لا يمكن نفي علاقة إغتيال مجموعة من مقاتلي حزب الله وتوقيتها بالانتخابات الاسرائيلية، ومحاولة إسرائيل تسويق العملية على أنها أنجاز أمني كبير وأن الشهيد جهاد مغنية كان ينوي تنفيذ هجمات ضد اسرائيل، وبالنظر لصغر سنه فهذا يقلل من مزاعم اسرائيل، لكن الأهمية تكمن في ما تمثله شخصيته من رمزية وهو ابن الشهيد الرمز عماد مغنية، وما يمثله أيضاً لحزب الله وغيره من فصائل المقاومة، ومن وجهة نظر إسرائيل أن الحساب معه ومع حزب الله لم ينتهي بعد.
ربما لا تعتبر العملية إنجاز أمني كبير وهذا يجب وضعه في الحسبان وارتباطه بالانتخابات الاسرائيلية، في ظل تحرك مقاتلي حزب الله العلني وما يقوم به من تدريبات ووجود مقاتليه على الحدود السورية الاسرائيلية خاصة في الجولان.
لكن بالنظر الى الأهداف الحقيقة من العملية وهي وضع حد لحزب الله من التواجد و الاقتراب أكثر في هذه المنطقة وهي بمثابة عملية ردع وقائي أو تجديد الردع، وهذا ربما اجابة على السؤال لماذا العملية الان؟ أن تأتي العملية بعد يومين من تصريحات السيد حسن نصرالله، هذه هي المعضلة و الإهانة لحزب الله وأمينه العام ومقاتليه وهي ضرب لحزب الله في مقتل. وكان إسرائيل تقول لحزب الله ندرك قدراتكم وقوتكم لكنكم لن تستطيعوا الرد و فتح اكثر من جبهة الآن وأنتم في خضم مواجهة كبيرة لصالح النظام السوري وتقاتلون لجانبه.
التقديرات الصحافية في إسرائيل تعبر عن حالة عدم اليقين عن رد حزب الله متى وكيف، والقول بان حزب الله مشغول في سورية للقتال لصالح النظام وان جزء كبير من مقاتليه موجودين في سورية، لكن هذا لا يمنع حزب الله من الرد لكن يبقى الزمان والمكان والأدوات.
في إسرائيل لا يوجد شيئ اعتباطي ومن دون تخطيط مسبق ولا يصب في مصلحة الاهداف الامنية الاسرائيلية التكتيكية والإستراتيجية وإن جاءت متزامنة و خدمة لنتنياهو في الدعاية الانتخابية في ظل تراجع شعبيته وحزبه مقابل المعسكر الصهيوني الذي يمثله حزب العمل وحزب الحركة، وهذا غير مستبعد وهذا يذكرنا بعملية اغتيال الشهيد احمد الجعبري في العام 2012.
التقديرات الأمنية الإسرائيلية ربما تنبع من مصالح انتخابية وتكون في خدمتها لكن عملية بهذا الحجم وفي هذا التوقيت جاءت وفق حسابات امنية كبيرة وبمشاركة المستوى السياسي والأمني الاسرائيلي، و ربما هذا تثير التساؤلات في ظل الحالة الضاغطة التي يعيشها حزب الله وهو في موقف لا يحسد عليه باغتيال ابن الشهيد مغنية وإغتيال والده في العام 2008، ولم يقوم حزب الله بالرد المناسب، والاهم التصريحات واللهجة الواثقة التي تحدث بها نصرالله في مقابلته التلفزيونية قبل يومين.
كما لا يجب استبعاد موقف ايران وعلاقتها بالتحالف الدولي ضد داعش والموقف في العراق و سورية والشراكة الايرانية في التحالف. ويبقى السؤال الاهم وهو هل سيتحول الجمر على جبهة لبنان الى رماد، أم أن الرماد سيتحول بسرعة كبيرة إلى لهب ولهيب؟ أم اننا سنبقى في إطار الشعار السوري المرفوع منذ عقود ان الرد سيكون في المكان والمناسب والزمان المناسب؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية