توتر حاد وسحب سفراء بين المغرب والسعودية والسبب؟
شهدت الفترة الأخيرة توتر ساد العلاقات المغربية السعودية، بعد نشر القناة الثانية المغربية الرسمية، أمس الجمعة، تقرير الأمم المتحدة عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
و نقلت قناة "دوزيم" المغربية الرسمية تقرير الأمم المتحدة عن مقتل خاشقجي عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وأرفقت به تعليقا قالت فيه، "الأدلة التي تم تجميعها عقب زيارة المبعوثة الأممية الخاصة بالتعذيب خارج القانون، تؤكد مقتل "خاشقجي" بشكل وحشي على يد مسؤولين بالنظام السعودي"، بحسب سبوتنيك.
وكشفت مواقع إخبارية مغربية، أن الرباط استدعت سفيرها في الإمارات العربية المتحدة ايضا، بعد استدعائها سفيرها من المملكة العربية السعودية.
وجاء هذا على خلفية فيلم وثائقي بثته قناة العربية، المقربة من الدوائر الحاكمة في السعودية، ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
والفيلم الذي أثار غضب المغرب، يدور حول الصحراء المتنازع عليها، ويدعم وجهة نظر جبهة البوليساريو التي تدعي أن المغرب غزاها بعد أن غادر المستعمرون الإسبان في عام 1975، بينما يقول المغرب إن الصحراء جزء أصيل من أرضه.
ونقلت وكالة أنباء أمريكية، تصريحات لمسؤولين حكوميين، تأكيدهما أن المغرب انسحب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في الحرب اليمنية.
وقال المسؤولان إن المغرب لم يعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في التحالف الذي تقوده السعودية.
وأضافت الوكالة، أن المغرب استدعى سفيره إلى المملكة العربية السعودية، لإجراء مشاورات.
ونقلت الوكالة الأمريكية أيضا، عن أحد المصادر، قولها إن "المغرب رفض استقبال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في موقف وصفه المصدر بأنه كان "مأزقا غير عادي" للأمير الشاب.
وأوضح المصدر، أن السلطات المغربية تحججت برفض استقبال محمد بن سلمان بـ"جدول الأعمال المزدحم" للعاهل المغربي، الملك محمد السادس.
وقالت الوكالة نقلا عن مصادرها إن ظهور وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في لقاء مع قناة "الجزيرة" القطرية وتلميحه إلى تحفظات بلاده الجادة على جولة ولي العهد السعودي التي شملت دولا عربية، خاصة بعد الإدانة الدولية لمقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، أثار استفزاز المملكة التي أعطت الضوء الأخضر لقناة العربية ببث فيلم يدعم البوليساريو ضد المغرب.
و"البوليساريو" هي اختصار لـ"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" المعروفة وهي حركة تحررية تأسست في 20 مايو 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا.
وتنازع "البوليساريو" المغرب، السيادة على إقليم الصحراء، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة،وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.