هآرتس: إسرائيل حذرة جدا من التوجه الى حرب برية في غزة

جيش الاحتلال الإسرائيلي - ارشيفية -

قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرائيل، اليوم الجمعة، أن التقديرات العسكرية تشير إلى تفاقم الأزمة في قطاع غزة ، وهذا الأمر قد يدفع حركة حماس إلى التصعيد مع إسرائيل، فالقناعات بأن حماس وإسرائيل غير معنيات بالحرب في هذه المرحلة، أصبحت واهية.

وأضاف هرائيل في مقاله، ليس من باب المصادفة، أن يجري رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، أول جولة ميدانية له، في منطقة فرقة غزة، حتى أنه صادق على خطة لتحسين الاستعدادات لسيناريوهات مختلفة بشأن قطاع غزة، ولهذه الخطة تم تخصيص ميزانيات عسكرية، على حساب أولويات أخرى على جبهات أخرى.

وأكد هرائيل، أن خطة رئيس هيئة الأركان كوخافي، حول قطاع غزة تم تفسيرها على أنه استعداداً للحرب، والسؤال المهم هو: ماذا تريد إسرائيل من قطاع غزة وما هي الأهداف والإنجازات التي تريد تحقيقها بغزة؟ والى أي حد مستعدة للمخاطرة من أجل تحقيق هذه الأهداف؟.

وتابع: النتيجة المستخلصة من الحروب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة هي: أن إسرائيل خلفت ورائها دمار كبير وقتلى في غزة، مقابل انجازات ضعيفة، تمثلت في تحقيق ردع هش وهدوء مؤقت والحل الذي يستطيع الجيش تقديمه للمستوى السياسي هو الحرب البرية، بواسطة ذراع البر، لكن حتى الآن واضح أنه لا يريد أي شخص في إسرائيل تفعيل الذراع البري بالجيش في غزة.

وأشار إلى، إن تقديرات الاستخبارات العسكرية لسنة 2019، تشير إلى وجود إنذارات إستراتيجية من تدهور الحلبة الفلسطينية، وتغيرات في القوى الداخلية بالسلطة الفلسطينية بالضفة، وتهديدات أمنية تجاه إسرائيل من قطاع غزة.

وفي الضفة الغربية، تشير التقديرات، إلى حدوث تصعيد أو موجه عمليات بعد موت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بينما في الجنوب، يسعى قائد حركة حماس في غزة يحيي السنوار لإجراء تحسين في أوضاع قطاع غزة، لأن الأوضاع الصعبة بالقطاع تشكل تهديدا على حماس.

وأوضح هرائيل، مسيرات العودة حققت إنجازات للحركة، جاءت على شكل تسهيلات وتخفيف من الأزمة الاقتصادية، لكن حماس تريد أكثر من ذلك، مشدداً على أن حماس تريد التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق نار مع إسرائيل، تضمن رفع الحصار وإعادة إعمار قطاع غزة، وبناء مطار وميناء، لكن من الصعب أن تحصل حماس على مثل هذه الاتفاقية، وبدون ذلك ستلجأ حماس إلى التصعيد، وستتدهور الأمور مجددا بالجنوب.

وأكد المحلل العسكري، أن ذراع البر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، محاصر بمخططات قديمة على الرف، والتي لا يطلب أحدا تطبيقها، فأي عملية برية في غزة، ستكلف المليارات، وستؤدي للتورط بغزة، وإحباط الجمهور الإسرائيلي، بالإضافة الى المخاسر الكبيرة في الأرواح البشرية.

وأشار إلى أن إسرائيل حذرة جدا من التوجه إلى حرب برية في غزة، بسبب حساسية الجهور الإسرائيلي للخسائر البشرية، لذلك على رئيس الأركان أفيف كوخافي، العمل على تحسين قدرات سلاح البر بالجيش الإسرائيلي، واقناع المستوى السياسي، بأنه قادر على تحقيق انجازات جوهرية في هذا المجال.

رغم انشغال الحلبة الداخلية في إسرائيل بالانتخابات، إلى أن المخاطر والتهديدات الأمنية لم تنتهي بعد، لكن حتى الآن، التركيز على الجبهة السورية، وذلك في أعقاب التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، ومع ذلك فالاحتمالات الأكبر لاندلاع تصعيد أو مواجهة عسكرية خلال هذا العام، هي بالجنوب في قطاع غزة.

المصدر: عكا للشؤون الإسرائيلية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد