حنا : حضورنا المسيحي الفلسطيني له جذور عميقة في تربة هذه الأرض المقدسة

المطران عطا الله حنا

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، صباح اليوم السبت، وفد من أبناء الرعية الأرثوذكسية في مدينة الناصرة.

وقد ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء أمام القبر المقدس.

وقال حنا:" نرحب بزيارتكم لمدينة القدس وقد أتيتم من ناصرة الجليل حيث البشارة المقدسة" .

وأضاف:" القدس مدينة ننتمي إليها بكل جوارحنا فهي قبلتنا الأولى والوحيدة وحاضنة أهم مقدساتنا وتراثنا الروحي، أما كنيسة القيامة التي نلتقي فيها الآن، فهي حاضنة القبر المقدس الذي منه انبلج نور الحياة هذا المكان الذي يعني بالنسبة إلينا الشيء الكثير، وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بإيماننا وعقيدتنا وتراثنا وأصالتنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة .

وأردف:" أنتم نور العالم، ومطالبون دوما لكي تكونوا نورا ومصدر خير وبركة وملحا وخميرة في هذه الأرض المقدسة" .

وذكر "كونوا دوما دعاة محبة وأخوة ورحمة وسلام، لان إيماننا يحثنا على ذلك، ولأننا نعتقد بأن الله محبة وعندما تغيب المحبة من حياتنا يغيب كل شيء وبحضور المحبة في حياتنا يكون كل شيء".

وتابع "أحبوا كنيستكم والتي لها تاريخ لم ينقطع لأكثر من ألفي عام، وهي كنيسة مستهدفة يتآمر عليها الأعداء وقوى الشر بهدف تصفية وجودها وسرقة أوقافها والنيل من مكانتها التاريخية والروحية العريقة في هذه البقعة المقدسة من العالم" .

وقال إن "الكنيسة هي أنتم ولا توجد هنالك كنيسة بدون المؤمنين، فإذا ما كنتم أبناء حقيقيين لكنيستكم كانت الكنيسة قوية وعندما تغيبون عن كنيستكم يكون حضور الكنيسة ضعيفا في هذه الأرض المقدسة" .

وأضاف "كنيستنا هي كنيسة البشر وليست كنيسة الحجر فما قيمة المقدسات بدونكم وما قيمة الأوقاف بدون وجودكم".

ومضى قائلا "نعم المقدسات مهمة، وكذلك الأوقاف ولكن الأهم من هذا وذاك هو وجود المؤمنين المتمسكين بقيم الإنجيل والمدافعين عن قيم الحق والعدالة ونصرة المظلومين في هذا العالم" .

وقال إن حضورنا في هذه الأرض ليس حضور طائفة أو أقلية أو جالية أوتي بها من هنا أو من هناك ، فنحن ننتمي لهذه الأرض وتاريخها وهويتها وتراثها ونحب هذا الوطن وندافع دوما عن شعبنا الفلسطيني الذي تعرض للمظالم وما زال حتى اليوم يعاني من تبعات الظلم التاريخي الذي لحق به" .

وأكد أن "من واجبنا جميعا أن ندافع عن الشعب الفلسطيني ونحن نرفض الاتهامات التي توجه إلينا في بعض الأحيان من قبل جهات نعرف من يغذيها ومن يمولها بان الدفاع عن القضية الفلسطينية هو تدخل في شأن سياسي لا يعنينا ونعتقد بأن هذا الموقف إنما هو موقف مغلوط، فلا يجوز إطلاقا اختزال القضية الفلسطينية وكأنها قضية سياسية فقط فهذه القضية لها أيضا أبعاد أخلاقية وإنسانية وحضارية ووطنية" .

وأشار :" في وثيقة الكايروس الفلسطينية وصفنا القضية الفلسطينية بأنها قضية شعب ممتهنة كرامته وحريته وانطلاقا من مبادئنا المسيحية السامية يجب أن ننحاز لهذا الشعب وان ندافع عنه لأننا جزء أساسي من مكوناته ولأننا نرفض القمع والظلم والقهر وامتهان الكرامة والحرية الإنسانية.

وتابع :" من واجبنا كمسيحيين أن ننحاز لشعبنا الفلسطيني، لان قضيته هي قضية حق وعدالة ونحن نرفض رفضا قاطعا وأكيدا الطروحات المغلوطة التي ينشرها البعض هنا وفي سائر أرجاء العالم، ونقول لهم بأننا لسنا متضامنين مع القضية الفلسطينية فحسب بل هذه القضية هي قضيتنا وهذا الشعب هو شعبنا وهذه القدس هي قدسنا وهذه المقدسات هي مقدساتنا ونحن نرفض الظلم والعنصرية بكافة إشكالها وألوانها وستبقى رسالتنا دوما رسالة الانحياز لكل إنسان مظلوم ومعذب ورسالة الدفاع عن قيمنا وعن حضورنا التاريخي العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم".

وقال إن القدس تتعرض لهجمة غير مسبوقة في تاريخها فالفلسطينيون المقدسيون مستهدفون ولا يستثنى منهم احد على الإطلاق، وهدف هذه السياسة الاحتلالية في القدس هو إفراغ المدينة المقدسة من أبنائها وطمس معالمها وتغيير ملامحها وتزوير تاريخها وتهميش وإضعاف الحضور الفلسطيني المسيحي والإسلامي فيها.

وأضاف:" أقول لأبناء كنيستنا ولمسيحيي بلادنا بأننا نعيش في مرحلة نحتاج فيها إلى كثير من الحكمة والرصانة والاستقامة والصدق بعيدا عن الأجندات الشخصية والمصالح الخاصة .

وقال:" نقول لأبناء كنيستنا ومسيحيي بلادنا لا تتقوقعوا ولا تنعزلوا عن هموم وهواجس وتطلعات شعبكم ولا تستسلموا للمؤامرات والمحاولات المشبوهة التي هدفها تحويلنا إلى أقلية مهمشة ومستضعفة لا حول لها ولا قوة في هذه الأرض المباركة.

وتابع:" فلتكن معنوياتكم عالية فإيماننا القويم يعلمنا أن نكون أقوياء في دفاعنا عن الحق وفي دفاعنا عن القيم والمبادئ التي ننادي بها ولا تترددوا ولا تخافوا في أن تقولوا كلمة الحق التي يجب أن تقال حتى وان أزعجت سياسيي هذا العالم لأننا في النهاية ما يهمنا هو مرضاة الله وليس مرضاة الناس .

وقال:" كما وقدم حنا للوفد تقريرا تفصيليا عن أحوال مدينة القدس، مشددا على ضرورة أن يُسمع دوما الصوت المسيحي الفلسطيني العربي المدافع عن القدس، فهذا الصوت لا يجوز أن يغيب أو أن يُغيب لان هنالك للقدس بالنسبة إلينا مكانة كبيرة وخسارة القدس هي خسارة لكل شعبنا ولكل واحد منا كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد