هآرتس: الإنذار الأمني الإسرائيلي الأخير بشأن غزة يكشف ملامح الحرب القادمة
اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم الأحد، أن الإنذار الأمني الإسرائيلي الأخير بشأن القطاع الصحي في غزة ، يكشف جانبا من ملامح الحرب المحتملة على القطاع.
وقالت عميره هاس خبيرة الشؤون الفلسطينية في "هآرتس" إن "هذا الإنذار الأمني الإسرائيلي يمنحنا استنتاجات واضحة، أن النسبة الأكبر من المستهدفين في هذه الحرب سيكونون من المدنيين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، الأمر الذي تكرر في الحروب السابقة بين عامي 2008-2014، وبالتالي سيكون صعبا تقديم العلاج لهم وفق الظروف الطبيعية".
وأضافت أن المخابرات الإسرائيلية تبدي قلقها مما وصفته بانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، لكن هذا القلق يأتي بسبب لافت، لأنه يضع المزيد من الصعوبات على الجيش الإسرائيلي إن أراد أن يشن حربا على غزة".
وأشارت إلى أن "هذا اعتبار غريب، يقضي بأن القيادة السياسية الإسرائيلية يجب أن تضع في حسبانها أن قرار الحرب على غزة لا بد أن يتزامن مع إصلاح الأعطاب القائمة في الجهاز الصحي الفلسطيني".
وأكدت أن "هذا الإنذار الذي أصدرته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول إشكاليات الجهاز الصحي الفلسطيني في غزة يعني بالضرورة أن المجتمع الدولي، وتحديدا الدول الغربية، ستواجه صعوبات جدية في منح الإسناد والدعم لأي حرب إسرائيلية على غزة في ظل عدم القدرة على معالجة المصابين، وشح الإمكانيات القائمة في المشافي والمراكز الصحية في القطاع".
وأوضحت أن "هذا يعني أن المستويات العسكرية والأمنية والسياسية الإسرائيلية تحاول بهذا الإنذار العلني، وهو أمر لافت بالمناسبة، أن تعلن تنصلها وعدم مسؤوليتها عما يعيشه قطاع غزة من كارثة صحية، مع العلم أن هناك إقرارا في إسرائيل بأن السلطة الفلسطينية معنية بانهيار المنظومة الصحية في غزة، وفي الوقت ذاته فإن السلوك الإسرائيلي تجاه الوضع الصحي المتدهور يعني أن السياسة الإسرائيلية تجاه القطاع على أنه كيان منفصل عنها".
حاغاي ميتر الباحث الحقوقي الإسرائيلي قال في موقع "محادثة محلية" إنه "يمكن ربط هذا الإنذار الأمني الإسرائيلي بوجود قرابة ستة آلاف مصاب فلسطيني بالنيران الإسرائيلية خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، وهم ينتظرون إجراء عمليات مستعجلة غير متوفرة في مشافي قطاع غزة".
وأضاف في تقرير له أن "أوساطا طبية فلسطينية ودولية عبرت عن مدى صدمتها من شدة الإصابات للمتظاهرين الفلسطينيين، وعددهم الكبير، ومن ذلك تقارير أصدرتها منظمات: أطباء بلا حدود، منظمة الصحة العالمية، رابطة أطباء لحقوق الإنسان وجمعية "غيشاه"، وجميعها تنشر بصورة دورية تقارير مقلقة حول تدهور الوضع الصحي في غزة".
وأوضح أن "تعليمات الجيش الإسرائيلي لجنوده بإطلاق النار من مسافة قصيرة على أقدام المتظاهرين أدت إلى التسبب بجراح خطيرة جداً تصل حد الإعاقة الدائمة، كما تمثلت الإصابات بظهور جراح تشمل تدميراً يلحق بالعظام والأنسجة اللينة، وبالتالي على الجرحى والمصابين اجتياز عمليات جراحية معقدة جداً". وفق ما نقلته صحيفة عربي 21.
وختم بالقول إن "الجيش الإسرائيلي يعلم تماما أن المستشفيات والمراكز الصحية في غزة لا تستطيع تقديم العلاج المطلوب لهؤلاء الجرحى، ومع غياب الأدوية الحديثة يتسبب ذلك بحدوث تلوثات للجروح، ويجب ألا ننسى الإجراءات البيروقراطية من قبل الجيش الإسرائيلي التي تتسبب بالتباطؤ والتأخير في إعطاء التصاريح للجرحى لمغادرة غزة لتلقي العلاج خارجه".