قيادي بحماس يتحدث عن المصالحة والعلاقة مع لبنان وإيران
تحدث قيادي في حركة حماس ، يوم الجمعة، عن ملف المصالحة و صفقة القرن ، والعلاقة الراهنة مع الدولة اللبنانية وإيران، مشيرًا إلى اجتماع جرى بين قيادات من الحركة ووزير الخارجية الإيراني في لبنان.
وقال ممثل "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي للاناضول إن العلاقات الفلسطينية مع الدولة اللبنانية تقتصر اليوم على الأجهزة الأمنية اللبنانية فقط، بينما نريد أن تكون العلاقة شاملة، ومن منظور أوسع (سياسية وأمنية واجتماعية وقانونية وغير ذلك)".
ودعا الحكومة اللبنانية إلى تخفيف الإجراءات الأمنية حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف أن التهديدات الأمنية الأساسية التي كانت موجودة "واجهناها نحن والأشقاء اللبنانيين بجهود مشتركة وعملنا على إنهاء التحديات".
وتابع: آمل أن تنتهي هذه الإجراءات، فالشعب الفلسطني يريد العيش بكرامة ليبقى متمسكا بهويته وبحقه في العودة؛ فبيئة الفقر غالبا ما تحتضن ظواهر مشوهة، كالتطرف والإرهاب، وظواهر اجتماعية سلبية كالمخدرات وغيرها.
وأردف عبد الهادي قائلا إن "الوجود الفلسطيني في لبنان مر بمراحل في تعامل لبنان معنا، والمرحلة الأولى السابقة هي صفحة طوينا فيها السلبيات والإيجابيات".
وزاد قائلا: اليوم نعيش علاقة صحية.. أصبح اللبناني ينظر بإيجابية إلى وجود الفلسطيني في لبنان، باعتباره يمارس دورا إيجابيا على كافة المستويات، ولا يسهم في الإخلال بالأمن أو التعدي على سيادة لبنان، بل هو جزء من الأمن والاستقرار في لبنان.
ودعا الجهات اللبنانية إلى تمكين اللاجئ الفلسطيني من العيش بكرامة من خلال منحه الحقوق الإنسانية والاجتماعية، وفي مقدمتها حق العمل وحق التملك، ثم المساهمة في تحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، والتخفيف من الضغوطات الأمنية عنهم.
واستطرد: نحن نتفهم الخلافات والتناقضات الموجودة بين القوى السياسية اللبنانية، وهو ما لم يمكنهم أصلا من التفاهم ولو على جزئية واحدة فيما يعنيهم.. فكيف فيما يعنينا نحن كفلسطينيين، وخاصة أن قضايانا في لبنان معقدة.
خطة حكومة الحريري
وفي سياقٍ متصل، قال عبد الهادي إن الفلسطينيين تمنوا إضافة فقرة على بيان (خطة) حكومة سعد الحريري تنص على رفض توطين الفلسطينيين والتمسك بحق العودة.
وأشار إلى أن العلاقات الفلسطينية مع الدولة اللبنانية تقتصر اليوم على الأجهزة الأمنية اللبنانية فقط، بينما نريد أن تكون العلاقة شاملة.
ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا في 12 مخيما و156 تجمعا فلسطينيا في محافظات لبنان الخمس، بحسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية، عام 2017.
وأوضح عبد الهادي: "كنا نأمل أن تكون هناك فقرة واضحة (في البيان) تدعو إلى رفض التوطين (للاجئين الفلسطينيين) و(التمسك بـ)حق العودة، وإن أضيفت عبارة ت فتح المجال أمام الحديث حول الحقوق الإنسانية والاجتماعية".
ونص البيان الوزراي على أنه سيكون هناك حوار لبناني فلسطيني، استنادا إلى الوثيقة اللبنانية الداخلية.
ولا خلاف بين القوى اللبنانية على رفض التوطين، وهو ما تحول إلى نص في مقدمة الدستور، بعد تعديله إثر اتفاق الطائف، عام 1989، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية (1975: 1990).
وأضاف عبد الهادي أن "الوثيقة التي يعنيها البيان الوزاري هي التي اتفق عليها اللبنانيون بخصوص قضايا اللاجئين الفسطنيين في لبنان، وتتضمن منح الفلسطينيين الحقوق الإنسانية والاجتماعية".وزاد بأن حماس تنظر بإيجابية إلى البيان الوزراي، كونه يتضمن هذه الفقرات رغم أننا كنا نريد أن يتضمن فقرة واضحة بخصوص منح اللاجئين الفلسطينيين الحقوق الإنسانية والاجتماعية.
صفقة القرن
من جهة أخرى، حذر ممثل حركة "حماس" في لبنان، من أن "صفقة القرن" تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وندد بهرولة دول عربية للتطبيع مع الاحتلال.
وقال عبد الهادي: إننا كفلسطينيين بأمس الحاجة إلى وحدة وطنية نستطيع من خلالها ممارسة الشراكة وبناء مشروع وطني لمواجهة صفقة القرن.
ودعا عبد الهادي إلى تنسيق الجهود، سواء في المقاومة أو العمل الجماهيري والشعبي والسياسي، للتضامن في مواجهة الاحتلال، لدحره عن أرضنا.
وشدد على أن: حماس لديها قرارا استراتيجيا لا رجعة عنه بضرورة إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام؛ لأنه يسبب كوارث للشعب الفلسطيني وللقضية والمشروع الفلسطيني.
وتابع أن: حماس مصرّة ومستمرة في بذل المزيد من الجهود، والتجاوب مع كل المبادرات، وعلى رأسها الجهود المصرية لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، لكن حتى هذه اللحظة لم نصل إلى نتيجة.
الإجراءات
وبشأن خيارات "حماس" لمواجهة تلك إجراءات السلطة الفلسطينية في غزة ، قال عبد الهادي إن هناك "إجراءات عقابية" كثيرة اتُخذت من جانب الرئيس عباس باتجاه غزة وقد آلمت أهلنا في القطاع وضيقت عليهم أكثر مما ضيق عليهم الاحتلال الإسرائيلي. وفق قوله.
وأضاف أن حماس تريد من خلال المصالحة والجولات والاتفاقيات السابقة، التي عقدت مع السلطة الفلسطينية، "رفع العقوبات"، ولكن حتى اللحظة هناك إصرار على اتخاذ المزيد من "الإجراءات العقابية". بحسب تعبيره.
وأوضح أن حماس تضع رفع "العقوبات" عن غزة كبند أول في المصالحة.
وتساءل: "كيف اتصالح معك وأنت تعاقبني؟.. وهناك إصرار على إبقائها". وفق حديثه.
وتابع إن حماس تسعى بشكل دائم إلى إتمام المصالحة والحديث مع من يمكن أن يؤثر من قيادات "فتح" التي نتواصل معها.
وزاد إن جزءا كبيرا من القيادات الفلسطينية حريص على أهلنا في غزة؛ لأننا أبناء شعب واحد، إضافة إلى ممارسة ضغوطات على السلطة الفلسطينية لإنهاء "العقوبات"، عبر مصر وقطر وحتى جهات دولية كمبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، وروسيا وغيرها من الدول، لعلنا ننجح في ذلك. بحسب قوله.
اجتماع مع جواد ظريف
عبد الهادي قال إنه هو وقيادات من "حماس" اجتمعوا مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال زيارته الأخيرة للبنان (في وقت سابق من الشهر الجاري)، "في إطار تعزيز العلاقة والتواصل مع إيران، التي تربطنا بها علاقة جيدة".
ومضى قائلا: يوجد تنسيق عالي المستوى مع إيران فيما يخص مواجهة التحديات المشتركة، ودعم القضية الفلسطينية والمقاومة، موضحا أن "إيران داعمة دائما للحق الفلسطيني وللقضية الفلسطينية".
وبين أن "حماس" وضعت ظريف في صورة أحدث تطورات القضية الفلسطيينة، وخاصة صفقة القرن، التي تمثل تحديا كبيرا، حيث تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
دعم تركي
ممثل "حماس" قال إن تركيا من الدول دائمة الصداقة للشعب وللقضية الفلسطينية، وتقف دائما إلى جانبنا في الأوقات الحرجة.
ولفت إلى أن تركيا أرسلت سفنا لكسر الحصار عن غزة، والتضحيات التي بذلتها تركيا وشعبها ومؤسساتها هي تعبير صادق في دعم القضية الفسطينية.
وأردف أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والحكومة التركية يقفان بجانب فلسطين، لذلك ننظر بتقدير عالٍ إلى تركيا وجهودها الدعمة للقضية الفلسطينية.واعتبر أن تركيا ودول صديقة أخرى هي من الدول القليلة الداعمة في زمن يهرول فيه عدد كبير من الدول العربية للأسف نحو التطبيع باتجاه العدو الصهيوني لإيجاد حاضنة له في منطقتنا العربية، مع أن شعوبنا لا يمكن أن تقبل هذه الغدة السرطانية في جسمنا العربي والإسلامي بالمنطقة.