نفط سوريا يؤسس لعلاقة بين ترامب والأسد

نفط سوريا -توضيحية -

كشف تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية عن علاقة تجارية مفاجئة بين الحكومة السورية والولايات المتحدة بعد تزويد قوات سوريا الديمقراطية الحكومة السورية بالنفط الخام المنتج من شمال وشرق البلاد.

وتعد قوات سوريا الديمقراطية حليفاً للولايات المتحدة في حربها في مواجهة داعش ورغم فرض واشنطن العقوبات على الحكومة السورية إلا أنها تمدها بالنفط بشكل غير مباشر.

وفي الوقت الذي حافظت فيه حكومة الرئيس بشار الأسد وقوات سوريا الديمقراطية المؤلفة بشكل أساسي من المقاتلين الأكراد، على العلاقة التجارية بينهما، رغم خلافاتهما السياسية التي أبرزتها الحرب السورية، وهددت سبل عيش وموارد كلا الطرفين، يرتكز الحوار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية على حاجة دمشق إلى النفط من المناطق الغنية بالموارد التي تحتفظ بها الأخيرة، وسط مطالبات الأكراد بقدر أكبر من الحكم الذاتي، أسوة بما يحدث في العراق، وفقاً لـ" سكاي نيوز".

ومع استعداد الولايات المتحدة للانسحاب من سوريا، بعد "الهزيمة الفعلية لتنظيم داعش" بحسب "نيوزويك"، تزداد الرغبات الكردية في تعجيل استعادة العلاقة الجيدة مع دمشق وإبرام اتفاق جديد للسماح لوحدات حماية الشعب، الفصيل الرئيس المكون لقوات سوريا الديمقراطية، بمزيد من السرعة في نقل النفط عبر خطوط أنابيب جديدة، يجري بناؤها شرقي مدينة دير الزور التي تسيطر عليها الحكومة

وزعمت مصادر خاصة أن الشركات التي تعمل تحت سيطرة الحكومة السورية بدأت بالفعل في وضع الأنابيب قرب الشحيل، وهي بلدة تقع قبالة الضفة الغربية لنهر الفرات، التي سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على مناطق بها في عمليات سابقة.

وسلسلة التطورات العملية كانت نتيجة اتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات في يوليو الماضي عندما وافق الجانبان على تقاسم أرباح النفط، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الجمعة، تفاصيل متعلقة بنقل النفط حيث كشفت ان الناقلات كانت تسير يومياً تقريباً لنقل النفط إلى مجموعة قاطرجي، برغم تأثرها بالعقوبات الأميركية المفروضة عليها، منذ سبتمبر الماضي، بسبب تورطها المزعوم في تسهيل الصفقات النفطية بين الحكومة وتنظيم داعش.

وكانت الولايات المتحدة بدأت استهداف داعش، بعدما استحوذت على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا في عام 2014، وتعاونت من أجل ذلك مع قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على ثلث البلاد تقريباً في الشمال والشرق فيما ساعد التدخل الروسي على أن يستعيد الجيش السوري الكثير من الأراضي، ولم يتبق سوى محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد التي يسيطر عليها حاليا مسلحون بدعم من أنقرة.

وتكمن في الحصة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية معظم ثروة النفط في البلاد، التي كانت تنتج ما يصل إلى 350 ألف برميل يومياً قبل الحرب، وتضاءلت الآن إلى حوالي 25 ألفاً فقط، وفقاً لتقديرات حديثة، بينما لا تزال الحكومة تسيطر على مصافي النفط.

وساعدت الحملة الناجحة لقوات سوريا الديمقراطية لاستعادة حقول النفط والغاز من داعش في انحسار نفوذ التنظيم الإرهابي، بعد توقف عائداتهم من الطاقة في السوق السوداء.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد