ولي العهد السعودي يستثمر ب 20 مليون دولار في باكستان

رئيس وزراء باكستان يجلس بجوار الأمير محمد بن سلمان

أقام رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أمس الأحد، الأمير محمد بن سلمان في جولته لجنوب آسيا والصين، استقبال رسمي في مطار عسكري في روالبندي القريبة من العاصمة إسلام أباد وذلك قبل أن يصطحب خان الأمير محمد في سيارة يقودها بنفسه إلى العاصمة إسلام أباد.

وقال ولي العهد السعودي إن المملكة وقعت اتفاقيات استثمار مع باكستان بقيمة 20 مليار دولار خلال زيارته لباكستان حيث تتصاعد حدة التوتر مع الهند المسلحة نوويا، بحسب رويترز.

واستهل الأمير محمد جولته بجنوب آسيا والصين باستثمارات في باكستان أعلى مما كان متوقعا قائلا إن هذا الرقم لا يمثل سوى بداية لعلاقة اقتصادية ستزيد التقارب بين البلدين الإسلاميين الحليفين بشكل تاريخي.

وقال الأمير محمد ”إنه ضخم بالنسبة للمرحلة الأولى وسيزيد بالتأكيد كل شهر وكل سنة وسيفيد كلا البلدين.

”نحن بلد شقيق وصديق لباكستان. سرنا معا في السراء والضراء وسنواصل ذلك“.ولكن زيارة الأمير محمد تواجه خطر أن تؤثر عليها التوترات الباكستانية المتزايدة مع الهند.وكان مفجر انتحاري قد قتل قبل أيام 44 من أفراد قوات الأمن شبه العسكرية في الهند في إقليم كشمير المتنازع عليه. واتهمت نيودلهي باكستان بالضلوع في التفجير وتوعدت بالانتقام لكن إسلام أباد تنفي التورط في الهجوم.

واستقبلت باكستان التي تعاني من ضائقة مالية وتحتاج لأصدقاء الأمير محمد بحفاوة بالغة تضمنت إرسال طائرات مقاتلة لمرافقة طائرته لدى دخوله المجال الجوي الباكستاني.

وقال خان أثناء جلوسه بجوار الأمير محمد إن ”السعودية كانت دائما صديقا وقت الحاجة وهذا هو سبب تقديرنا لها بشكل كبير.

”أود أن أشكرك على الطريقة التي ساعدتنا بها عندما كنا في وضع صعب“.

وفي الشهور الأخيرة ساندت السعودية الاقتصاد الباكستاني بتدعيم الاحتياطيات الأجنبية المتناقصة بسرعة بقرض قيمته ستة مليارات دولار الأمر الذي أتاح لإسلام أباد فرصة لالتقاط الأنفاس في مفاوضاتها على خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.

وأظهرت إسلام أباد امتنانها بالتعامل مع زيارة الأمير محمد باعتبارها أكبر زيارة دولة منذ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في 2015 في أعقاب إعلان بكين خططا لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في البنية التحتية في باكستان في إطار مبادرة الحزام والطريق العالمية الصينية.

ويُنظر إلى هذه الجولة على أنها محاولة من ولي العهد لتحسين صورته في الخارج بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي حسبما يقول محللون. وألقى كثيرون في الغرب بمسؤولية القتل على الأمير محمد مما تسبب في أكبر أزمة سياسية تواجهها المملكة في عقود. ونفى الأمير محمد ضلوعه في ذلك.

وقال مسؤولون في ماليزيا وإندونيسيا إن الأمير محمد كان يعتزم أيضا زيارة الدولتين خلال جولته الآسيوية لكن الزيارتين أجلتا.

وركزت معظم الاتفاقيات التي وقعت في باكستان على مشروعات الطاقة ومن بينها مصفاة ومجمع للبتروكيماويات يتكلفان عشرة مليارات دولار في مدينة جوادر حيث تشيد الصين ميناء. وقال خان إن مذكرات تفاهم وقعت أيضا لاستثمارات في مجالي المعادن والزراعة.

وتمثل الزيارة تعميقا للعلاقات بين البلدين الحليفين الذين تركزت علاقاتهما سابقا على دعم السعودية للاقتصاد الباكستاني في فترات الشدة مقابل دعم الجيش الباكستاني القوي للسعودية والأسرة الحاكمة.

وبفضل ولاية الأسرة الحاكمة في السعودية على أهم الأماكن المقدسة في الإسلام فإن لها نفوذا دينيا واسعا في باكستان التي يمثل المسلمون أغلبية بين سكانها البالغ عددهم 208 ملايين نسمة.

وقال مشرف زيدي الزميل الباحث في مركز تبادلاب الباكستاني المتخصص في دراسات السياسات العامة العالمية والمحلية ”ما يحدث في هذه العلاقة هو تجديد لالتزام باكستان بالمساعدة في حماية الأسرة الحاكمة والنظام القائم في السعودية.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض يوم 23 ديسمبر كانون الثاني 2018. صورة من الديوان الملكي السعودي

”وفي الجانب الآخر هناك تطمين بأن السعودية لن تواصل فحسب العمل كصديق استراتيجي يساعد في دعم الوضع المالي في باكستان عند الضرورة بل ستصبح مشاركة في الاستثمار على نطاق أوسع في باكستان“.

وقالت مصادر حكومية باكستانية ومصادر في حركة طالبان إنه كان من المقرر أيضا أن يجتمع الأمير محمد مع ممثلين للحركة الأفغانية لبحث مفاوضات السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في أفغانستان منذ 17 عاما.

لكن هذا أصبح غير مرجح بعد أن أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إلغاء الاجتماعات التي كانت تعتزم الحركة عقدها مع خان ومسؤولين أمريكيين في إسلام أباد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد