كومبيوترات بحجم أزرار الملابس وتلفزيونات فائقة الدقة أنحف من الجوال
لندن / سوا /تغير قطاع إلكترونيات المستهلكين بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث استولت الهواتف الجوالة على سوق مشغلات الموسيقى الرقمية وأثرت بشكل كبير على مبيعات الكاميرات الرقمية وآلات الرد الآلي وتسجيل المحادثات، بينما انخفضت مبيعات الكومبيوترات المكتبية لحساب الكومبيوترات المحمولة خفيفة الوزن وذات الأداء العالي، مع اختفاء السماعات السلكية الكبيرة لصالح اللاسلكية المحمولة ذات الصوت الواضح، وانحسار التلفزيونات الثقيلة.
واتضح لزوار «معرض إلكترونيات المستهلكين 2015» Consumer Electronics Show CES 2015 الذي حضرته «الشرق الأوسط» في مدينة لاس فيغاس الأميركية الأسبوع الماضي أن الخيال العلمي أصبح حقيقة، إذ أنه مليء بروبوتات تطير وأخرى تجوب أرجاء المعرض وتمازح الحضور، مع انتشار النظارات الذكية التي تعرض الصور على العدسات، وتقديم سيارات ذكية تمنع السائق من صدم أي عقبة أمامه وتصطف من تلقاء نفسها، مع انتشار تلفزيونات كبيرة ذات دقة فائقة وبسماكة أقل من سماكة الهواتف الجوالة، والقدرة على قراءة محتوى بطاقات الذاكرة المحمولة بمجرد ملامستها ومن دون وضعها في الأجهزة الإلكترونية.
* مستقبل الحوسبة
وكشف «برايان كرزانيتش»، الرئيس التنفيذي لـ«إنتل» عن أصغر كومبيوتر في العالم بحجم زر الملابس اسمه «كيوري» Curie، الذي من شأنه إحداث ثورة في عالم التقنيات الملبوسة بسبب حجمه الصغير وقدرته على جلب الحوسبة إلى الكثير من الملبوسات والملحقات التي يمكن ارتداؤها. ويقدم هذا النظام وحدة حوسبة مبنية على نظام «كوارك» Quark وتقنية «بلوتوث» اللاسلكية للتواصل مع الأجهزة الأخرى باستهلاك منخفض للطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى استخدامه بطارية يمكن إعادة شحنها. ومن الممكن استخدام هذه الوحدة في النظارات والسماعات والأساور لتطوير قدراتها وجعلها ذكية بشكل أكبر من السابق. وسيطلق هذا الكومبيوتر المصغر في النصف الثاني من العام الحالي.
وطورت الشركة كذلك تقنيات جديدة من شأنها إزالة حاجز التفاعل مع الكومبيوتر من خلال الفأرة ولوحة المفاتيح واللمس، إذ ستستطيع الكومبيوترات عرض صورة مجسمة في الهواء يمكن التفاعل معها وكأنها موجودة أمام المستخدم، أو على لوحة رقمية تعرض صورا ممتدة يمكن التفاعل معها بطرق مختلفة، وذلك باستخدام تقنية «ريل سينس» RealSense التي تستطيع التعرف على أبعاد العناصر وأشكالها المجسمة بسرعة عالية. ومن تلك الأجهزة «سبراوت» Sprout من شركة «إتش بي» HP الذي يسمح بوضع أي عنصر على اللوحة الرقمية ليتم مسحها ضوئيا وتحويلها إلى صيغة رقمية تظهر على الشاشة، مع إمكانية التفاعل مع تلك الصورة التي ستبث على اللوحة الرقمية. وتعمل الشركة على تطوير الشحن اللاسلكي للأجهزة المحمولة ودمجه في السيارات وطاولات الفنادق والمطاعم والمطارات المختلفة.
