شباب من غزة يقهرون إعاقاتهم بمشاريع ريادية

شباب من غزة يقهرون إعاقاتهم بمشاريع ريادية

بالإبرة والخيط وحبيبات الخرز، تعكف سهام أبو عويضة (36) عاماً، على صناعة قطع جذابة من الإكسسوار، منها ما هو تراثي وآخر على هيئة سلاسل تبث السعادة في نفس من يقتنيها.

في مخيم المغازي وسط قطاع غزة يقع منزل "سهام" التي تحول غرفتها الصغيرة إلى معمل لصناعة المشغولات اليدوية بألوانها المبهجة.

بدأت سهام، مشوارها المهني بالتعلم عن طريق موقع "يوتيوب"، وتطبيق ما تتعلمه بلمساتها الفنية، قبل أن تنضم لأحد المخيمات التعليمية، إذ حظيت خلاله على دعم وتطوير فكرتها الصغيرة إلى مشروع ريادي ناجح.

وتتغلب على إعاقتها الحركية بصنع سلاسل وقطع الإكسسوارات، إضافة إلى القطع الصوفية، مستثمرة وقتها بصناعة ما هو محبب لها ومطلوب لدى الفتيات.

WhatsApp Image 2019-02-19 at 9.09.42 AM.jpeg
 

وحول قطع الزينة التي تصنعها، قالت لمراسلة "سوا": "كل فتاة تسعى لأن تكون متميزة عن نظيراتها بما ترتديه، سيما المطرزات التراثية، والعمل اليدوي يتيح لكل واحدة منهن أن تتميز بقطع من الإكسسوار".

وشاركت الشابة الغزية، بسلسلة من المعارض المحلية، فيما باتت حاليا تعمل عبر خدمة الأون لاين من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

WhatsApp Image 2019-02-19 at 9.09.44 AM.jpeg
 

وبهذا الصدد، قالت : "أطمح أن يكون لدي خط إنتاج أساعد من خلاله زميلاتي من ذوات الإعاقة، للاندماج في هذا الفن، والاعتماد على أنفسهن بعمل ينقذهن من البطالة".

ولم تكتف أبو عويضة بمشروعها، بل ترشحت لانتخابات الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة وحصدت مقعدًا في عضويته.

طعم النجاح

ولا يعد الكرسي المتحرك عائقا أمام عبد الكريم القريناوي (29)عاما، بل هو حامله لتحقيق طموحاته والهروب من فخ البطالة الذي بات يؤرق غالبية الخريجين في قطاع غزة.

طريق عبد الكريم لصعود درجات النجاح بدأت بعد 360 ساعة تدريبية، طبق بعدها ما تلقاه من تدريبات عملية في منزله وسط مخيم النصيرات.

ويقول متحدثا عن طريقه : "اجتهدت وأنا أبحث عن مكان أنطلق منه، لأوظف ما تلقيته من تدريبات، وعلى محض الصدفة اهتديت لأحد المخيمات التدريبية في تنمية قدرات الإدارة والمال وكتابة المشاريع، ومن هنا كانت البداية".

ويضيف: "بدأت مرحلة المنافسة القوية بدعم من المنتدى الاجتماعي التنموي وتأهلت على إثرها للحصول على تمويل لمشروعي الريادي".

WhatsApp Image 2019-02-19 at 9.09.44 AM (1).jpeg
 

ووصف عبد الكريم شعور النجاح وهو وسط أجهزته الذكية في معرضه لصيانة الهواتف المحمولة قائلا: "الحلم أصبح حقيقة رغم الصعوبات التي تواجهني، سأعمل على تطوير مشروعي وأحافظ على مصدر رزقي متحدياً العقبات".

نقلة نوعية

في أجواء من الفرح وسط حضور ملفت من الأهالي، نجحت إيمان الثلجي من دير البلح تحقيق طموحها عبر افتتاح مشروعها الخاص، "روضة نبع الإيمان".

الشابة الحاصلة على بكالوريوس علم الأحياء، تجاوزت إعاقتها البصرية الجزئية، والتحقت في العمل بمركز تعليمي لتطويع مهاراتها، حتى تشكلت لديها الخبرة الكافية، وأصبح باستطاعتها الانطلاق في مشروعها الخاص.

واستثمرت الفتاة العشرينية، إجازتها الصيفية بتلقي تدريبات مكثفة، بمساعدة وإشراف فريق متخصص برفقة مئة من الأشخاص ذوي الإعاقة، قبل أن تظفر بتمويل لمشروعها.

 

وتحدثت الثلجي لمراسلة "سوا" والابتسامة تكتسي محياها، قائلة: "مشروع روضة نبع الإيمان قصة نجاح لفتاة صنعت لنفسها اسماً في ريادة الأعمال، متجاوزة العقبات التي وقفت أمامها، بحصولها على ترخيص للروضة بعد عمليات كر وفر".

وبات مشروع إيمان يشكل مصدر دخل لعائلتها في الوقت الحالي، لاسيما وأن معيل الأسرة عاطل عن العمل.

وتسعى الثلجي مستقبلاً لتوسعة الروضة وتهيئتها لاستقبال الأطفال من ذوي الإعاقة ومواءمتهم لمنحهم حقهم بالتعليم.

ويبلغ معدل البطالة في صفوف النساء بقطاع غزة 73 %. وفق وزير العمل في حكومة تسيير الأعمال مأمون أبو شهلا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد