محمود عباس ينعش روح القضية الفلسطينية بالكاريكاتير!
باتت ريشته تعزف ألحاناً ثورية في تجسيد الهوية الفلسطينية، من مرسمه الصغير ينعش روح القضية، فتخرج اللوحات معلنة حالة السلام بتنوع مواضيعها ما بين الإنسانية والسياسية.
محمود نعيم عباس (32 عاماً)، فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير، انطلقت أعماله من غزة ، حتى وصلت إلى العالمية.
وشكلت الأوضاع الراهنة والنزاعات السياسية، بيئة خصبة، لدى رسامي الكاريكاتير عامة، و"عباس" بشكل خاص؛ لتحويل الواقع إلى رسومات تتهكم من الأحداث المتناقضة الجارية على الساحة العربية والفلسطينية.
"فنان الانتفاضة" هكذا أطلق على عباس؛ كونه انطلق في انتفاضة الأقصى عام 2000، وكانت جدران غزة من أقصى شمالها حتى جنوبها شاهدة على ذلك، برسوماته الحية لصور الشهداء، وكتاباته التي جسدت قصص وروايات تصف الأحداث.
وبدأ "عباس" أعماله بالرسم الزيتي، قبل أن ينتقل للرقمي (الديجيتال) مع التطور التكنولوجي الذي شهده العالم، وشغف المتابعين حول جمالية الألوان ودقتها، علاوة على انخفاض تكلفته مقارنة بغيره.
يقول عباس لمراسلة (سوا) إنه يمارس الرسم الرقمي منذ أكثر من 15 عاما، موضحا أن هذه التقنية الحديثة شكلت نقطة فارقة في مسيرته المهنية؛ كونها عززت موهبته، ووفرت الوقت والجهد.
وشارك الفنان الفلسطيني في عشرات المعارض العربية والدولية، إذ كان آخرها "من العالم إلى القدس "، الذي شارك فيه 150 رساما من 40 دولة؛ بهدف تسليط الضوء على فضح الجرائم الإسرائيلية.
ما بين الوطن والغربية، يصف عباس نفسه بأنه "جندي خادم لقضيته ووطنه"، حيث كرس رسوماته لكشف الوجه البشع لإسرائيل أمام العالم، لا سيما وأنه والده وشقيقيه الاثنين وابن شقيقته استشهدوا برصاص الاحتلال.
شكل خريف 2012، محطة بارزة في حياة عباس، حينما حزم أمتعته وانتقل إلى السويد برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة.
وبهذا الصدد، يشير إلى أنه بدأ حياته من الصفر، بتعلم لغة وثقافة جديدة، موضحا أن ذلك بات مفتاح النجاح؛ كونه استطاع من خلاله أن يكون موظفا في المدارس السويدية خلال 4 سنوات من إقامته هناك.
وأضاف : "العامل الأكبر الذي ساعدني بغربتي، أن السويد واحدة من أكثر دول العالم، تعنى بحقوق الإنسان، لذلك أرسم لفلسطين ولكل قضايانا العربية دون خوف من مقص الرقيب".
وهذا ما دفعه للاستمرار بنشر ما يتعرض له شعبه من اعتداءات مستمرة، فحقق حلم الشهيد ياسر مرتجى برسم جناحين له وهو محلقاً في الفضاء برفقة كاميرته والذي تمنى أن يصور فيها غزة من السماء.
كما سلط "عباس" الضوء عبر ريشته، على عدد من شهداء مسيرات العودة، أبرزهم الشاب إبراهيم أبو ثريا (كان مبتور القدمين)، والذي رسمه وهو محلقاً بجناحين، إضافة إلى قضية أيقونة النضال عهد التميمي.
يذكر أن عباس عضو في مؤسسة يونايتد سكيتش ووكالة كارتون موف منت العالميتين للكارتون، كما وتم نشر أعماله في التلفزيون الدنمركي، وغيره من القنوات الأوروبية.