اتهامات لقطر وتركيا بدفع الفلسطينيين لمحاربة اسرائيل
اتهمت الباحثة الاسرائيلية في الشؤون الفلسطينية رونيت مارزين، اليوم الخميس، دولتي قطر وتركيا بتشجيع الفلسطينيين على مقاومة اسرائيل.
وقالت في مقال كتبته في مجلة يسرائيل ديفنيس للعلوم العسكرية إن "قطر وتركيا تدفعان الفلسطينيين باتجاه صراع عنيف ضد إسرائيل، في الوقت الذي تنشغل فيه الأخيرة بالتوتر الناشب في الجبهة الشمالية مع إيران وسوريا ولبنان، حيث يواصل السفير القطري محمد العمادي جولاته المكوكية بين تل أبيب و رام الله و غزة ".
وأضافت رونيت مارزين أن "أنقرة والدوحة تسعيان للحلول محل السعودية ومصر في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تبدو قطر منخرطة بصورة كبيرة في الأوضاع السائدة في قطاع غزة، في حين أن تركيا تظهر نفسها حامية للأماكن المقدسة في مدينة القدس ".
وأوضحت مارزين، المحاضرة في كاتدرائية خايكين للدراسات، أن "قطر وتركيا تحرصان على الابتعاد عن الاستقطاب الطائفي والمذهبي الذي تعاني منه دول المنطقة وشعوبها، وهما تدركان أن حوارا عابرا للثقافات والأديان كفيل بمنحهما مساحة واسعة لا تنالها دول أخرى".
وأشارت إلى أن "قطر الدولة الصغيرة في الشرق الأوسط يقدر عدد سكانها بـ2.57 مليون نسمة، منهم 313 ألف مواطن قطري فقط، والباقي عمال من جنسيات مختلفة، وتخوض منذ عقدين سياسة واضحة باتجاه إقامة علاقات مع العديد من أنظمة المنطقة، وتحاول تصميم أنظمة أخرى جامعة بين القومية العربية والإسلام السياسي، ومن خلال مقدراتها المالية ظهرت قطر الوسيط الدائم في مباحثات المصالحة بين فتح و حماس ".
وأكدت أن "قطر تعتبر دولة غنية من الناحية الاقتصادية، لكنها تفتقر للإرث التاريخي والديني والثقافي، وهو ما تحتاجه لكي ترى في نفسها دولة عظمى في الشرق الأوسط، مقابل خصومها مثل السعودية ومصر، رغم أنها تحوز جملة من المقدرات الكبيرة: كنز إعلامي من خلال القنوات التلفزيونية الفضائية، ومواقع الانترنت، بجانب وجود شخصيات قومية عربية ومرجعيات إسلامية تقيم فيها، وعلاقات إقليمية قوية".
انتقلت الباحثة الإسرائيلية إلى الحديث عن تركيا ودورها في التحريض على إسرائيل، فذكرت أن "أنقرة ترى في نفسها مع الدوحة قوى سياسة صاعدة في المنطقة، كجزء من إستراتيجيتهما الإقليمية، كي تكونا أطرافا مفصلية تواجه السعودية ومصر"، بحسب موقع عربي 21.
وأضافت أن "قطر وتركيا خاضتا حملات إعلامية مضادة لصالح القدس، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بها عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017، حيث تسعى تركيا لتقوية مكانة القدس في الثقافة والإرث التاريخي التركي، والعمل على إيجاد وحدة إسلامية مسيحية في مواجهة اليهود".
وأشارت إلى أن "قطر وتركيا تستغلان التكنولوجيا وثورة المعرفة والعولمة لإحداث تغيير في النقاش الجماهيري العربي، مما يجعل الجمود السياسي الفلسطيني الإسرائيلي يعمل لصالح قطر وتركيا، وتشجعهما على دفع الفلسطينيين للتوجه إلى صراع عنيف بدل المفاوضات السياسية".
وذكرت الباحثة الاسرائيلية أن "قطر وتركيا تسعيان من خلال إشراك المسيحيين الفلسطينيين في حملاتهما الإعلامية المعادية للسيطرة الإسرائيلية على القدس، للحصول على مبررات إقليمية ودولية بشأن شرعية تدخلهما في القدس، ومن ناحية ثانية العمل رغم أنف أنظمة عربية معادية لها، وتقوية نفوذ الإخوان المسلمين، وتحريض الفلسطينيين ضد إسرائيل".