واستعرضت الشركة أول طابعة 3 الأبعاد من «إتش بي» تستخدم أحدث معالجاتها («كور آي 7» Core i7) لطباعة مجسمات بسرعات عالية جدا بدقة وجودة كبيرتين، إذ تحتاج طابعة «مالتي جيت فيوجن» Multi Jet Fusion لـ30 دقيقة فقط لطباعة حلقة بيضاوية تستطيع حمل 500 كيلوغرام. وبفضل المعالجات المتقدمة صغيرة الحجم التي لا تستهلك طاقة عالية، أصبح بالإمكان تطوير روبوتات تطير بالمراوح ترى ما حولها وتتفاعل معه من دون تدخل بشري، إذ يكفي على المستخدم تغذيتها بموقع الوجهة المرغوبة لتطير وتبتعد عن العقبات الموجودة في طريقها بذكاء. وطورت الشركة كذلك مجموعة مجسات يلبسها المستخدم تحت السترة وظيفتها الاهتزاز لدى اقتراب أي شيء منها، وذلك لتنبيه المكفوفين أو ضعاف البصر ومساعدتهم على التفاعل مع البيئة من حولهم.
ومن التقنيات الأخرى التي عرضتها «إنتل» ساعة ذكية اسمها «بلوكس» Blocks يمكن تخصيص وظائفها من خلال وحدات صغيرة يمكن ربطها ببعضها البعض على شكل السوار الذي يحمل الساعة على رسغ المستخدم، ليستطيع المستخدم إضافة وحدات بطارية إضافية وشريحة اتصالات ومايكروفون، وغيرها، وفقا للحاجة. واستطاعت الشركة تطوير مكعب يحتوي على 6 كاميرات صغيرة يمكن حمله أثناء تصوير عروض الفيديو، مع تطوير برنامج خاص بتشغيل عرض الفيديو المكون من 6 ملفات منفصلة وعرضها على الشاشة على شكل عرض عادي، ولكن يمكن تحريك الكاميرا فيه باستخدام الفأرة أو أزرار لوحة المفاتيح إلى أي زاوية خلال تشغيل العرض، وتقريب أو إبعاد الصور، وبكل سلاسة، لتتحول عروض الفيديو الحقيقية إلى عروض أشبه بالواقع الافتراضي وتسمح للمستخدم اختيار زاوية العرض التي تناسبه في أي لحظة.
هذا، وطورت الشركة نظاما يتكامل مع السيارات يراقب عيون سائقي السيارات أثناء القيادة والمكان الذي ينظر إليه السائق ومقارنة ذلك مع الكاميرات المحيطة بالسيارة والتعرف ما إذا كان المستخدم لا ينظر إلى الطريق أمامه أثناء اقتراب سيارة منه، لينبهه النظام بذلك صوتيا وعلى شكل إشارة تضيء في مقصورة القيادة واهتزاز المقود، وذلك لخفض احتمال وقوع حادث غير مقصود أثناء التحدث مع أحد داخل السيارة أو النظر إلى معلم ما حول المستخدم أو استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة. وتبنت «جاغوار» و«لاند روفر» هذا النظام في سياراتها المقبلة.
وطورت «كوالكوم» نظاما خاصا بالواقع الافتراضي يستطيع التعرف على تصاميم وحدات ألعاب «ليغو» الخاصة بالأطفال بتصويرها بالهاتف الجوال أو الجهاز اللوحي وتحويلها إلى صيغة رقمية واستخدامها نفسها داخل عالم رقمي للعبة، الأمر الذي ي فتح الآفاق أمام ألعاب تفاعلية بين الواقع والعالم الرقمي. وأطلقت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كتابا جديدا يقدم حقائق مختلفة يمكن النظر إليه باستخدام نظارات الواقع الافتراضي لتتحول الرسومات إلى مجسمات تتحرك في الصفحة والبيئة. وطورت الشركة كذلك نظاما على الأجهزة المحمولة يستطيع تصوير البيئة من حول المستخدم وإعادة رسمها في الكومبيوتر بشكل مجسم، الأمر الذي يسهل تطوير الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الرسومات الهندسية، وغيرها.
