الرحلة المهمة قبل يومين من إقلاعها وقد "صاحب سعادتي فخر كبير بأن أكون جزءا من رحلة تعد تتويجا للتحرير". وقال الشمري إن الطائرة (بوبيان) اقلعت من مطار قاعدة الملك خالد الجوية في منطقة حفر الباطن، وأضاف أنه "بدخول الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد للطائرة قمنا في بداية الرحلة بالترحيب به رحمه الله وباركنا له تحرير دولة الكويت وعودة الشرعية وتم إعطاؤه موجزا عن خط سير الرحلة وحالة الطقس"
ولفت إلى أن الرحلة كانت قصيرة بحكم قرب منطقة حفر الباطن من مطار دولة الكويت اذ لم تستغرق اكثر من 25 دقيقة وكان الطقس جيدا لكن الأجواء في الكويت كانت سيئة بسبب الدخان الكثيف جراء قيام الجيش العراقي بحرق الآبار النفطية مما تسبب في بعض الخلل بالطائرة خلال الرحلة لكن بحمد من الله تم التعامل معها بشكل سريع. وذكر أنه "بهذه المناسبة لا نملك إلا أن نحمد الله تعالى على نعمة التحرير ونسأله سبحانه أن يتغمد شهداء الكويت في جنات النعيم" موجها نصيحة لمن لم يعاصر الغزو والاحتلال من الشباب بأن الوطن ليس له بديل والوحدة بين أبناء الشعب الكويتي أيام الاحتلال هي مثل يجب الاحتذاء به وذلك بحسب موقع"الكويتية".
المصدر: بوابة الشرق الإلكترونية