* تلفزيونات فائقة الدقة
ويمكن القول بأن العام 2015 سيكون العام الذي أصبحت فيه التلفزيونات فائقة الدقة 4K أقل سماكة من الهواتف الذكية، إذ عرضت «سوني» أنحف تلفزيون في العالم من طراز «برافيا إكس 900 سي» Bravia X900C بقطر 65 بوصة وبسماكة 4.9 مليمتر فقط (أقل من سماكة «آي فون 6») ويعمل بنظام التشغيل «آندرويد تي في» Android TV الجديد للتفاعل صوتيا معه وعرض الصور وعروض الفيديو وتشغيل التطبيقات والألعاب الإلكترونية على الشاشة بسهولة. وسيطلق التلفزيون في ربيع العام الحالي.
وكان من الواضح أن قطاع التلفزيونات الذكية يدفع نحو جعل الدقة الفائقة 4K هي الدقة القياسية، حيث ركزت غالبية الشركات على هذه الدقة، الأمر الذي يعني أن التلفزيونات التي ستطلق قريبا ستدعم هذه الدقة، وستكون ذات أسعار منخفضة نسبيا بسبب منافسة الشركات. واستعرضت الكثير من الشركات تلفزيونات ثلاثية الأبعاد تعرض الصور من دون الحاجة لارتداء نظارات خاصة، وبجودة عالية، الأمر الذي قد يعني التخلص نهائية من تلك النظارات التي لا تعمل إلا مع طرز محددة من التلفزيونات بسبب اختلاف المعايير المستخدمة. واستعرضت «باناسونيك» وسامسونغ تلفزيونات كبيرة تعرض الصورة بدقة 8K، أي ضعف الدقة الفائقة، أو 8 أضعاف الدقة العالية.
وعرضت «باناسونيك» نظاما رقميا يراقب مباريات كرة القدم وتحركات اللاعبين ويقوم بتحليل المباريات فورا على الشاشة بدقة تصل إلى 95 في المائة، مثل عرض رقم كل لاعب وسرعته والمسافة التي قطعها وعدد التمريرات الصحيحة التي قام بها، وغيرها، والتي يتوقع أن تتكامل مع الجيل الجديد من التلفزيونات الذكية المتصلة بالإنترنت، ليتحول تلفزيون غرفة الجلوس إلى محلل رياضي!
* ساعات وأجهزة ذكية
وطورت «إل جي» ساعة ذكية بالتعاون مع شركة السيارات «أودي» تتحكم بالسيارات التي تقود نفسها، ولكنها لم تفصح عن المزيد من التفاصيل حاليا. وكشفت الشركة عن هاتف «ديسبلاي» Display الذي يقدم شاشة منحنية من الجهتين في تحد صريح لجهاز «غالاكسي نوت إيدج» الذي أطلق مؤخرا وقدم شاشة منحنية في جهة واحدة. ولم تفصح «إل جي» أيضا عن أي تفاصيل حول هذا الهاتف. أما هاتف «إل جي جي فليكس 2» G Flex 2 فيقدم شاشة منحنية بقطر 5.5 بوصة أكثر وضوحا من الإصدار السابق ويعمل بمعالج «سنابدراغون 810» فائق الأداء.
وقدمت «لينوفو» ملحقا للهواتف الجوالة على شكل مصباح «فلاش» خارجي اسمه «فايب إكستنشن سيلفي فلاش» Vibe Xtension Selfie Flash يقدم ضوءا أفضل من الفلاش المدمج في الكثير من الهواتف الذكية لالتقاط صور مميزة، وخصوصا الصور الذاتية «سيلفي» التي غالبا ما تفتقر فيها الكاميرات الأمامية إلى ضوء «فلاش». وبالحديث عن «لينوفو»، أطلقت الشركة ساعة «فايب باند في بي 810» Vibe Band VB810 التي تقدم شاشة بقطر 1.43 بوصة تعمل لأسابيع بشحنة كهربائية واحدة، على خلاف اليوم الواحد للأجهزة المشابهة، وذلك بسبب استخدام الحبر الإلكتروني عوضا عن الشاشات الأخرى المتطلبة للطاقة. وتستطيع الساعة مراقبة النشاطات الرياضية للمستخدم ومعدل نومه وتعرض التنبيهات الواردة إلى هاتفه، وبسعر 89 دولارا فقط. وعرضت الشركة كذلك كومبيوتري «لا في إتش زيد 750 و550» LaVie HZ750 & HZ550 المحمولين اللذين يعتبران الأخف وزنا في فئة 13 بوصة بوزن 780 غراما، ويعملان بأحدث المعالجات لتقديم مستويات الأداء العالية.
وتطورت الروبوتات الطائرة المتخصصة بالتصوير، مثل «هيكسو+» HEXO+ الذي يمكن برمجته باستخدام الهاتف الجوال لتحديد المسافة بينه وبين المستخدم لحظة التقاط الصورة والارتفاع المرغوب وعدد الصورة التي سيلتقطها في فترة زمنية محددة، والتوقيت المطلوب، ليطير الروبوت ويبدأ عمله بالشكل المفترض، الأمر المفيد للرياضيين وخلال السباقات، وغيرها من المجالات الأخرى. وعرضت ضمادة «تيمبتراك» TempTraq اللاصقة الذكية التي توضع أسفل إبط الطفل من دون أن تزعجه لتراقب درجة حرارته باستمرار وتبث المعلومات لا سلكيا عبر تقنية «بلوتوث» إلى هاتف المستخدم ليعرض التطبيق الحرارة بشكل مستمر وسجل الدرجات المخزنة في كل يوم. وأطلقت «توشيبا» بطاقة ذاكرة محمولة من فئة «إس دي» SD بسعات 8 و16 و32 غيغابايت يمكن معاينة 16 صورة مخزنة بداخلها ومعرفة السعة المتبقية بمجرد ملامستها لهاتف ذكي، إذ أنها تدعم تقنية الاتصال عبر المجال القريب NFC، ولكنها لا تدعم سوى الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد» حاليا.
ومن جهتها أطلقت «سامسونغ» قرصا صلبا بحجم بطاقة العمل يستطيع تخزين 1 تيرابايت من البيانات (1024 غيغابايت) من طراز «إس إس دي تي 1» SSD T1 ينقل البيانات أسرع بنحو 4 مرات من الأقراص الصلبة الخارجية الأخرى (يستطيع نقل ملف بحجم 3 غيغابايت في نحو 8 ثوانٍ). وستطلق الشركة القرص بسعر 600 دولار أميركي (للمقارنة، يبلغ سعر القرص الصلب الخارجي القياسي بالسعة نفسها نحو 70 دولارا)، وستصدر أقراصا بسعات وأسعار أقل.
وأطلقت «نيكون» كاميرا «دي 5500» D5500 التي تعتبر الأولى للشركة في فئة الكاميرات الرقمية أحادية العدسات من حيث توفير شاشة تعمل باللمس. وعُرض كذلك كومبيوتر الألعاب «سايبرباور ترينيتي» CyberPower Trinity الذي يوزع مكونات الكومبيوتر على 3 غرف منفصلة بهدف إبعاد الدارات التي تصدر حرارة عالية عن بعضها البعض لرفع مستويات الأداء وحماية تلك الدارات، حيث توضع بطاقة الذاكرة في غرفة، والمعالج في غرفة أخرى، بينما توضع وحدة الطاقة الكهربائية في غرفة أخرى مع إمكانية إضافة بطاقة رسومات إضافية في تلك الغرفة. وتتصل جميع الغرف مع بعضها البعض من خلال محور في الوسط. ويعمل الكومبيوتر بمعالج Core i7 - 4790K ويستخدم بطاقة رسومات متقدمة من طراز nVidia GeForce GTX 980 وقرص صلب يعمل بتقنية الحالة الصلبة بسعة 512 غيغابايت.